أنفقت الولاياتالمتحدة «40» مليار دولار على أمنها الجوي منذ هجمات سبتمبر «2001»، ووظفت «45» ألف ضابط تفتيش مدرب في مطاراتها التجارية ال «450»، ونشرت «1600» ماكينة فحص في تلك المطارات عدا آلاف الكلاب القادرة على اكتشاف المتفجرات. ومع ذلك ورغم كل هذه العيون المفتوحة، تمكن قاعدي نيجيري يدعى عمر الفاروق عبدالمطلب من ركوب طائرة أميركية وبحوزته متفجرات كاد ينجح باستخدامها في نسف الطائرة التي كانت تقل ثلاثمائة راكب. أثبتت عملية عبدالمطلب الذي كان على وشك تفجير الطائرة الأميركية قبيل وصولها إلى مطار ديترويت قادمة من امستردام، وجود أخطاء كبيرة وثغرات خطيرة في النظام الأمني الصارم الذي تتبعه الولاياتالمتحدة. كما تسببت هذه العملية في إحراج الأجهزة الأمنية الأميركية التي يتعين عليها الآن الإجابة عن آلاف الأسئلة المتعلقة بكيفية اختراق ذلك الشاب النيجيري كل الإجراءات الأمنية المشددة في أكثر من مطار، وتمكنه من إشعال المتفجرة التي كانت ستحدث فجوة في جسم الطائرة وتتسبب في تحطمها لولا استطاعة بعض الركاب السيطرة على عبدالمطلب وإطفاء النار قبل وقوع الكارثة. وفيما تحدث الرئيس أوباما عن نية إدارته اتخاذ إجراءات أمنية أقوى تتضمن تعزيز عمليات التفتيش والمراقبة في المطارات ونشر المزيد من رجال الشرطة في الرحلات الدولية بثياب مدنية، باشرت واشنطن التحقيق لمعرفة كيفية وصول الشاب والمتفجرات إلى الطائرة. القاعدة لم تنف علاقتها بالمحاولة، بل أكدتها في بيان اعترفت فيه بأن عبدالمطلب نسق العملية مع أعضاء التنظيم في اليمن، متباهية بأن هذا الشاب «الاستشهادي» استطاع التسلل عبر جميع الأجهزة المتطورة والإجراءات الأمنية المشددة في مطارات العالم، ومتعهدة بتكرار المحاولة إلى أن تحقق النجاح. ومن المعلومات التي رشحت وسببت حرجاً آخر للأميركيين ان والد عبدالمطلب وهو موظف بنك ذو سمعة طيبة، كان قد عبر قبل أسابيع عن قلقه من تطرف ابنه وذهابه إلى اليمن، مطالبا الولاياتالمتحدة بالبحث عنه. وتقول الخارجية اليمنية أن هذا الإرهابي البالغ من العمر «23» عاما زار صنعاء عدة مرات وانه يغطي نشاطاته من خلال تعلمه اللغة العربية في معهد يمني. وتشير بعض المصادر إلى صعوبة تتبع نشاطات عبدالمطلب بالنظر إلى العدد الكبير من الشبان الذين يفدون إلى اليمن لتعلم العربية والدين الإسلامي. وتأتي هذه العملية المنسوبة إلى القاعدة في الجزيرة العربية،فرع اليمن، في وقت تشهد فيه نشاطات التنظيم تسارعاً غير مسبوق في الأراضي اليمنية، وهو تسارع يأتي في خضم حرب تشنها صنعاء ضد الحوثيين في صعدة، وفي غمرة حراك جنوبي يستعيد نشاطه هذه الأيام. ما من شك في أن الظروف في اليمن تساعد على تنامي عمليات القاعدة التي دخلت مع عملية عبدالمطلب مرحلة جديدة تستهدف الولاياتالمتحدة على وجه التحديد. نقلاً عن الوطن الكويتية 30/12/2009م