عبر النائب الأول للرئيس السوداني على عثمان محمد طه عن استعداد السودان الكامل للوقوف الى جانب مصر حتى تعبر الى بر الأمان. واضاف عقب جلسة مباحثات عقدت بالقاهرة بين الجانبين السوداني والمصري إن المباحثات أكدت علي ان تكون المشروعات التي سيتم الإتفاق عليها وتنفيذها في المستقبل لتأمين حاجات الشعب في البلدين خاصة في الجانب الاقتصادي والأمن الغذائي وأن يكون المفتاح فيها هو التخطيط الحكومي والتنفيذ الشعبي. وقال طه اننا نعبر عن تقديرنا للتفاهم الذي جري خلال المباحثات كما تم التأكيد علي مساندة السودان لشعب مصر وقيادتها في هذه المرحلة التاريخية الهامة . واضاف ان المباحثات تناولت مسار العلاقات في الجانب الثنائي والمشروعات التي يتم تنفيذها والعقبات والمشكلات التي تواجهنا وتم الإتفاق بأن ننقل هذه العلاقة إلي افق أوسع يبني علي وضوح الرؤية في تناول القضايا وتحقيق المصلحة المشتركة وليس تغليب جانب علي آخر . وقال طه نحن نتطلع إلي أن تضطلع مراكز الاعلام والدراسات والبحوث لاعادة تصحيح الصورة التي تعرضت للتشويه في مسار العلاقات بين البلدين حتي نتجنب المشكلات السابقة ونتغلب عليها ونمضي قدما ونحن متفقون علي أفق المستقبل الواعد بين البلدين . وقال لقد جئنا إلي مصر في هذه المرحلة لنتشاور حول ماهو متاح من موارد وامكانات في السودان وكيف يمكن أن توظف لتحقيق مصلحة مشتركة من منظور استراتيجي. وأضاف طه انه منذ زيارة د. عصام شرف الماضية للسودان عقدت لقاءات فنية خاصة في مجال الطرق والنقل البري وهناك ترتيبات لافتتاح الطريق الشرقي ناحية قستم وادي حلفا خلال شهرين . كما أعلن عن اكتمال طريق دنقلا ارقين منتصف العام القادم واشار إلي أن هناك استثمارات في المجال الزراعي وهي مشروعات مشتركة سواء عبر الحكومتين في مشروع التكامل الزراعي والذي تم الشروع فيه الآن بشراكة مع الجانب الاسترالي زرعت فيه 13 ألف فدان كتجربة ستتوسع في الموسم القادم . وفي مجال اللحوم اكد طه أن الدراسات اكتملت ويجري الآن ترسية العطاء علي الشركة التي ستقوم بإدارة المشروع المشترك في منطقة النيل الابيض بين الجانبين وهناك عدد من المشروعات الأخري التي يضطلع بها رجال الأعمال من البلدين . من جانبه قال د. عصام شرف أن هذه الزيارة اكتملت بها حلقات لعدة زيارات متبادلة بين البلدين وهذا ما يؤكد عمق العلاقات بين البلدين والرغبة في تطويرها . واضاف ان المباحثات تطرقت لعدة قضايا منها خطوات المستقبل مشيرا إلي أنه العلاقات والتواصل السياسي تتم علي مستوي عال جدا إلا أن كل ذلك لم ينعكس علي أرض الواقع في مستوي العلاقات الاقتصادية وهذا يتطلب ان نبذل المزيد من الجهد والتباحث بصراحة وشفافية باعتبار أن القدرات الكامنة بين البلدين عالية جدا . وقال إنه لابد من أن تكون هناك آليات لدعم التكامل الاقتصادي سواء في الجانب التشريعي او المالي ودعا إلي ضرورة استغلال كافة الامكانات المتوفرة للبدء بطريقة فعالة خالية من أي مشاكل أو معوقات حتي ينعكس ذلك في شكل تكامل اقتصادي فاعل علي الشعبين مؤكدا أن مخرجات هذه القدرات الكامنة في البلدين تعتبر ضعيفة جدا خاصة المخرجات الاقتصادية ولابد أن نتجه لتفكير استراتيجي لهذه العلاقة . وعن الوضع في مصر ومايجري فيها وصف أن الذي يحدث شئ غريب ولايمكن أن يعبر عن علاقة المصري بالمصري ابدا ولا المسلم بالمسيحي وهناك تحقيقات جارية وسننتظر ما تسفر عنه . وحول استثمارات مصر في السودان قال انها تضاعفت ثلاث مرات ووصلت الي أكثر من خمسة مليارات دولار وهي تأتي في المرتبة الثانية بين الدول العربية والسابعة علي مستوي العالم . وقال إن ذلك لايكفي ولابد من تغيير ثقافة التعامل بين البلدين من ثقافة تكتيك إلي ثقاقة استراتيجية مستدركا أن هذا يأخذ بعض الوقت .