وفقاً لمتابعات (سودان سفاري )فان حكومة جنوب السودان فتحت مجدداً الباب للحركات الدار فورية المسلحة للانطلاق من الجنوب ،فقد كشفت الأنباء عن قيام عناصر من حركتي د.خليل وعبد الواحد وميناوي بزيارة معسكرات يجري إعدادها في مناطق راجا ببحر الغزال والتونج تمهيدا لاستئناف العمليات العدائية ضد الشمال بدعم مباشر ورعاية من نظام الرئيس موسفيني بيوغندا .ومعني هذا ان حكومة جنوب السودان تراجعت –عمليا –عن قرار سابق لزعيمها الفريق سلفاكير قضي بطرد الحركات الدار فورية المسلحة من الجنوب ومنعها من الانطلاق من هناك .كما ان معني ذلك عمليا ان جوبا عازمة علي الدخول في (حرب بالوكالة )ضد الخرطوم اعتقادا منها ان الخرطوم تفعل ذات الشيء عبر دعمها للمتمردين الجنوبيين . وتبدو هذه المعادلة مختلّةً جدا وليست في صالح الحركة الشعبية علي الإطلاق وذلك من عدة وجوه:أولاً اذا ما سارت اللعبة علي هذا النحو ،بحيث تدعم الشعبية حركات دارفور المسلحة فان الخرطوم لو فعلت ذات الشيء ،فان الحركة الشعبية سوف تبادر بالصراخ من الوهلة الأولي وذلك لان الدولة الوليدة في الجنوب في حاجة الي استقرار حاليا أكثر من أي شيء .استقرا يوفر مناخا جاذبا للاستثمار الأجنبي والتنمية ويجتذب المانحين ولنا ان نتصّور دولة وليدة ،تُولد وهي تعيش في صراعات عرقيه دائمة ،أي مجنون ذلك الذي يلقي بأمواله في دولة كهذه وأي منظمة سوف تدخل دولة مشتعلة علي هذا النحو ؟ ثانيا :من الممكن –ببساطة شديدة –ان يصبح متمردو دارفور الموجودين في الجنوب هدفا للحركات الجنوبية المتمردة كونهم أجانب من دولة أخري ويحملون السلاح داخل دولة أخري ،واذا ما حدث ذلك وهو لابد حادث فان الحركة الشعبية ستجد نفسها في ورطة كبيرة ما بين حمايتها لضيوفها وصد هجمات المتمردين ،واذا وقع عراك بين متمردي دارفور و متمردي الجنوب فهو سوف يصبح حربا بمعني كلمة الحرب لان المتمردين الجنوبيين حينها سيكونون في موضع المدافع عن بلده وهو ما سوف يشِّوه صورة الحركة الشعبية تماماً . ثالثا:الحركة الشعبية لديها ملفات عديدة لا تنتظر بحوزة الخرطوم والخرطوم مدركة لأهمية هذه الملفات بالنسبة للحركة ومن الممكن ان يُعلٍّق أي نقاش حول هذه الملفات –في ظل حاجة الحركة الشديدة لها –الي حين إخراج المتمردين الدار فوريين من الجنوب .وهكذا ففي كل الأحوال تبدو الحركة الشعبية خاسرة الي حد بعيد فهي ولجت مضماراً صعباً وكُلفته عالية للغاية !!