تحليل سياسي اعترفت حركة الدكتور خليل إبراهيم رسمياً بأن زعيمها قد جري احتجازه فى طرابلس و منعته السلطات الليبية من الخروج. و يجيء اعتراف الحركة بهذا التطور الخطير عقب ورود أنباء فى وقت سابق أشارت الى الصعوبات التى يواجهها خليل فى طرابلس و استحالة تمكنه من الخروج من هنالك فى ظل الأوضاع المتفاقمة كل يوم . وتشير مصادر دبلوماسية مطلعة فى الخرطوم إن السلطات الليبية بالفعل تحتجز خليل دون ان تتضح الأسباب الحقيقية وراء ذلك ، ولكن مصادر سياسية هاتفتها (سودان سفاري) فى القاهرة قالت إن الأمر وثيق الصلة بما قيل ان خليل ومسلحيه قد شاركوا – على نحو أو آخر – فى أعمال العنف التى جرت هناك . ومن ثم فليس من المستبعد فى ظل اقتراب سقوط و انهيار نظام القذافي أن يكون الغرض من ذلك محاسبة خليل أو عدم تمكينه من الإفلات من العقاب . غير أن هذا الاحتجاز – بصرف النظر عن أسبابه ودواعيه – هو فى المحصلة النهائية لا يخلو من إشارات الى أن خليل مدين على نحو ما فى طرابلس خاصة و قد شهدنا كيف انه ادعي تعرضه لمحاولة اغتيال هناك ، فالرجل أصبح خصماً فى طرابلس ، وارتبط على نحو واضح بنظام القذافي وهو نظام متهم بارتكاب جرائم حرب موثقة و بشعة من المستحيل ان ينجو من العقاب عليها. من جانب ثاني فان هذا الاحتجاز فيه دلالة ايضاً على أن بقاء خليل وإقامته فى طرابلس أصبحت قضية ليبية محضة أكثر من كونها قضية ذات صلة بالحكومة السودانية، إذ أن الرجل قاده سوء حظه للإقامة فى طرابلس بعدما أغلقت السلطات التشادية الباب فى وجهه ، وهو بإقامته فى طرابلس هذه اضطر لدفع فاتورة سياسية باهظة كونه مضطر لتأييد نظام القذافي بصورة أو بأخرى ظناً منه ان القذافي قادر على استعادة السيطرة على الأمور . باختصار فقد اختلت الحسابات فى ذهن خليل ولعل العبرة والعظة البليغة هنا هو أن اى ثائر أو متمرد – إن كان وطنياً متجرداً – فان عليه الاعتماد على موارده الذاتية ، والبقاء داخل أراضي بلاده حتى لا يكون مضطراً لدفع فواتير باهظة تخصم من رصيده الوطني . وعلى الرغم من أن القيادي بالحركة جبريل إبراهيم و فى مقابلة معه أجراها معه راديو مرايا قال أن خليل (متواصل) مع قادته فى الميدان رغم هذا الاحتجاز إلا أن الشواهد على الارض تكذب هذا الزعم إذ أن التواصل على هذا النحو لو كان متاحاً لخليل فما الحاجة إذن لاحتجازه ومنعه من مغادرة الأراضي الليبية؟