دعا النائب الاول لرئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، ورئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف،الى نقل العلاقة بين السودان ومصر إلي افق أوسع يبني على وضوح الرؤية في تناول القضايا وتحقيق المصلحة المشتركة وليس تغليب جانب على آخر، واعتبرا أن مخرجات القدرات الكامنة في البلدين ضعيفة جدا خاصة المخرجات الاقتصادية ،وطالبا بتفكير استراتيجي للعلاقة بين البلدين. وعقد الجانبان بعد ظهر أمس، جلسة مباحثات ،رأس الجانب السوداني فيها النائب الأول بينما رأس الجانب المصري رئيس مجلس الوزراء الدكتورعصام شرف. وعبر طه عن تقديره للتفاهم الذي جري خلال المباحثات كما تم التأكيد علي مساندة السودان لشعب مصر وقيادتها في هذه المرحلة التاريخية المهمة ،وعبر عن استعداد السودان الكامل للوقوف إلى جانب مصر حتى تعبر إلي بر الأمان بإصرار وإرادة الشعب المصري . واوضح طه ان المباحثات تناولت مسار العلاقات في الجانب الثنائي والمشروعات التي يتم تنفيذها والعقبات والمشكلات التي تواجه الطرفين ،مؤكدا التوصل الى إتفاق لنقل هذه العلاقة إلى افق أوسع يبنى على وضوح الرؤية في تناول القضايا وتحقيق المصلحة المشتركة وليس تغليب جانب على آخر . وقال النائب الأول إن المباحثات أكدت علي ان تكون المشروعات التي سيتم الإتفاق عليها وتنفيذها في المستقبل لتأمين حاجات الشعب في البلدين خاصة في الجانب الاقتصادي والأمن الغذائي وأن يكون المفتاح فيها هو التخطيط الحكومي والتنفيذ الشعبي . واعرب طه عن امله في أن تضطلع مراكز الاعلام والدراسات والبحوث بإعادة تصحيح الصورة التي تعرضت للتشويه في مسار العلاقات بين البلدين «حتي نتجنب المشكلات السابقة ونتغلب عليها ونمضي قدما ونحن متفقون على أفق المستقبل الواعد بين البلدين» . وقال انه منذ زيارة د. عصام شرف الماضية للسودان عقدت لقاءات فنية خاصة في مجال الطرق والنقل البري وهناك ترتيبات لافتتاح الطريق الشرقي ناحية قستم وادي حلفا خلال شهرين . كما أعلن عن اكتمال طريق دنقلا ارقين منتصف العام القادم واشار إلي أن هناك استثمارات في المجال الزراعي وهي مشروعات مشتركة سواء عبر الحكومتين في مشروع التكامل الزراعي والذي تم الشروع فيه الآن بشراكة مع الجانب الاسترالي زرعت فيه 13 ألف فدان كتجربة ستتوسع في الموسم القادم . وفي مجال اللحوم، اكد طه أن الدراسات اكتملت ويجري الآن ترسية العطاء علي الشركة التي ستقوم بإدارة المشروع المشترك في منطقة النيل الابيض بين الجانبين وهناك عدد من المشروعات الأخري التي يضطلع بها رجال الأعمال من البلدين . من جانبه، قال الدكتور عصام شرف إن هذه الزيارة اكتملت بها حلقات لعدة زيارات متبادلة بين البلدين ما يؤكد عمق العلاقات بين البلدين والرغبة في تطويرها ،واضاف ان المباحثات تطرقت لعدة قضايا منها خطوات المستقبل، مشيرا إلى أن العلاقات والتواصل السياسي يتم على مستوى عال جدا إلا أن كل ذلك لم ينعكس على أرض الواقع في مستوى العلاقات الاقتصادية، وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهد والتباحث بصراحة وشفافية باعتبار أن القدرات الكامنة بين البلدين عالية. وقال إنه لابد من أن تكون هناك آليات لدعم التكامل الاقتصادي سواء في الجانب التشريعي او المالي ،ودعا إلي ضرورة استغلال كافة الامكانات المتوفرة للبدء بطريقة فعالة خالية من أية مشاكل أو معوقات حتي ينعكس ذلك في شكل تكامل اقتصادي فاعل علي الشعبين ،مؤكدا أن مخرجات هذه القدرات الكامنة في البلدين تعتبر ضعيفة جدا خاصة المخرجات الاقتصادية ولابد أن نتجه لتفكير استراتيجي لهذه العلاقة. وعن الوضع في مصر ومايجري فيها وصف أن الذي يحدث شئ غريب ولايمكن أن يعبر عن علاقة المصري بالمصري ابدا ولا المسلم بالمسيحي، وهناك تحقيقات جارية وسننتظر ما تسفر عنه . وحول استثمارات مصر في السودان قال انها تضاعفت ثلاث مرات ووصلت الي أكثر من خمسة مليارات دولار وهي تأتي في المرتبة الثانية بين الدول العربية والسابعة علي مستوي العالم ،ورأى أن ذلك لايكفي ولابد من تغيير ثقافة التعامل بين البلدين من ثقافة تكتيك إلى ثقاقة استراتيجية، مستدركا أن هذا يأخذ بعض الوقت . الى ذلك، قال طه فى ندوة مع الاحزاب والنخب المصرية مساء امس، ( نحن نعلم ان الرئيس اليوغندي يوري موسفينى يقود حركة لتغيير نظام الخرطوم، بهدف وقف الزحف العربي الاسلامي نحو الجنوب الافريقي خاصة بعد انفصال جنوب السودان). واوضح طه ان موسفينى قال ذلك علنا فى ندوة فى نيويورك العام الماضي، واضاف نحن الان نعانى من حركة لضرب المركز بما يسمى الهامش وبدعوى التهميش وعدم التساوي فى التنمية وشد الاطراف. وكان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ،المشير محمد حسين طنطاوي بحث أمس،مع النائب الاول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه الذى يزور مصر حالياً، على رأس وفد رفيع المستوى ،العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دفعها وتطويرها، وكذلك النواحي الاقتصادية والتجارية وافاق الاستثمار والتعاون الاقتصادى المشترك، وتناول اللقاء التطورات السياسية في المنطقة، ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، كما بحث الجانبان تكثيف التنسيق والتشاور المتبادل بين البلدين فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والقضايا والموضوعات المرتبطة بالقارة الإفريقية.