أكدت مصادر رفيعة المستوى في ليبيا أن طرابلس لن تستجيب لطلب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بإبعاد رئيس الحركة د.خليل إبراهيم وطرده من الأراضي الليبية لإجباره على العودة إلى مفاوضات السلام في العاصمة القطرية الدوحة. وقال مسؤول ليبي رفيع المستوى طبقاً ل(الشرق الأوسط) إن خليلاً يعتبر ضيفاً على القيادة الليبية والعقيد القذافي شخصياً ولا مجال لإبعاده.وذكرت مصادر أن مسؤولا ليبيا رفيع المستوى أبلغ وفداً سودانياً التقاه أخيراً في طرابلس، أن ليبيا دهشت لموقف الحكومة السودانية حيال إصرارها على إبعاد د.خليل واعتباره مجرد عابر لليبيا وليس مقيما ًفيها. ونقلت المصادر عن المسؤول الليبي قوله لوفد من الخرطوم(في السابق قلتم إن خليلاً شخص غير مهم، الآن تريدون منا إبعاده، كيف؟ نحن نستغرب هذا الموقف! زعيم الحركة مجرد شخص عربي يقيم على أرض عربية، ولا مجال لفرض أي مواقف أو إجباره على مغادرة ليبيا في الوقت الراهن). وجرى إبعاد د.خليل من تشاد بطلب سوداني رسمي في التاسع عشر من الشهر الماضي، وهو يقيم في ليبيا منذ ذلك التاريخ على أمل أن يتمكن من العودة إلى السودان للقاء مناصريه هناك. من جهته اعتبر أحمد حسين- الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة- أن العقيد القذافي الذي يترأس الدورة الحالية للقمة العربية، على دراية بتعقيدات الوضع في دارفور ولا يمكن أن يستجيب لابتزاز الخرطوم، تماما كما فعلت القاهرة التي رفضت محاولات سودانية رسمية مماثلة. ونفى الناطق باسم الحركة ل(الشرق الأوسط) تقديم ليبيا أي مساعدات لوجيستية أو عسكرية لها، وقال(ليبيا لا تقدم لنا أي دعم عسكري أو لوجيستي، ليبيا بريئة من أي اتهام يوجهه إليها النظام في الخرطوم). وشدد على أن ليبيا تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف والفرقاء في السودان. وقال مسؤولون حكوميون في الخرطوم إن الرئيس السوداني عمر البشير قد أوفد عدة وفود أمنية وسياسية على مستوى رفيع للتباحث مع المسؤولين الليبيين بهدف حثهم على إبعاد خليل، لكن الناطق الرسمي باسم الحركة بدا أمس واثقا من عدم إمكانية استجابة ليبيا لهذه الضغوط، وقال( لا أظن أن ليبيا تقبل بأي ابتزاز، وهي تعلم أن ما تقوله الحكومة السودانية غير صحيح). وانتقد حسين ضمنياً موقف الجامعة العربية من تطورات الأزمة السودانية، وقال:كان ينبغي أن يكون لهم موقف واضح، ولكنهم قرروا الصمت. الجامعة العربية ليس لها دور واضح حتى الآن.