حطت طائرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بسلام في مطار العاصمة الصينية بكين بعد تأخر وصولها من العاصمة الإيرانية في الموعد المقرر فجر أمس بسبب تعديل جرى على مسار عبور الطائرة الرئاسية فوق أراضي دولة تركمانستان. واستقبلت الحكومة الصينية وطاقم البعثة الدبلوماسية السودانية ببكين البشير بعد رحلة طويلة شغلت الرأي العام المحلي والدولي. وأرجعت الحكومة تأخر وصول رئيس الجمهورية إلى بكين إلى تغيير طرأ على مسار رحلته الجوية، التي كان مقرراً أن يصل خلالها الوفد الرئاسي عند الساعة العاشرة من مساء أمس بتوقيت السودان والثانية صباحاً بتوقيت بكين. وقالت وزارة الخارجية في تعميم صحافي أمس إن تأخر وصول الرئيس البشير إلى العاصمة الصينية بكين، الذي كان مقرراً له مساء الأمس الأول (الأحد) بسبب تعديل جرى على مسار عبور الطائرة الرئاسية فوق أراضي دولة تركمانستان، في وقت لم يعد معه ممكناً العبور عبر المسار الجديد، ما اضطر قائد الطائرة للعودة إلى طهران بعد أن حلق فوق أراضي تركمانستان عند التاسعة والنصف من مساء الأمس بالتوقيت المحلي لإيران. في الأثناء شكلت سفارتا السودان والصين في طهران غرفة متابعة للتطورات وتم الحصول على مسار عبور جديد. تحوطات للسلامة من جهته قال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة د. كمال عبيد ل " الجزيرة نت" إن تغيير مسار الطائرة اضطر الوفد للعودة إلى طهران "لأجل السلامة" ومن ثم متابعة الرحلة إلى الصين، وأكد أنه ووفق الاتصال مع الوفد الرئاسي فإن السلامة تقتضي إجراء بعض المعالجات الهندسية قبل الانطلاق إلى الصين عبر مسار آخر. إلى ذلك قال المتحدث باسم الخارجية السفير العبيد أحمد مروح ل(الرائد) إن الطائرة الرئاسية غادرت طهران في ساعة متأخرة عبر الأجواء الباكستانية وجمهوريات آسيا الوسطى وتركمانستان، مبيناً أن إذن العبور كان من قبل دولة واحدة بغرض المرور السريع من تلك الدول، وقال إن المسار الأول عبر الأجواء الباكستناية مسار طويل ويتطلب إذناً من الدول التي يتم العبور فوق مجالها الجوي. ومن المنتظر أن يبدأ الرئيس البشير اليوم مباحثات مع نظيره الصيني هو جينتا كانت قد تم إلغاؤها بسبب تأخر وصول البشير إلى بكين وفق وزارة الخارجية الصينية .وأكدت مصادر موثوقة أن مسار طائرة الرئيس من إيران إلى الصين تم تأمينه تماماً، ونقل موفد " الشروق" إلى بكين أن الرحلة إلى الصين تمر عبر دول بينها دول موقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية ما يستدعي أذونات وهناك دول أذنت وأخرى لم تبد أي موقف. برنامج حافل وأكد موفد الشروق أن زيارة البشير سيتم تمديدها إذ أنها تشمل برنامجاً حافلاً على رأسه مقابلة الرئيس الصيني هو جين تاو، ورئيس البرلمان الصيني، بجانب لقاءات مع السفراء العرب والأفارقة.وكان مقرراً أن تمتد زيارة البشير إلى الصين من 27 إلى 30 يونيو الجاري .ويشمل برنامج زيارة البشير مقر الشركة الصينية "سي إن بي سي"، وكلية للزراعة في شين داو بمقاطعة شاندونق التي بها آبار للبترول تستخدم تكنولوجيا عالية كفلت استمرار الإنتاج فيها 50 عاماً. وسيشهد البشير التوقيع على اتفاقات تم تجهيزها تشمل تطوير حقول الإنتاج الحالية بشمال السودان في مربعي 2 و4 في هجليج وبليلة بجنوب كردفان بجانب شركات صينية ستدخل شريكاً لتطوير الإنتاج بتكنلوجيا حديثة في مربع 14 بمنطقة عوينات على الحدود مع ليبيا ومربع 9 بالجزيرة ومربع 13 بالنيل الأبيض. كما تشمل الاتفاقات تخصيص أراضٍ ضخمة للصين، ما يدفع بالاستثمار الزراعي بالسودان. مراجعة وتقييم إلى ذلك طالب نواب البرلمان بمراجعة وتقييم سياسة السودان تجاه أمريكا وتبني سياسة موحدة صادرة عن المؤسسات الرسمية للدولة بعيداً عن الاجتهادات الفردية والانفعالات الوقتية، ودعا النواب الحكومة خلال مناقشة