مطالب دولة الجنوب التعجيزية بشأن الكتلة النقدية من العملة السودانية المتداولة بدولة الجنوب والتي تفوق ملياري جنيه .. بالإضافة لمطالبها بتصدير النفط عبر دولة الشمال «سمبلة ساكت» ما هي إلا نماذج لإستراتيجية تعامل دولة الجنوب مع دولة الشمال في القادم من الأيام.. إستراتيجية الابتزاز والمساومة غير المتكافئة.. وهل هناك تفسير لمطالب دولة الجنوب بإعطائهم مقابل ملياري جنيه من العملة السودانية طرفهم.. ما يعادلها من الدولارات ، أو استبدالها بسلع وخدمات.. هل هناك تفسير غير ممارسة الابتزاز والمساومة غير المتكافئة ؟؟ لكن العقلية التي تفكر بهذه الطريقة، لا بد أنها سوف تقود دولة الجنوب للهلاك المستعجل.. ولأن الذي يقود دولة الجنوب الآن، هو نفسه الذي أوصلها لهذا النفق الضيق بذات التفكير ذي الأفق الضيق؛ ولأن الناس هنا قد خبروا هذا النوع من البشر.. كان لا بد من التحسب بطباعة عملة جديدة، وهي في الأصل طبعة ثانية.. باختلاف بعض الألوان .. ثم سحب الملامح الدالة على ما كان عليه الوضع قبل التاسع من يوليو. وبهذه الطبعة الثانية من العملة يكون الدرس الأول قد انتهى.. لكن الذي يقود دولة الجنوب لم يستوعب الدرس بعد.. لذلك طفق يرتب لطباعة عملة جديدة تحمل جميع فئاتها صورة الهالك قرنق.. وبعد أن تمت طباعة عدد ضخم من هذه العملة عن طريق شركة إنجليزية قامت بطباعتها في كينيا، اتضح أن العملة ينقصها توقيع محافظ بنك جنوب السودان وتاريخ طباعة العملة بالإضافة لاكتشاف أخطاء في التسلسل.. وهذا يفسر تأجيل عملية الاستبدال والتي كان قد تم الإعلان عن انطلاقتها في الثالث والعشرين من يوليو الحالي.. ثم تقود النظرة الضيقة ل «سقطة» جديدة في «وحل» سوء التدبير؛ وذلك بضخ مبالغ ضخمة من جملة المليارين من الجنيهات المتداولة في دولة الجنوب إلى دولة الشمال عن طريق بعض الشركات المملوكة لقيادات عليا في دولة الجنوب.. كشركة «آيات» التي تتبع بالمناصفة لكل من سلفا كير وتعبان دينق.. هذا وقد تم توجيه مبارك الفاضل والذي يمتلك استثمارات ضخمة في جوبا عاصمة دولة الجنوب ليقوم بعملية استبدال المبالغ المتداولة في دولة الجنوب بالطبعة الثانية من العملة السودانية.. ونحن نجد في التوجيه الذي صدر لمبارك الفاضل مهمة عظيمة تضاف لسجله الحافل بإنجازاته الكبيرة تجاه تخريب اقتصاد السودان وكنا قد دونّا له من قبل علاقته بضرب مصنع الشفاء ومساعيه المتكررة لتفجير الخط الناقل للبترول إبان معارضته للنظام من الخارج.. وبذلك يكون مبارك الفاضل قد أبقى على مبدأ المساومة غير المتكافئة لصالح دولة الجنوب بعد الفراغ من عملية التبديل.. مقابل تمتعه بامتيازات أوسع لاستثماراته بجوبا!! وفي السياق يتم التدبير حالياً لضخ بعض ما هو متداول من عملة سودانية بدولة الجنوب عبر قيادات الحركة الشعبية بالشمال وخاصة بمناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان وبعض مناطق دارفور التي تستطيع أن تحوم حولها حركات تمرد دارفور.. والهدف من كل ذلك.. هو الاحتفاظ بمبلغ المليارين من الجنيهات بعد استبدالها بالطبعة الثانية.. ويظل معها مبدأ الابتزاز ما زال حاضرًا!! لكن.. أن تُعلم الآخرين، فهذا يتطلب أن تتحسب لبعض «السواقط» قليلي الفهم والإدراك وطالما أنك صرت معلماً .. فقدرك أن تنشد ذات حسرة: «علمته الرماية، فلما اشتد ساعده .. رماني»!! نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 25/7/2011م