مان وباقان .. تنقطع فجأة (هل سمعت لهما حرفاً منذ شهرين؟؟) ٭ والبذاءات تنقطع من هناك لأن الخرطوم تشرع في «تلاوة كتاب اللؤم من هنا». ٭ ووفد الحركة الشعبية للخرطوم للمباحثات بقيادة باقان يجد صحافة الخرطوم تحمل المانشيت الأحمر «الخرطوم تطلب من سلفا كير رفع الحصانة عن باقان لاعتقاله». ٭ كانت هذه هي قصيدة الترحيب، والخرطوم تعلم أن سلفا كير لن يرفع الحصانة، لكن الخرطوم كانت تحرص على إعلان «قيمة» باقان عندها. ٭ وصحف الأمس التي رداً من الخرطوم على طلب الحركة تمديد فترة الانتقال عاما آخر تحمل المانشيت الأحمر ونافع يقول: ولا ساعة ٭ ونافع كان يستطيع أن يقولها بصورة أخرى لكن الخرطوم تحدث الآن كل جهة بمقدار «قيمتها». ٭ والحوار الرائع في المباحثات كانت بعض مشاهده هي. ٭ باقان يطلب من الخرطوم إعادة تعريف ملكية الأصول.. ٭ والخرطوم تجيب بكلمة واحدة .. لا.. ٭ والخرطوم كانت تعرف أن الحركة طلبت خبيراً أمريكياً الشهر الماضي، وأن الخبير يقول للحركة: القانون الدولي هو أن الأصول التي تتبع لكل دولة بعد الانفصال، هي التي تقع داخل حدودها فقط.. ٭ وباقان يقول: نطلب إعفاء الجنوب من الديون. ٭ والخرطوم تقول بصوت بارد: لا. ٭ الخرطوم كانت تعرف أن الحركة استأجرت خبيراً في الشهر الأسبق، والخبير يجيب الحركة بأن الديون تقسم بنسبة الأرض أو السكان. أو نسبة متفق عليها، لكنها لا تسقط عن الجزء المنفصل مهما كانت أوجه صرف الديون هذه. ٭ وباقان قال: نحتفظ بالعملة (الجنيه السوداني) عملة موحدة. ٭ والخرطوم ترفض، فالخرطوم وبلؤم شديد كانت تعلم أن الحركة ذهبت إلى مطبعة دولية لتطبع عملة خاصة بها، وأن المطبعة تلك تنبئ الحركة بأن الأممالمتحدة ترفض الاعتراف بأية عملة لا تصدر عن دولة معترف بها.. (والخرطوم تستطيع أن تحطم عظامنا إن نحن قمنا بطباعة عملتها دون إذنها). ٭ والخرطوم كانت تعد تحت المائدة مفاجأة أخرى. ٭ الخرطوم تعلم أن الحركة الشعبية برضاء الخرطوم او بغير رضائها سوف تستمر في استخدام الجنيه السوداني.. وأنها = حين كانت تظن أنها تستطيع أن تطبع عملتها = كانت تخطط (لبيع) الجنيه السوداني للخرطوم بملايين الدولارات أو شراء بضائع الشمال رغماً عن أنف الشمال. ٭ لكن الخرطوم وبلؤم رائع كانت تعد الرداء المناسب. الخرطوم أكملت بالفعل طباعة الدينار السوداني الذي يصبح بديلاً للجنيه. ٭ وطرح العملة الجديدة هذا «يشفط» كل العملة السودانية المبعثرة في الجنوب وغيره بعدها الحركة الشعبية التي تستقبل «271» سلعة من الشمال إن هي ذهبت تشتري بالجنيه «الملغى» رفضت الخرطوم .. وان هي قايضت بالدولار انكسر ظهرها. ٭ الخرطوم بعدها تخطو خطوة أخرى في سباق اللؤم، وبدلاً من أن تقوم الحركة الشعبية بإغراق الخرطوم بالجنيه السوداني، تقوم الخرطوم بإغراق الجنوب بمئات