تقرير لجنة الشؤون الخارجية حول المواقف العدائية للكونقرس الأمريكي تجاه السودان، لاعتماد مبدأ المعاملة بالمثل مع الإدارة الأمريكية، والثبات في المواقف محذرين من التردد و الانكسار تفاديا للمزيد من الضغوط وأكدوا أن العداء الأمريكي لايستهدف الحكومة أو الحزب الحاكم بل يستهدف السودان وطناً وشعباً. ولفت رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر إلى وضع الإدارة الأمريكية العراقيل أمام المسؤولين السودانيين لدخول الأراضي الأمريكية، إلا أنه أكد أن هذه المعاملة لا تسري على قادة الحركة الشعبية، مشيراً إلى أنهم يعاملون كقادة دول وتفتح أمامهم كل البواب المغلقة. مخالفة للقانون الدولي في السياق كشف مستشار رئيس الجمهورية د. غازي صلاح الدين عن مطالبة بعض الدوائر الأمريكية بإرسال قوة عسكرية خاصة لاعتراض طائرة الرئيس البشير أثناء توجهها إلى الصين. ووصف غازي المطالبة بأنها مخالفة للقانون الدولي وطالب بمحاكمة الجهات التي تبنتها، وأكد غازي أن اللجنة الفرعية لإفريقيا بالكونقرس الأمريكي التي عقدت جلسة استماع خصصت لتصعيد العداء على السودان، تقودها مجموعة خطيرة تعد مرجعية في التعامل مع الشأن السوداني، في وقت شدد فيه على ضرورة تقييم العائد من تعاون السودان مع أمريكا في المجالات السياسية والمخابراتية. وقال: " لابد أن تكون العائدات قيد النظر"، وحذر في ذات الوقت من السماح مستقبلاً لأمريكا بلعب دور الوسيط بين الفرقاء السودانيين وأكد عدم مقدرتها على لعب دور الوسيط النزيه، لافتاً إلى أن تجربتها في التوسط بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية كانت فاشلة. من جهته دعا مستشار الرئيس السابق الفريق صلاح قوش إلى أن تسيَّر مصالح السودان بتوازٍ مع مصالح أمريكا بعيداً عن التقاطع، ونصح باعتماد سلاح توضيح الحقائق للشعب والمؤسسات الأمريكية، مؤكداً جدوى هذه الطريقة واستدل بعلاقة الجهات الأمنية في السودان برصيفاتها الأمريكية وقال: "استطعنا أن نجعلها في الحياد تجاه السودان". زيارة البشير هزيمة أخرى لأمريكا واعتبر المؤتمر الوطني أن زيارة رئيس الجمهورية إلى الصين بمثابة هزيمة أخرى للولايات المتحدةالأمريكية، في وقت لم يستبعد فيه مواقف أمريكية لتحريض بعض الدول لمنع عبور رئيس الجمهورية مجالها الجوي في رحلته إلى الصين. وتوقع رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني د. قطبي المهدي أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية قد مارست ضغوطاً على الدول التي كان من المفترض أن يعبرها الرئيس في طريقه للصين، غير أنه قال هناك أيضاً دول صديقة للسودان لا تهتم لرأي الأمريكان. وأقر قطبي في تصريحات صحافية أمس أن الزيارة تنطوي على نوع من الخطورة، مشيراً لأن أي رئيس دولة يقف أمام الأطماع الاستعمارية يكون عرضة لبعض المخاطر، مشيراً إلى أن بعض الرؤساء تم اغتيالهم من قبل الدول الاستعمارية، غير أنه استدرك بأن تلك القرارات تتم في تقديرات أمنية محسوبة وأضاف: "نحن مطمئنون على سلامة الرئيس". وفي تعليقه على رهن الولاياتالمتحدة إعفاء ديون السودان بوقف ما أسمته التصعيد في جنوب كردفان قال قطبي إن أكبر إهانة توجهها أمريكا للدول المستقلة والحرة، سياستها المسيئة والتي تسميها العصا والجزرة، مضيفاً أن (الوطني) لا ينتظر أي شئ من أمريكا سواء كان في حلحلة الديون أو الوعود التي أطلقتها. وتابع: "ندرك أن تلك الوعود عندما تصل إلى أهداف معينة تتراجع عنها" معتبراً عدم الوفاء بالعهود والالتزامات نوعاً من المسائل غير الأخلاقية. وحول اشتراط الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحضور لاحتفالات انفصال الجنوب بإبعاد البشير قال قطبي: "هذا الأمر يعنيه" موضحاً أن (الوطني) ليس لديه تعليق على الخطوة. نقلا عن صحيفة الرائد بتاريخ :28/6/2011