مع أن الأنباء ظلت متضاربة طوال الأسابيع الماضية حول حقيقة المكان الذى يتواجد فيه – حالياً – زعيم حركة العدل والمساواة الدرافورية المتمردة خليل إبراهيم عقب عودته الشاقة من ليبيا، إلا ان الراجح – وفق متابعات (سودان سفاري) أن خليل إما متخفي على نحو بالغ الصعوبة فى بقعة ما فى دارفور لا تمنحه فرصة الحركة المرنة التى كان يتمناها ؛ أو أنه فى النيجر كما أشارت الى ذلك أنباء على اعتبار ان مخاطر وجوده فى دارفور فى ظل سيطرة الجيش السوداني على الاقليم ، والانشقاق الهائل داخل الحركة بقيادة محمد بحر الدين الذى قلل من فاعلية الحركة ونشاطها المسلح، تبدو مخاطر أكبر. يضاف الى تلك المخاطر الاستهداف الذى يواجهه خليل من قبل بعض القبائل الدارفورية الساعية لأخذ ثأرها منه جراء أحكام إعدام ميدانية عاجلة نفذها عقب عودته من ليبيا بحق عدد من قادته الميدانيين من قبائل مختلفة – لأسباب غير منطقية. فى ظل هذا الوضع (غير المريح) لخليل مع تناقص خيارته وفقدانه للمنصات الرئيسية الملائمة التى كان ينطلق منها فى السابق فان الرجل لا يُستبعد ان يخوض مغامرة خاسرة أخري تضاف الى مغامراته المحيرة. غير ان ما هو مهم فى كل ذلك ان خليل لم يعد طلقاً بذات فاعليته السابقة ولن يكون . ذلك على الرغم من ما أشيع عن من إحضاره لكميات مهولة من المال والذهب والسلاح من ليبيا فى الفترة التى كان فيها نظام القذافي على شفا السقوط . خليل بهذه المعطيات يمكن اعتباره قد خرج من المعادلة الدارفورية فان لم يكن كلياً، فعلي الأقل بنسبة قد تصل الى 75% وقد يقود الرجل هجمات متناثرة هناك وهنا، وقد يقفز من منطقة الى أخري ويحدث فرقعات ولكن نتاج كل ذلك لن يكون ذي قيمة سياسية أو عسكرية . ولعل آخر ما كان ينتظره خليل و آخر ما خطر على باله، ان يكون بالإقليم شخصية سياسية فى وزن الدكتور السيسي زعيم حركة التحرير والعدالة، بخبرته السياسية وقبوله الجماهيري، وعلاقاته الدولية. لقد حرك السيسي كوامن عبد الواحد محمد نور وحاول الأخير بشتى السبل اغتياله أثناء زيارته الأخيرة لدارفور فما بالك برجل مثل د. خليل شديد الاعتداد بحركته، وباحث عن مجد لهث وراءه لأكثر من عقد بلا جدوي. ولعل أزمة خليل مع الدكتور السيسي هي بمثابة القاصمة لخليل، كونه حتى ولو دخل فى محادثات مع الحكومة السودانية وارتضي وثيقة الدوحة فليس بمقدوره إزاحة د. السيسي، كما ليس فى مقدروه ان يعمل تحت أمرته فضلاً عن استحالة حصوله على (مقعد متقدم) فى الكابينة المركزية فى الخرطوم، بعد ان أضاع خليل عشرات الفرص والسوانح وتم شغل المنصب السيادي الرفيع بشخصية دارفورية هى الأخرى – لسوء حظ خليل – محل قبول أهل دارفور أو على اقل تقدير ليست محل لاعتراضهم ونعني الدكتور الحاج آدم نائب الرئيس السوداني . من المؤكد ان هذا الوضع السياسي الشائك قد قضي على بريق الرجل و من المؤكد ان خليل فى حاجة لمعجزة لن تأتي لكي يعود حتي لماضي أيامه وزمانه الذي ولي !