منذ أن اختلف الدكتور الترابي مع تلاميذه في العام 1999م مما أدي للمفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين لم يأل جهداً في عدم المشروع الذي كان عرابه وكأنه يقول علي وعلى أعدائي. وبعد أن كان يتحدث في أعراس الشهداء عن معاني الشهادة محرضاً الشباب والطلاب على تلبية نداء الجهاد عاد ليتحدث بطريقتة الساخرة في ندوته الشهيرة بساحة مسجد النيلين عن الحور العين وهو يخاطب النساء اللائي احتشدن بكثافة في هذه الندوة (حور عين بتاع مين). وامتدت معارضته للسلطة التي كان ممسكاً بكثير من خيوطها بل أنه أول من عارض محاسبة المتجاوزين حينما ابعد الأستاذ أمين بناني عن رئاسة لجنة الحسبة والمظالم بالمجلس الوطني لمجرد ان اللجنة بدأت تحقق في بعض ملفات الفساد. وبذات روح الانتقام التي بدا بها معارضة تلاميذه في الحكومة وقع حزبه الجديد المؤتمر الشعبي مذكرة تفاهم العام 2001م مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وقع عن حزبه تلميذه الوفي المحجوب عبد السلام ومحمد عمر الترابي. ليت كيد الترابي توقف عند هذا الحد وإنما تعداه ليتحدث عن أسرار فترة الحكم همزاً ولمزاً تارة بالحديث عن محاولة اغتيال حسني مبارك التي اتهمت بها الحكومة في وقت كان يسيطر على كل شيء بداء من تعيين الولاة مروراً بتعيين المحافظين وليس انتهاء بتعيين السفراء. الأسبوع الماضي زار الترابي مصر بعد غياب امتد لأكثر من عشرين عاماً والتقي بعدد من قيادات الأحزاب ومرشحي الرئاسة وفي كل لقاء من هذه اللقاءات كان الترابي يتحدث بلسان. وفي لقائه مع حزب التجمع اليساري الذي يرأسه الدكتور رفعت السعيد انتقد الترابي ضعف البرامج التي تطرحها جماعة الأخوان المسلمين ومن سار على نهجها في حل الأزمات التي تعاني منها مصر الآن وافتقارها السياسات العملية لإدارة البلاد والتي اكتشفها خلال لقائها معهم وقال ان بعض الشعارات التي تطرحها الجماعة في مصر يشوبها الغموض وكرر ذلك في ندوة مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية. ولان الترابي يظن أن ذاكرة الشعوب خربة فقد حاول تشويه صورة الأستاذ علي عثمان محمد طه وهو يقول في إجابته على أحد أسئلة محاوره في الحوار الذي نشرته صحيفة الحياة اللندنية وأعادت نشره الزميلة الصحافة أمس الأول قال الترابي ان علي عثمان يعمل بتنسيق وتعاون مع جهات غربية كثيرة وحقق لها منافع متعددة وانه وقع على اتفاقية نيفاشا لتأمين نفسه وتوثيق علاقاته بالطريقة التي أرادها الغرب. نقلاً عن صحيفة الوفاق 3/8/2011م