حينما دخل الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما سباق الترشيح نحو البيت الابيض مع المرشح السابق جون ماكين استبشر الافرقة خيرا بهذا المرشح الجديد !!او بالاحري الوافد الجدي باعتباره ..اول (رئيس )من اصل (افريقي )يترشح لرئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية !!مما دفع الكثيرين للقول :ان اوباما لو فاز برئاسة امريكا :سوف يكون هنالك :تحول جذري وجوهري في استراتيجية ودبلوماسية (واشنطن )تجاه افريقيا بل اتجه البعض للقول :ان (اوباما )لوقدر له الفوز ..سيعيد (تطبيع العلاقات )مع جميع دول القارة اليت تواجه سلفه (بوش الابن )لمعاداتها حسنا ..فاز (اوباما )...ولكن هل فازت (افريقيا ؟!لا بالطبع بل خسرت افريقيا !!وخسرت معها امال وامنيات الشعب الافريقي كله بالضربة القضية والحاسمة !!..امريكا هي امريكا !!..نعم امريكا الحالية هي نفس امريكا السابقة !!..لم يتغير فيها شيء ولم يتبدل امر !!..السياسة هي نفس السياسة الدبلوماسية نفس الدبلوماسية الافكار نفس الافكار بل السلوك الجديد هو نفس السلوك القديم التغيير يكون في الاشخاص فقط اما السياسات فهي ثابتة لا تتغير بمرور السنين ولاحتي القرون السياسة الامريكية تجاه السودان في عهد الرئيس اوباما لم تختلف عن سياسة سلفه بوش لابل تعتبر سياسة الاخير افضل من سياسة الاول فسياسة اوباما نحو الخرطوم اتسمت بالتارجح والتذبذب بل كانت سياسة ازدواجية المعايير وتغير المواقف هي ما يميز اوباما نحو السودان وخاصة شمال السودان فقد ظلت حكومة الخرطوم تقدم التنازل تلو الاخر من اجل :رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب اي ارهاب يقصدون ؟!ويبدو ان واشنطن تستخدم هذه الحيل البارعة كورقة ضغط للتلاعب بالسودان :كيفما ومتي ماشاءت ولم تشأ!!في المقابل كل مرة تقابل حكومة الخرطوم مطالب واشنطن بدبلوماسية مرنه وسياسة حسن النية من اجل حل مشاكل السودان وخاصة الحرب الدائرة رحاها في جنوب كردفان ودارفور ولكن فيما يتعلق بمشكلة الجنوب والشمال :وتتعامل واشنطن باحياز سافر وازدواجية فاضحة فكل القرارات التي تصدرها الادارة الامريكية نحو حل مشكلة الجنوب والشمال تكون في مصلحة حكومة الجنوب اي تصدر قرارات ايجابية نحو الجنوب واخري سلبية تتسم :بالتهديد والوعيد والثبور نحو (حكومة الخرطوم ).لماذا هذا الانحياز ؟!وقد تسالني ويحق لك ان تسالني لماذا كل هذا الانحياز ؟!وانا اعطيك (اجابة )واضحة وجلية وشافية ان امريكا لاتتعامل الا وفق (مصالحها الاستراتيجية )اي لاتتعامل مع دولة ما او شعبا ما الا اذا كان لها :مصالح استراتيجية في هذا الشعب او تلك الدولة كحالة جنوب السودان مثلا لا يخفي علي احد طمع امريكا في موارد جنوب السودان ..خاصة النفط ولم تساعد امريكا :علي انفصال الجنوب عن شماله الاطمعا في بتروله ولكن الامر الاكثر سخرية والاكثر اثارة للضحك :ان يرهن ويشرط اوباما حضوره الرئيس البشير لهذا الاحتفال .ارأيت هذه الازدواجية وهذا الغموض وذلك اللبس لقد يئس شعب السودان من امريكا :ومن تطبيعهل المزعوم ونواياها الكاذبة الشريرة ومن وعودها الهلامية التي لم تصدق ولا تكاد تصدق في يوم من الايام !!!المطلوب من حكومتنا :ان تقابل سياسات واشنطن بالمثل :العين بالعينى والسن بالسن والبادئ اظلم لان كل اقوال وافعال اوباما هي هراء لايقدم ولايؤخر لقد ظللنا نقدم لادارة الامريكية :نوايانا الحسنة وتنازلاتنا الكثيرة بالجملة بل نكاد نوزعها توزيعا بل ونعطيها اي شيء تريده منا ولكن ماذا لقينا مقابل ذلك ؟!لم نلق شيئا !!والحق (نحن )لسنا تلاميذ في مدرسة اوباما ولا عمال يستخدمنا في مزرعته الخاصة بل نحن لسنا طائرا محبوسا في قفص منزله يستخدمه للزينة لا والله !بل نحن امة: حرة كريمة يجب ان تتوفر لها ..كل اسباب الحرية وكل اشكال الكرامة الانسانية يجب علي اوباما وادارته الموقرة ان يتركوننا في حالنا ..لاننا سلمنا من هؤلاء وأولئك . نقلا عن صحيفة التيار بتاريخ :4/7/2011