بات مخرجات الاجتماعات التي يجريها المبعوث الأمريكي الخاص مع الجانب الحكومي لا تحمل جديداً يذكر، فالمواضيع المشتركة التي يتناولونها هي ذاتها لم تتغير .. القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان، الأوضاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، أزمة أبيي، وفي بعض الأحيان العلاقات الثنائية ومسألة التطبيع مع الولاياتالمتحدة ... لكن اللافت في الأمر أن لقاءات المبعوث أصبحت أقل عدداً من حيث (الكم) ومستوى من حيث (الكيف) ان تمت المقارنة باللقاءات السابقة التي كان يجريها ليمان نفسه، ومن قبله الجنرال سكوت غرايشن على أعلي المستويات مع النائب الأول. صباح أمس التقت الأخبار بالسفير برنستون ليمان بعد غيبة طويلة عن الخرطوم، وذلك عقب اجتماعه بوكيل وزارة الخارجية رحمة الله عثمان، وكانت برفقته القائم بالأعمال الأمريكي السيدة ماري ييتس، البمعوث ليمان، هادئ القسمات، خافض الصوت، قليل الكلام، لا تصحبه ضجة من السيارات الكثيرة ورجال الأمن كالمبعوث السابق غرايشن .. جاء كما قال ل (الأخبار) ليناقش عدداً من المسائل المتعلقة بجلب السلام والاستقرار في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حيث أعرب عن قلق الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي من التقارير التي تتحدث عن تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقتين، داعياً الحكومة بأن تسمح لمنظمات دولية ذات مصداقية بالوصول إلى المنطقتين وتقييم الأوضاع الإنسانية لتحديد نوع وطبيعة الاحتياجات والمساعدات المطلوبة، ووصف أزمة ابيي بالسياسية أكثر منها إنسانية وقال أنهم غير مرتاحين من عدم التزام الأطراف بسحب قواتهم من أبيي، مبدياً خشيته في حال لم يحدث تقدم في الترتيبات السياسية الخاصة بالمنطقة، ان تستمر معاناة الناس وان يضافوا إلى المجموعات المتأثرة بالحرب.. الحديث الذي قاله ليمان لوكيل وزارة الخارجية لم يكن الأول من نوعه، فقد أعرب عن ذات الأمر في آخر لقاء له، وبدوره أعاد وكيل الوزارة على مسامع المبعوث ذات الردود التي قالها له من قبل، حيث أكد لليمان – حسب الناطق باسم الخارجية العبيد أحمد مروج – أن الوضع الإنساني والسياسي الراهن في الولايتين هو نتاج لسلوك الحركة الشعبية قبل وبعد الانفصال، وأنها فشلت في الوفاء بالتزاماتها تجاه اتفاق الترتيبات الأمنية، مؤكداً أن حكومة السودان ترفض وجود جيشين في دولة واحدة وترفض أن يكون لأي حزب سياسي مليشيات مسلحة تتبع له، وأشار إلى أهمية أن تمارس الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي ضغوطاً مماثلة على المتمردين وعلى حكومة جنوب السودان – التي ما تزال قوات التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق جزاء من منظومتها العسكرية – لكي يتم وقف شامل لإطلاق النار والأعمال العدائية، وحتى يصبح بالإمكان معالجة الوضع الإنساني والسياسي في الولايتين على حد سواء بما يضمن الاستقرار الشامل. ولم تغب مباحثات الخرطوموجوبا حول القضايا العالقة من اللقاء، فليمان أطلق الوكيل علي خلاصة مباحثاته في جوبا، وقال العبيد أن الطرفين السوداني والأمريكي أعربا عن خيبة أكلهما من عدم إحراز تقدم يذكر في مسار اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية التي استضافتها جوبا مؤخراً وتعليق الاجتماعات لمدة شهر، وأنهما تبادلا وجهات النظر حول مسار العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان على خلفية الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس سلفاكير للخرطوم مؤخراً. ليمان بعد أن التقي الوكيل ذهب ليجتمع مع رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوي ثابو مبيكي ليتباحث معه بشأن الاجتماعات التي عقدها مع رئيس لجنة التفاوض وزير الدولة برئاسة الجمهورية إدريس عبد القادر والتي انتهت بفشل المهمة.. فامبيكي والجانب الحكومي اتفقا على تعليق التفاوض لمدة شهر، وهو الأمر الذي أحبط ليمان بعد أن أبدي الطرفان حماساً لحل القضايا العالقة خلال زيارة سلفاكير الأخيرة إلى الخرطوم .. ومن هنا تعتبر الحكومة أن أعراب القلق والضغوط يكون للسودان في حين لا تمارس واشنطن أي ضغوط على دولة جنوب السودان الا ان الوقائع تثبت أن الحكومة ليست على حق 100% ، لأن ليمان خلال إفاداته الأخيرة في الكونجرس تحدث عن خطورة دعم دولة الجنوب للمتمردين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، لكن الحكومة تعتبر أن الإفادات والتصريحات وحدها لا تكفي. نقلاً عن صحيفة الأخبار 23/10/2011م