هددت الولاياتالمتحدة أمس باتخاذ إجراءات إضافية مع شركائها الدوليين ضد سوريا اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين، لكنها اعتبرت في الوقت نفسه "أنه لا يزال بإمكان الحكومة السورية القيام بإصلاحات". في وقت أعلنت فرنسا أن العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي بحق 13 من مسؤولي النظام السوري والتي ينتظر أن تدخل حيز التنفيذ غداً الاثنين هي مرحلة أولى سيتم توسيعها لتشمل كبار القادة. وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جاي كارني في بيان "إن الولاياتالمتحدة تعتقد أن أعمال سوريا المشينة ضد شعبها تستوجب رداً دولياً شديداً"، مندداً باستخدام القوة الوحشية من قبل النظام لوقف التظاهرات، ومهدداً بانه إذا لم توقف دمشق أعمال العنف ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية فان الولاياتالمتحدة ستتخذ مع شركائها الدوليين إجراءات إضافية للتعبير بوضوح عن معارضتها الشديدة لطريقة معاملة الحكومة السورية شعبها". وأضاف البيان "إننا ندين بشدة ونأسف لحذو الحكومة السورية حذو الحكومة الإيرانية في العنف والاعتقالات الجماعية ردا على التظاهرات الجارية، واننا نحيي مجددا شجاعة المحتجين السوريين الذين يتمسكون بحقهم في التعبير عن آرائهم ونأسف للخسائر البشرية لدى كل الأطراف". ورحب البيت الأبيض الذي كان فرض في 29 ابريل الماضي عقوبات اقتصادية على عدد من المسؤولين والكيانات الإدارية في النظام السوري بينهم ماهر الاسد الشقيق الأصغر للاسد تضمنت ايضا تجميد أموال ومنع أي تعامل تجاري، بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مسؤولين سوريين مسؤولين عن انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال "إن الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية سيعدلان علاقاتهما مع سوريا على ضوء التحركات الملموسة التي تقوم بها الحكومة السورية". ورغم تصعيد لغة التهديد الأميركية، الا أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اعتبرت أنه لا يزال بإمكان الحكومة السورية القيام بإصلاحات رغم العنف المتصاعد، وقالت في مقابلة صحفية "إن الولاياتالمتحدة كانت صريحة بشأن حملة الأسد السياسية لكن الوضع هناك معقد"، وأضافت "توجد بواعث قلق عميقة تجاه ما يحدث داخل سوريا ونحن نحث الحكومة بقوة على أن تفي بالتزامها المعلن بالإصلاحات". وقالت كلينتون "إن الوضع في سوريا مثير للمشاعر"، لكنها رفضت تشبيه سوريا بليبيا حيث ساعدت الولاياتالمتحدة في قيادة الجهود الدولية لدعم المعارضة التي تقاتل معمر القذافي، وأضافت "ما أعرفه هو أنه لا تزال أمامهم فرصة لتحقيق جدول أعمال للإصلاح.. لم يصدق أحد أن القذافي سيفعل ذلك.. لكن الناس يصدقون أنه يوجد مجال محتمل للمضي قدماً مع سوريا، لذا سنواصل المشاركة مع كافة حلفائنا من أجل الضغط بكل قوة بشأن ذلك". من جهتها، أعلنت فرنسا أن العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي بحق 13 من مسؤولي النظام السوري هي مرحلة أولى تعتزم فرنسا توسيعها لتشمل كبار القادة. وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو في بيان بالإفراج الفوري عن الناشط السياسي رياض سيف احد ابرز وجوه المعارضة السورية الذي اعتقل الجمعة في دمشق. وقال فاليرو "اننا نثني على القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بالإجماع بفرض عقوبات على 13 مسؤولاً سورياً ضالعين في أعمال القمع.. إنها مرحلة أولى، وسنعمل بدون ابطاء مع شركائنا في الاتحاد على توسيع هذه الإجراءات وقائمة الاشخاص المستهدفين بمن فيها اكبر القادة السوريين على ضوء التطورات الجارية". وشدد فاليرو على أن بلاده تؤيد فرض عقوبات أشد على كل المسؤولين عن سياسة القمع هذه بدون استثناء. وقال "إن فرنسا قلقة للغاية من استمرار القمع في سوريا بحق المتظاهرين المسالمين ومن تدهور الوضع الإنساني للسكان الذين يحاصرهم الجيش وقوات الامن"، منددا بمئات الاعتقالات التي تقترن في غالب الاحيان باعمال تعذيب. المصدر: الاتحاد 8/5/2011