كشف وزير الدولة برئاسة جمهورية السودان رئيس وفد الحكومة السودانية لمفاوضات سلام دارفور د. أمين حسن عمر عن مخطط ليبي لإسقاط النظام في الخرطوم طرفاه الرئيس القذافي ورئيس حركة العدل والمساواة د. خليل إبراهيم. وقال د.عمر إن المخطط قضى بتأسيس جبهة المقاومة العريضة بكمبالا بتمويل ليبي ، مشيراً إلى أن ممثل الجماهيرية في مفاوضات سلام دارفور محمد غرس ، قام بتنظيم وتحريك وتمويل المجموعات من لندن إلى كمبالا، مشيراً إلى أن القذافي احتفظ بخليل وظل لفظياً يتحدث عن دعم الدوحة وعملياً خطط لتأسيس الجبهة ، في وقت لم تجمد فيه يوغندا الأرصدة الليبية إلى الآن ، مؤكداً أن النظام الليبي ما يزال موجودا وممثلا في يوغندا ، وقال إن الخرطوم تقرأ النوايا التي يُعبر عنها نظام القذافي بالأفعال أكثر من التي يعبر عنها بالأقوال ، كاشفاً في الوقت ذاته عن فقدان العدل والمساواة ل(90%) من الدعم الإستراتيجي برحيل القذافي الذي أعتبره بمثابة الممول الرئيسي. وقال وزير الدولة برئاسة جمهورية السودان خلال حديثه لبرنامج (مؤتمر إذاعي) ، إن الوقت لايزال مُبكرا للحديث حول ما سيقدمه السودان للثوار ، لكنه أكد تقديمهم للمساعدات الفنية ببسط الأمن على الحدود المشتركة لإنجاح الثورة ، مكتفياً في ذات الوقت بعبارة (الجهة التي تحتاج للمساعدة تعلم حقيقتها والجهة التي يُطلب منها المساعدة تعلم قدرتها) ، كاشفاً عن تواصل حكومة السودان مع الثوار منذ الأسبوع الأول للثورة بالتنسيق مع قطر من خلال زيارة الرئيس البشير الأخيرة للدوحة ، وقال أن مد الخرطوم لحبال الصبر للقذافي كانت لحسابات إستراتيجية ، واصفاً ما يجري في ليبيا بأنه ثورة على الدكتاتورية. وعلي صعيد آخر كشف د.عمر عن مشاركة قوات مني اركو مناوي، في حرب ليبيا، وقال إنهم موجودون الآن في ليبيا وان حكومة الخرطوم تعلم مكان تواجدهم في الجماهيرية ، فيما نفى تواجد عبد الواحد محمد نور بليبيا بسبب سوء علاقته معها ، مشيراً الي أن القذافي وحسني مبارك ، سعيا إلى تخويف الإسلاميين لكسب تحالف الغرب ، نافياً في ذات الوقت وجود مؤسسات ديمقراطية راسخة وحزبية قوية في أي بلد عربي بما فيها السودان ، وقال إن الموجود هو إرادة سياسية أقوى من المؤسسات التي قال إنها تتطور بالتجربة. وخلال حديثه للاذاعة السودانية لم يستبعد وزير الدولة برئاسة جمهورية السودان التطبيع مع أمريكا، وقال إن الحكومة السودانية ستنتظر التطبيع وتعمل له ولكنها لن تتعجل أو تتلهف له ، وأضاف "سنظل نقرأ الأوضاع على حقيقتها في وقت أصبح السلوك بين الدول قائم على المصالح والحسابات، ولكننا لن نكل أو نمِل رغم أننا لا نتوقع التطبيع في القريب"، وأضاف قائلاً: لن نقبل أن تفرض علينا جهة تخرج عن قيادتنا ، وزاد "ربما نتنازل فالسياسة هي فن التنازل وفن ثقافة جني الأرباح" ، مؤكداً في ذات الوقت أن التنازل عن المبادئ غير وارد. وكشف د.عمر عن تصنيف إسرائيل للسودان بأنه الثاني بعد سوريا خطورةً على أمنها، مبدياً استغرابه في الوقت نفسه من هذا التقييم . في سياق آخر أكد د.امين أن الدوحة كافية لاستكمال السلام بعد تجفيف أموال القذافي ، وقال إن 90% من الأموال التي تذهب للحركات المتمردة تأتي من ليبيا إلى الآن بجانب موارد الجماهيرية غير المجمدة ، وقال إن حكومته تريد أن تأتي حركة العدل والمساواة للسلام وتذهب عنها أوهام الهواة ، وأضاف "لا نريد قتل الحركة عسكرياً" ، متوقعاً أن تعود حركة العدل إلى الدوحة قبل انتهاء فترة الثلاثة أشهر، وتعهد بعدم تفضيل حركة على الأخرى. وكشف وزير الدولة برئاسة جمهورية السودان عن مساعٍ لبوركينا بالتنسيق مع الوسيط باسولي لإعادة لُحمة الحركة مع ملف الدوحة ، مؤكداً استمرار الدوحة التي قال إنها عانت مرارات الاتهامات وسوء النعت والوصف بالتزوير من جانب الحركات ، وعاد أمين ليؤكد أن انتهاء عهد القذافي أفشل مخطط الغرب الرامي إلى تقسيم ليبيا إلى أقاليم ، وقال أن الغرب يسعى لفرض رئيس للفترة الانتقالية لخوفها من أن يحكم التيار الإسلامي ليبيا ، وقطع باستحالة القضاء على التيار الإسلامي في قيادة الثورة ، وقال إن الوضع في الجماهيرية في حالة سيولة ويحتاج إلى تماسك ، مؤكداً أن دعم نظام القذافي للحركات المتمردة في السودان شمل كافة الاتجاهات بما فيها الشرق وذلك طيلة الحقب التي حكمت السودان، مشيرا إلى أن القذافي، خطط إلى معاقبة الخرطوم لرفضها عودة ملف دارفور للجماهيرية ما جعله يشعر بفقدان فرصة فرض نفوذه وزعامته وبالتالي عمل استمرار دعمه للتمرد والضغط على الخرطوم للرضوخ لحركة خليل. وقال د.عمر إن تبني ليبيا لحركة خليل جعلها طرف غير وسيط ، مشيراً إلى أن القذافي يتحدث سياسياً بلغة وعملياً بلغة أخرى، وقال إلى أن كل سيارات "التاتشر" التي هاجمت ام درمان مؤخراً تم شرائها من دولة خليجية لأغراض تجارية وبعدها ذهبت إلى دولة متوسطية ومنها إلى ليبيا ثم تشاد ، مشيراً إلى أن تشاد تحفظت على الوضع في ليبيا لقناعتها أن انتصار القذافي سيكلفها كثيراً الشيء الذي اغضب الرئيس الليبي. وقال د.عمر إن ادوار القذافي ظلت سلبية مع كل الجيران لأنه كان يظن أنه قادر على التدخل في كل العالم ليصبح قائدا أممياً ، وقال إن القذافي لا تهمه الايدولوجية ويمكنه دعم الماركسية في بلد ومعاداتها في بلد آخر ليكون حاضراً الشيء الذي جعله يُغدق الأموال على القبائل المحادية لبلاده.