بعض ما لفت نظري في انتخابات ولاية جنوب كردفان النشاط المكثف والتحضيرات الواضحة بالإسناد والخطاب وتبني حملة مرشح الحركة الشعبية (الحلو) من جانب اليسار السوداني سواء بواجهته الصريحة وذقنه التي لا يغطيها (الحزب الشيوعي السوداني) أو عبر واجهاته المتعددة أو من خلال المنتمين إليه من مدخل العمل ككادر متخفٍ إن صح الوصف. أحسست كثيرا أثناء سير الحملة الانتخابية وكان (الحلو) لا يمثل الحركة الشعبية إلا من باب السمت السياسي المعلوم للرجل وبدا لي كأن قيادة الحركة دفعت به و(خلاص ) فإن ربح تفرش النمارق وإن خسر فكما يقول المصريون ضربوا الأعور على عينه فقال "خسرانه خسرانه"! المؤتمر الوطني دفع في الحملة بكامل صفه الاول تقريبا من البشير الى نافع واحمد أبراهيم الطاهر– والمقامات والرتب محفوظة - وشاركوا بخطاب واضح وصريح وقوى فيما اكتفت الحركة الشعبية بإرسال قيادات ليست من ذات المستوى ولو كنت في مكان مرشحهم لشعرت بالاستصغار والضعف والهوان فان غاب الفريق سلفاكير من لحظة تاريخية كهذه فمتى يأتي؟! ، هذا بالطبع يتسق مع تفسيرات محبطة عادة أدناها مرارة أن سلفا لا يأبه كثيراً بما يجري وهو موقف يحسب بالضرورة على الشعبية كتنظيم منافس تعامل مع انتخابات بهذا الحجم وكأنها جمعية تعاونية أو ما شابه. ولاية جنوب كردفان ولاعتبارات كثيرة موقع مهم وحساس للحركة الشعبية كما تقول بذلك أدبياتها التأريخية والمانفستو ودفوعاتها عن السودان الجديد وما إليه من تلك الترهات لكن واقع تعاملها مع المسالة لا يعكس ذلك ولكن بالمقابل نشط تيار رديف باسم شركاء اتفاقية السلام وقاد هؤلاء السيد ياسر عرمان الذي لم يألُ جهدا في حشد كامل المعارضة الشمالية لنصرة برنامج حزب يؤسس الآن دولته ومؤسساته بما لا يمكن معه السماح لأي من عضوية تلك المعارضة بلقاء سلفاكير مستقبلا إلا بصفة (الضيف الأجنبي) والذي طالما أنه لا يملك حكومة او مبتعثا من حكومة فإن تلك اللقاءات إما أن تكون بصفة ودية أو أن تكون نشاطا حال بحثه أي متعلقات بالشمال تخابريا عواقبه معلومة. الصبغة الحمراء لحملة (عرمان) في جنوب كردفان جعلتني أظن لوهلة أن للحزب الشيوعي مرشح في تلك الانتخابات إلى أن دققت وعلمت أن المرشحين ثلاثة (هارون، والحلو وتلفون) والثلاثة لا رابط بينهم واليسار، رغم مزاعم الأشعار والحرب النفسية الضارية كادت أن تعلن أن المنافس لأحمد هارون هو السيد صديق يوسف المتحدث باسم الحزب الشيوعي. هذه الملاحظة بالمناسبة أثارت امتعاض غير قليل من أبناء الولاية حتى من هم ضد المؤتمر الوطني ويناهضون حكمه ومرشحه لثقتهم أن الشيوعيين ما دخلوا أرضا وفكرا إلا وجلعوا سادة أهله أذلة!!. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 12/5/2011م