تتميز الأعياد الخاصة والعامة بجميع مناسباتها ومنطلقاتها الدينية أو الدنيوية بأنها تجلب معها قدراً من الارتياح النفسي والتصالح مع الذات والآخرين وقد تزيح الكثير من الخلافات المتراكمة ولكن الى حين وهذا ما أحدثته مناسبات دينية أضفت نوعاً مؤقتاً من الرضى بين الحركة الشعبية وبين المؤتمر الوطني بدأت بالخطاب المعتدل والمتسامح للفريق سلفاكير لمسلمي الجنوب وتبرعه السخي لهم في احتفالات عيد الفطر الماضي، ثم الاهتمام الزائد لحزب المؤتمر الوطني وتنفيذييه بالاحتفال مع أهل الجنوب في نواح من شمال السودان. ومن قبيل ذلك ما تم أول أمس من احتفال رمزي بأعياد الكريسماس والميلاد بقرى السلام بمنطقة جبل أولياء أقامته المحلية وشارك فيه محمد مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، ووزير الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم أميرة الفاضل، والفاتح عز الدين الى جانب رئيس المحلية وعدد من الرسميين والشعبيين، وشارك في الاحتفال ايضاً عدد من السلاطين بكلمات جادة وواضحة اشارت الى وعي الانسان الجنوبي في الشمال بقضية الوحدة والانفصال مستفيداً من هامش المناورة الكبير الذي اتيح له لأجل الاستفادة من وعود بتوفير الخدمات والميزات الاخرى حيث أبدى غالبية السلاطين الذين تحدثوا ميلاً تجاه الوحدة المشروطة بالخدمات من رصف للطرف وتقنين للسكن العشوائي الى عدم معاملة الجنوبيين كمواطنين من الدرجة الثانية. ثم جاء دور ممثلة المرأة التي طالبت بتحسين وضع المرأة في منطقة قرى السلام بل وزادت بالقول إن المرأة عموماً تستحق كوتة انتخابية قدرها مائة بالمائة وليس خمسة وعشرين كما قال قانون الانتخابات. رئيس محلية جبل أولياء هنأ جميع المسيحيين بأعياد الميلاد وبشر المواطنين المحتفلين بأعياد الميلاد باهتمام المحلية بحل مشاكلهم المختلفة في نواحي الاسكان والخدمات المختلفة في الفترة القادمة. اما الفاتح عز الدين فقد أكد على اهتمام الحكومة بجنوبيي الشمال الذين قال انهم نزحوا اليه واختاروه أيام الحرب، ونفى تماماً معاملة الجنوبي في الشمال كمواطن من الدرجة الثانية ووعد بجملة مشاريع خدمية لقرى السلام، وشدد على أهمية الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب. وزير الشؤون الاجتماعية أميرة الفاضل دعت الجنوبيين الى التمسُك بالوحدة وقالت إن السودان هو بلد التعايش الديني بين المسيحيين والمسلمين الذين يشاركون بعضهم البعض الفرحة في الاحتفالات المختلفة. نقلاً عن صحيفة التيار السودانية 31/12/2009م