13 مليار جنيه جملة الدعومات الإسرائيلية والأميركية والبريطانية للحركة الشعبية خلال السنوات الماضية. دعومات من أجل بناء دولة جنوبية قوية تهز عرش الشمال وتكسر شوكته ومساهمات تدغدغ وجدانيات قادة الحركة الشعبية وتجعلهم أكثر ولاء لبرنامج تلك الدول. بيد أن هنالك أشياء كثيرة لم تجد طريقها الي الواقع الجنوبي رغم الدعم الكبير الذي حظيت به الحركة الشعبية ولم ينعكس ذلك المبلغ علي واقع التنمية في المنطقة بل ان البني التحتية في الجنوب ما تزال خارج نطاق اهتمام الحركة الشعبية وقد اتضح ذلك جلياً من خلال الترتيب الذي شهدته العاصمة جوبا في التاسع من يوليو الجاري فقد لاحظ الجميع ضعف الترتيبات الإدارية للاحتفاظ بجانب رداءة الخدمات بما في ذلك بديهيات الخدمة وهي تهيئة الجو المناسب للمؤتمرين الذين جاءوا من كل فج عميق ليسهموا في ذلك الاحتفال إلا أن سوء الترتيب والادارة والارتباك كان سيد الموقف في يوم سبتهم المشهود. الخلافات التي دبت بين باقان وسلفاكير قادت الي ان تتكشف هذه الحقائق ويتحول واقع الجنوب الي صراعات جديدة أكبر مما كانت عليه وأول ما بدأت هذه الصراعات ظهرت الأموال والمبالغ التي استلمتها الحركة من دول الغرب فكان حريا بشعب الجنوب ان يعلم أن الحركة هذه لا تريد للجنوب نماء واستقراراً إنما هناك إغراض دولية تسعي الي تحقيقها وإنفاذها عبر شعب الجنوب في وقت تحتاج فيه بلادهم الي أسياسات الحياة والبحث عن العيش الكريم. خبراء في السياسة قالوا ان الدعم الغربي لدولة الجنوب ليس بجديد إنما هو قديم منذ اندلاع حرب الجنوب في العام 1953 وتطور الي ان وصل لهذا الطور وظلت الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا واسرائيل حاضرة في الملف حتي عند توقيع اتفاقية السلام الشامل وواصلت مراقبتها ومتابعتها حتي انفاذ بروتوكولات وبنود اتفاقية نيفاشا وفي هذا الصدد قالت الأستاذة سامية أحمد محمد في حديث لها للحرة من قبل ان الولاياتالمتحدةالامريكية ظلت تقدم سياسة العصا والجزرة مع السودان في إشارة منها الي تواجد امريكا في القضايا السودانية لا سيمت اتفاقية السلام وما صاحبها من إشكالات بين الشريكين. الاستاذ أسامة زين العابدين أستاذ العلوم السياسة بجامعة النيلين والمحلل السياسي قال في حديث له مع الحرة ان شعب الجنوب نفسه يتطلع ويميل الي الثقافة الغربيةالأمريكية وتابع ان امريكا تعتبر ان هذه الدولة الوليدة هي امتداد لها والية كبري لإنفاذ مخططاتها وبرامجها في إفريقيا هذا من ناحية ومن ناحية أخري هناك من يري ان المسألة عبارة عن مخطط أمريكي لتقسيم السودان الي دويلات وأن هذا التقسيم يتطلب دعومات كبيرة من الغرب مما يساعد في عملية التقسيم والتجزئة فهم في حالة بحث متواصل عن سبيل لإنفاذ كافة مخططاتهم وبرامجهم وفي سبيل ذلك يمكنهم تقديم الدعم وفقاً لما ذهب أليه مراقبون. تساؤلات واستفهام بشأن الدعومات الغربية للجنوب لكن الأمر برمته لا يخرج عن إطار كونه مكيدة وذراع عسكري سياسي للمساهمة في تفكيك وإضعاف شمال السودان وذلك باستخدام عناصر جنوبية وأخري شمالية لإنفاذ ما تبقي من مخططات عليه فان ما يدور في هذا الاتجاه ما هو إلا مواصلة للسيناريو الأمريكي تجاه البلاد فهل ستنهض الدولة الحديثة بهذه الدعومات ام أنها ستكتفي بما يضمن لها نجاحها في انفاذ تكتيكات الغرب ؟!. نقلا عن صحيفة الحرة السودانية 20/7/2011م