مع إطلالة العام 2010م شهد السودان تكوين نقابة جديدة للمحامين.. بعد انتخابات حامية الوطيس بين قائمتين الأولى قائمة القوى الوطنية والأخرى قائمة التحالف الديمقراطي.. جاءت الانتخابات هذه المرة بعد مرور دورتين للنقابة المنصرفة التي اعتلى قائمتها أيضاً محامو القوى الوطنية وعلى رأسها الأستاذ فتحي خليل المشهود له بالوطنية الزائدة والشجاعة المتناهية والذي استطاع هو وأركان حربه تحقيق إنجازات غير مسبوقة منذ نشأة أول رابطة للمحامين السودانيين.. وفي عهد النقابة التي انتهت دورتها بإطلالة هذا العام.. أعادت عضوية السودان في اتحاد المحامين العرب وانضم السودان لعضوية الكثير من النقابات الإقليمية والدولية وشارك المحامون السودانيون في كل المنتديات والدورات الخارجية والمؤتمرات التي تخص مهنة القانون. بذات الجهد المتواصل منذ تحمل المسؤولية وحتى انتهاء دورتهم ظل الأستاذ فتحي ونقابته مثالاً وطنياً صادقاً للقضاء الواقف الذي لا يدخر جهداً للدفاع عن الوطن والعضوية وعلى استعداد تام لبذل النفس والنفيس في سبيل الوطن ورفع رايته عالية خفاقة وهكذا الوطنية الأصيلة التي تعبر عن تراث وحضارة وثقافة السودان الوطن.. الآت سلمت الراية للنقابة الجديدة برئاسة الدكتور عبد الرحمن الخليفة.. الرجل الذي يتمتع بالخبرة التراكمية في مضمار التعاطي مع القضايا الوطنية.. والذي شارك أيضاً في العديد من المؤتمرات الخارجية التي تعالج قضايا الوطن الكبرى مستشاراً ومشاركاً بالرأي والخبرة النابعة عن المناصب والمواقع التي احتلها عبر مسيرته القانونية.. فهو بحق (خير خلف لخير سلف).. وكلنا ثقة في أن النقيب الخليفة أهل للمسؤولية وسيكمل المشوار الذي بدأه الخليل في مسيرة النقابة التي يعول عليها رجل الشارع باعتبارها نبراساً يضيء الطريق طريق الحق والقانون لشعب السودان. فالتهنئة الحارة للنقيب الجديد والشكر أجزله للنقيب الأسبق ونحسب أن الموروث الذي تركه الخليل سيكون عوناً وسنداً للخليفة للاستفادة منه.. ولا يفوتنا هنا أن نلقي الضوء على سيناريو الانتخابات ونتائجها فالانتخابات أجريت في جو من الديمقراطية الحقة وتحت مراقبة وعيون مفتوحة من كل العضوية وكانت المنافسة ساخنة بين القائمتين وظل الجميع في يقظة تامة لكل كبيرة وصغيرة.. وأسفرت الانتخابات عن اكتساح القوى الوطنية بأغلبية مريحة في الانتخابات حيث فاز الدكتور عبد الرحمن إبراهيم الخليفة بمنصب النقيب حائزاً على أعلى الأصوات بعددية (3893) صوتاً يليه الدكتور أمين مكي مدني مرشح قائمة التحالف الديمقراطي محرزاً (1313) صوتاً ، جرت الانتخابات تحت إشراف لجنة من الهيئة النقابية التي استندت على معايير معينة (قانون المحاماة والنظام الأساسي وأخلاقيات المهنة واللوائح التي يجب أن يقرها الجميع، أن الانتخابات ونتائجها جاءت خالية من أي شوائب بالرغم من الأقاويل والقيل والقال.. المتكرر عن إجراء كل انتخابات. عموماً نقول إن الأصوات التي تنادي الآن طعناً في نزاهة الانتخاباتش وعدم حيدتها قول مردود الى الحناجر والحلاقيم الكبيرة التي صدر منها.. وليسأل البعض من هؤلاء .. لماذا التباكي الآن على النقابة والانتخابات والسعي وراء الفوز لتمثيل السودان بالخارج عبر النقابة.. ماذا يقول هؤلاء عن أنفسهم وهم الذين سعوا قبل عقدين ونصف من الزمان الى أن تقاطع كل المنظمات العدلية والقانونية السودانية خاصة نقابة المحامين السودانيين بل البعض منهم نجح وبمساعدات جهات أجنبية في حرمان السودان ونقابته من عضوية اتحاد المحامين العرب وعضوية المنظمات الإقليمية.. عجباً لهؤلاء فإن كان ما اقترفوه من ذنب عظيم ضد السودان ونقابته وأخوتهم المحامين.. فالشعب السوداني ما تزال ذاكرته متّقدة ولم ينس.. عجبنا ثم عجبنا هم يتمتعون بكامل العضوية وكامل الأهلية.. ويصيحون بأعلى أصواتهم في أروقة الصرح التاريخي (دار نقابة المحامين) الذي شُيد بإرادة الشرفاء والمخلصين.. بعد أن كانت (الدار) في موقع بالخرطوم سرداباً تعقد الاجتماعات فيه انصاف الليالي.. وعربات المجتمعين من (الأفوكاتوس) (تبركن) بعيداً عند طلمبة المرحوم أحمد المصطفى.. وشارع القصر (أمام سينما كلوزيوم.لا يسعني أخيراً إلا أن أهنئ النقابة الجديدة.. وكلنا ثقة أن لن تحيد عن الخط الوطني حيال القضايا الوطنية بجانب مهامها الأصلية وواجباتها في صيانة كرامة المحامين وتحقيق مطالبهم وأن تعمل جنباً إلى جنب مع القضاء الجالس في سبيل استقلالية القضاء وحفظ الحريات وكرامة الإنسان السوداني.. وكذلك الوقوف بصلابة أمام المهددات الدولية ضد السودان وتتصدى إلى أي تدخل أجنبي في الشأن السوداني. سلام..