تحليل سياسي أشارت أنباء واردة من النيل الأزرق ان هنالك دلائل على اعتزام الحركة الشعبية قطاع الشمال شن هجمات وإشعال حرب على غرار ما فعلت مجموعة جنوب كردفان فى الخامس من يونيو الماضي. فى الوقت نفسه طالب عميد بالجيش الشعبي بولاية النيل الأزرق يدعي (على بندر) بمنح الحركة قطاع الشمال منصب وزير الدفاع، وبرر مطالبتهم بالمنصب بأن قواتهم (مدربة و مؤهلة) مثل القوات المسلحة السودانية تماماً! ونفي بندر فى ذات السياق ترويج حركته للحرب ، وقال إنهم يعملون من اجل السلام والاستقرار. والواقع ان هذه الضبابية والمناورة الواضحة من جانب الحركة فى النيل الأزرق ان دلت فهي تدل على (أمر ما) يجري تدبيره و الإعداد له خاصة وان هذه التصريحات و الأنباء جاءت متزامنة مع احتفال الإعلان الرسمي عن قيام دولة الجنوب ، والتي أورد فيها رئيس حكومة الجنوب فقرة فى خطابه تشير الى ان الحركة الشعبية فى الجنوب تعتزم (الوقوف مع الحركة فى الشمال) لمعاونتها على تحقيق أهدافها . ما يستخلص من هذا الواقع هو ان الحركة فى الشمال لم تأخذ الموعظة السياسية ولم تع الدرس بعد ، فهي خسرت للتو سياسياً وعسكرياً فى جنوب كردفان و رأت كيف ان منسوبي الحركة أنفسهم هنالك لحقت بهم أضرار جسيمة جراء التمرد المفاجئ الذى قادته مجموعة الحلو مما أثار سخط واستياء الكثيرين واضطر بعض قادة الحركة من اثنية النوبة على وجه الخصوص لإصدار بيان أدان سلوك مجموعة الحلو و تبرأ مما فعلته. لقد كان متاحاً – داخل السياق السياسي الخاص بالشراكة – ان تحصل الحركة فى جنوب كردفان على شراكة معقولة تتيح لها حرية التحرك السياسي المناسب ، فالسياسة هى فن الممكن ولا تزال متاحاً أمامها فى النيل الأزرق العمل بجدية لشراكة ليس من الضروري صياغتها فى اتفاقية على غرار نيفاشا ، ولكن لتهيئة المناخ للمشورة الشعبية وللوصول الى تفاهم جيد مع الحكومة ، أما التهديد بالحرب وإشاعة ان الجيش الحركة لا يقل تأهيلاً من الجيش السوداني لدرجة المطالبة بمنصب سيادي رفيع (وزارة الدفاع) فهو من باب التمني ، و مد الأرجل يما يجاوز اللحاف السياسي للحركة ، فقد اعتقدت الحركة فى الشمال – وفق سحابات خاطئة – أنها أصبحت بديلاً للحركة الأم وأنها قادرة على الجلوس على مقعدها الذى خلا بالانفصال للجنوب و نسيت (وزنها الحقيقي) و تجاهلت المتغيرات والواقع الجديد !