إن المحاماة عريقة كالقضاء، مجيدة كالفضيلة، ضرورية كالعدالة هي المهنة التي يندمج فيها السعي الى الثروة مع أداء الواجب حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان، المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبد له ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلا، غنيا بلا مال رفيعا دون حاجة الى لقب، سيدا بغير ثروة) وقال أحد كبار المحامين (انه لفخر للمرء أن يكون محاميا ليبقي مستقلا لا ينتظر من السلطة شيئا). هكذا قال عنها رئيس القضاء الاعلي في فرنسا في عهد اللويس الخامس عشر. بعد ساعات قليلة يحل موعد انتخابات اتحاد المحامين لدورة جديدة مدتها أربع سنوات، وهذه الانتخابات من الاهمية بمكان عطفا على دور هذا الاتحاد في المجتمع، وان كان دور الاتحاد الاهتمام بشئون المحامين ورفع مستوى المهنة ومراقبة المحامين للسمو بهم عن كل شبهة ورفع مستواهم المهني والأخلاقي فإن دوره في المجتمع يتعاظم في ظل الأوضاع الراهنة في البلاد فالمحاماة واجب تقوم بها في المجتمع. والساعات القليلة الفاصلة ينتظرها المحامون ليتم بعدها إعلان نقيبهم الجديد بعد الانتخابات التي تجري هذا الأسبوع.. ويقول مراقبون بدأت انتخابات المحامين بلقاء حاشد حضره أكثر من (5) آلاف محامٍ بأرض المعارض ببري على ضرورة العمل لإنفاذ خطتها الهادفة لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة، والحفاظ على استقلال الوطن، والدفاع عن حقوقهم وواجباتهم، وبذل الجهد لترقية النظم العدلية في البلاد ودعم المواجهة العربية والإسلامية والشعوب المستضعفة للتصدي للاستعمار الجديد وسياساته ومدافعة الاستلاب الحضاري والحفاظ على موارد البلاد وسيادتها. ويطالب نقيب المحامين السودانيين الأستاذ فتحي خليل في اللقاء التنويري الخاص بمحامي القوى الوطنية بالفوز في لانتخابات، والعمل لإقامة العدل في المجتمع ومواجهة المشكلات السودانية، وفضح زيف القانون الدولي المستخدم ضد الضعفاء، ويضيف فتحي على أهمية ألا يكون الجامع لمحامي القوى الوطنية هو العصبية الحزبية، بل سيادة روح القانون، ويؤكد التزامهم التام بإنفاذ البرنامج الانتخابي الذي يلبي متطلبات المرحلة القادمة لقيام انتخابات حرة نزيهة وكشفت اللجنة المنظمة للقاء عن انضمام عدد من محامي التنظيمات السياسية الفاعلين في أحزابهم للمؤتمر الوطني، منهم قيادات في الاتحادي الأصل، وعبد العزيز السر من الاتحادي الديمقراطي، ومحمد الأمين من الحزب الشيوعي، ويقول إن الجمعية العمومية ستعقد يوم الخميس بقاعة الصداقة بالخرطوم. ويري مراقبون ان قطاع المحامين الاتحاديين تمسكوا بالتحالف الاستراتيجي مع المؤتمر الوطني في انتخابات نقابة المحامين المرتقبة خلال الساعات المقبلة ودعوا كل القوي السياسية للانضمام لهذا التحالف الذي يقوم علي اعمال الحوار كمبدا اساسي على كل القضايا التي تواجه الوطن والمحامين. ويقول الاستاذ احمد التجاني الجعلي وكيل نقابة المحامين رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالحزب ان التحالف مع المؤتمر في نقابة المحامين ساهم في ارساء قيم الحوار الهادف وحقوق انجازات ومكاسب كبيرة للمحامين ويضيف الدعاوي التي اطلقها بعض المحامين بعدم شرعية النقابة الحالية (بالباطلة) ولا تستند على اي مسوغ قانوني. ويشير الجعلي الى خوض محامي الحزب للانتخابات بقبول تام و التحالف سيطرح برنامجا يسهم في اثراء الحياة الاجتماعية والدستورية لاكمال عملية التحول الديمقراطي. ويقول الاستاذ يوسف الهندي (امين الاعلام بنقابة المحامين نائب رئيس لجنة الانتخابات بالحزب الاتحادي) اننا لا ننكر ان هنالك تحالفا استراتجيا مع المؤتمر الوطني منذ عام (2006م - 2009م) ويضيف حققنا انجازات كبيرة في الدورة تمثلت في اشياء خاصة بالعمل الوطني وقضايا الوطن ومساهمة منظمات المجتمع الوطني وتطور الدستور وتاسيس الحريات ويقول ديمقراطية الحوار هي شعارنا واحد الوسائل التي تحقق الاستقرار وحل كل الاشكالات وتصدينا الى المحكمة الجنائية ولعبتها وابدا المحاميين برأيهم وفكرهم ويضف هناك غرفة ل(500) محامٍ لراحة المحامين لكافة المحاكم في السودان غير ان هناك تباينا في وجهات النظر وفي شكل المشاركة في بعض الجزيئات الخاصة بالتمثيل في اللجنة المركزية للنقابة. ويضيف الهندي هناك ثلاث قوائم مشاركة في الانتخابات هم قائمة الوطنيين (المؤتمر الوطني) و(حكومة الوحدة الوطنية) و(الاتحاديون). وينحى الهندي الي ان الانتخابات تخضع لنقاش داخل الدوائر السياسية للحزبين بطريقية سلسلة ويؤكد تأييد المحامين الاتحاديين لترشيح فتحي خليل لمنصب نقيب المحامين للدورة القادمة ويقول ان عدد المحامين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات (10) آلاف وذكر الهندي العديد من الانجازات التي قامت بها النقابة خلال الدورة الحالية والتي تتمثل في تطوير وترقية المهنة والتأمين الصحي وكفالة المعاشيين بجانب الدعم الاجتماعي والانسانية للمحامين.