ربما يحمي الكثير من أهل دارفور والسودانيين بصفة عامة طبيعة الجانب السالب الشديد القتامة والإيلام الذي أفرزته ممارسات الحركات الدار فورية المسلحة في تواجدها في العاصمة القطرية الدوحة تحت مزاعم التفاوض مع الحكومة السودانية بغرض التوصل الي حل لازمة دارفور .قد يعتقد البعض ان لهذه الحركات الدار فورية وفود (محترمة )ذات ثقل سياسي وتتحلي بالجدية وتحمل هموم دارفور وتريد بالفعل حل الأزمة ولكن الحقيقة المؤلمة التي رصدتها )(سودان سفاري )ميدانيا من العاصمة القطرية الدوحة كانت ترسم واقعا اليماً ومشينا لا يرضي أي سوداني مهما بلغت درجة خصومه وعداؤه السافر للحكومة السودانية .فقد لاحظت (سودان سفاري )اكتظاظا مهولا لفنادق خمس نجوم بمن يزعمون أنهم وفود لحركات مسلحة وقد لا تصدق أيها القارئ العزيز ان متوسط من يعيشون في هذه الفنادق منذ أشهر وسنوات يصل الي (550)شخص !!تتكفل في الغالب الحكومة القطرية بنفقات إقامتهم ونثرياتهم بل حتى تكلفة الاتصالات الهاتفية وتذاكر السفر .وقد استمرأ غالبهم هذه الأريحية واحضروا عائلاتهم وزوجاتهم وبعض آخر استقدم صبية لا تتجاوز أعمارهم العشرينات يروحون ويغدون ما بين فندق (ريتاج )و(شيراتون )و(ريترز )و(كارلتون )لدرجة أنهم انغمسوا في مغامرة الخمور والمخدرات وبعضهم طفق يمارس تجارة الشنطة !!..كلنا يعلم ان المفاوضات تطاولت دون أسباب واضحة وأقعدت جلساتها،حيث تنعقد وتنفض والوسيط البور كيني (جبريل باسولي )هو الأخر (يسير ببطء )ويتحرك علي مهلة غير عابئ كثيرا بالأزمة ولا يعنيه الإسراع بحلها طالما ان نثريته اليومية (1500)دولار تأتيه كما البرق يوميا ،رغم ان الرجل حاليا يشغل أيضا منصب وزير الخارجية في بلاده (بوركينا فاسو )!!ان المشهد في الدوحة تحمر له خدود السودانيين خجلا ،فهنالك (عدم جدية )واضح للعيان ،حيث لا ترغب هذه الحركات المسلحة في تفاوض أو سلام للازمة طالما أنها تجد كل هذا الرغد من العيش والوسائد الناعمة والملابس الأنيقة .لقد تحول هؤلاء الي (تجار تفاوض )،وفي كل لحظة –وليس في كل يوم –تنشق الأرض عن نبت جديد ومسمي جديد كحركة منشقة أو جري تأسيسها علي عجل في ردهة احد تلك الفنادق الفخمة .لقد امتلأت ردهات الفنادق وأجنحتها بعائلات دار فورية ،تناسلت وأنتجت أطفالا والكل منهم يمني نفسه (بحياة كريمة )هناك لا يكدر صفوها تفاوض أو حل أو مقترحات . من المؤكد ان هذا الوضع الشائن عملت علي تكريسه قوي بعينها تحت مزاعم غياب الأمن في دارفور ومن المؤكدان الوسيط المشترك (باسولي )خاضع علي نحو أو أخر (لرغبات تلك الجهات الدولية )ومن الطبيعي إزاء ذلك ان تطاول الأزمة وان يطول أمد التفاوض ولهذا كان أمراً منطقيا ان تتجه الحكومة السودانية نحو توجيه العملية التفاوضية لتستوعب أصحاب المصلحة الحقيقيين في دارفور .