الآلاف من الجنود والموظفين الذين فقدوا وظائفهم وبيوتهم واستقرارهم. ٭ والجنود الذين يطالبون منذ شهور بمرتبات لم تدفع سوف يكون لهم حديث آخر. ٭ والموظفون الذين سوف يتنازعون الوظائف القليلة هناك والمساكن، سيكون لهم قول آخر، فالحركة الشعبية مفلسة.. وباقان يقول نطلب تأجيل فصل القوات لشهرين. ٭ والخرطوم تقول بهدوء: ولا ساعة.. كل جهة تستلم جنودها وخلاص. ٭ باقان كان يريد إبقاء الجنود هؤلاء حتى تستمر الخرطوم، في دفع مرتباتهم.. والخرطوم التي تعلم أن الحركة الشعبية تطلب من الأممالمتحدة دفع مرتبات جنودها.. تعلم أن الأممالمتحدة قالت: لا يوجد عندنا مبرر لدفع مرتبات جيش لأية دولة!! ٭ وحين يسكت باقان تتقدم الخرطوم خطوة في مباراة اللؤم. ٭ وممثل الخرطوم يقول: بعد التاسع من يوليو يعتبر وجود كل الموظفين والجنود في الجيش والشرطة والأمن من غير السودانيين وجوداً غير مشروع. ٭ الخرطوم تقول هذا لأنها تعلم أن الذين هاجروا إلى الجنوب من الموظفين وغيرهم يجدون الآن استقبالاً ينزع ملابسهم ويلطم وجوههم.. بالفعل. ٭ واللقاء كان (نموذجاً) لما يحمله الآن كل جانب في (بطنه)!! في القطاع السياسي القيادي. وفي الحاج يوسف أمس الأول كان لقاء السلطان أكوج أويل في العاشرة صباحا مع الجنوبيين هناك نموذجاً لما يحمل المواطن الجنوبي في بطنه. السلطان وبصراحة ما لا يمكن إخفاؤه يحدث الناس عن الورطة التي انغمست فيها الحركة وجرجرت معها المواطنين، ويسأل الحضور عن المخرج.. ماذا نفعل. ٭ ومواطن يصيح في سخط: قبل السؤال عن كيف المخرج اسألوا عمن أدخلنا في هذا الشق ولماذا. ٭ وأنس المثقفين الجنوبيين الذي يبحث بدوره عن المخرج تتناثر الملاحظات الممتعة على جانبه. أحدهم قال: الدينكا حتى لو خسروا الحكومة يبقى لهم شيء، لكن تعبان النويراوي الذي باع قبيلته لصالح الدينكا وباقان الشلكاوي الذي باع الشلك للدينكا وعرمان الذي باع الشماليين للدينكا، هؤلاء أين يذهبون بعد سقوط الحركة. ٭ وأمس الأول سقوط الحركة الذي يقترب مع خطوة من خطوات أكول وياو ياو وأطور، يصبح شيئاً ينتج أغرب الحكايات. ٭ وفي ميوم المحاصرة وتعبان دينق يجعل جنوده يختطفون (كجور) النوير ويجعلونه معهم في الخنادق، لاعتقادهم أن النوير والذين يقدسون الكجور هذا لن يهاجموا خنادق جنود الحركة ما دام الكجور هناك. - لكن الكجور هرب. وجنود قديت يطحنون الآن آخر دفاعات الحركة هناك. ٭ يبقى أن ما يكشف عن «بطن» كل شيء هو اجتماعات سرية تجرى الآن بين قادة القوات المنشقة التي تقاتل الحركة.. «اجتماعات للتنسيق لما بعد سقوط جوبا وشكل الحكومة الجديدة». ٭ ومطلوب من تلفزيونات وإذاعات الشمال والجنوب تخصيص يوم لإذاعة بذاءات باقان يومئذٍ. .. ابن الذين... نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 21//م