أدت موافقة الاتحادي الديمقراطي الأصل على المشاركة في الحكومة ذات القاعدة العريضة إلى بروز العديد من الآراء المتباينة، منها من يقف مع الحزب الكبير ويؤيده في خطوته هذه بجانب سطوع آراء كثيرة فسّرت الأمر بأنه سعي خلف المصالح الشخصية لبعض الاتحاديين الذين يرون ضرورة المشاركة، وخالفوا بذلك رغبة الكثير من القيادات الاتحادية والشبابية بينما دار جدل كثيف في الساحة عن فحوى المشاركة وما يترتب عليها من ردود تأثيرات الاتحادي على الأوضاع السياسية الراهنة وهل ستؤدي هذه الخطوة إلى استقطاب قوى فاعلة جديدة للمشاركة في السلطة من الأحزاب السياسية؟.. «الإنتباهة» حملت هذا السؤال الجدلي وواجهت به بعض قيادات المؤتمر الوطني في وقت تعذَّر فيه الوصول لآخرين وخرجت بالإفادات التالية: المشاركة مقياس للوطنية يرى الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني أن مشاركة الاتحادي في الحكومة القادمة سوف تُسكت كل الألسن التي تقول إن دعوة المؤتمر الوطني إنما هي دعوة مراكبية ودعوة غير جادة، ولهؤلاء أقول إن الوطني ها هو حريص فيما يقول فأين موقفكم من بعد هذا؟ وأردف الطاهر بالقول: للحقيقة فإن الاستهداف الذي يواجهه السودان يجعل كل شخص به ذَرّة من الوطنية أن يتداعى للمشاركة والوقوف في وجهه ولكن تأبى النفوس التي لا تستطيع الحكم بمقياس المصالح الوطنية والتي لا ترى إلا ما هو رمادي وفي جوفها شيء من الغَبَش وانعدام الرؤية التصديق بأن دعوة الحق قد قيلت وأن أبت آذانهم أن تسمع نداء اليقظة.. وأنا حقيقة متفائل بأن مشاركة الاتحادي ستُثري الساحة بالمزيد من الممارسة الديمقراطية في وطن ديمقراطي، وتؤكد أكاذيب وافتراءات القائلين بغير هذا.. وحقيقة مشاركة الاتحادي هذه التي أعلنها على الملأ السياسي والذين كانوا ينتظرون غير ذلك، ربما كانت دافعاً لغيره من الأحزاب التي تتردد في أمر حسم موقفها معنا أو ضدنا! وتقف في الاتجاه الرافض لحكومة ذات قاعدة عريضة ولكني أقول إن الوطني قد أوفى بما وعد به. قيمة مضافة للوحدة الوطنية أما الأستاذ محمد يوسف كِبِر القيادي بالمؤتمر الوطني ووالي شمال دارفور فقد أكّد أن مشاركة الاتحادي الديمقراطي في السلطة تجسِّد حكومة القاعدة العريضة وتجسد إمكان التعايش، وحقيقة طرح المؤتمر الوطني واعتقد أنه قيمة مضافة لحكومة الوحدة الوطنية أو لحكومة المؤتمر الوطني وهذه المشاركة سوف تُحدث انفراجاً حقيقياً للأوضاع وتوسع قاعدة المشاركة وتشكل نقلة جديدة. وحول توقعاته بدخول قوى فاعلة جديدة غير الاتحادي أجاب بالإيجاب أنْ نعم يتوقع ذلك، وقال إنه حتى الآن القوى التي استجابت لنداءات القاعدة العريضة والمشاركة في الحكومة من الأحزاب الأخرى فإن وجودها ومشاركتها في الحكم إيجابية. يجب ألا نستهين وكلٌ مقدور عليه أما مولانا محمد علي المرضي وزير العدل السابق فإنه اعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تقوية لجهاز الدولة بدخول حزب كبير فيها وبتوسيع قاعدة المشاركة، ونأمل أن تفضي هذه المشاركات من الحزب الاتحادي الديمقراطي ومن بقية الأحزاب إلى تقوية جهاز الدولة وإلى أن يكون هناك انسجام بين العناصر المكونة للحكومة وأن يساعد ذلك في التخطيط السليم وإنجاز المهام في زمن ليس بالسهل ولا نقول إنه صعب ولكن يجب ألا نستهين بالأوضاع الحالية ونعتقد أن كل شيء مقدور عليه ولكن لا بد من تضافر جميع الجهود في هذا الاتجاه. إضافة حقيقية للتداول السلمي للسلطة وقال الأستاذ محمد بريمة معتمد جبل الأولياء والقيادي بالمؤتمر الوطني إنه مهما كان رأي الناس في الاتحادي الديمقراطي الأصل إلا أن مشاركته فاعلة جداً ولها أثر نفسي أكثر مما يكون أي أثر آخر وسط القوى السياسية وبالتالي اعتبره إضافة حقيقية لاتجاه التداول السلمي للسلطة لأنه سيقوم بوضع لبنات وأسس مشاركة جماهيرية وسيقوم ببناء نفسه وسيشارك في انتخابات ذات طعم ووزن وسوف تعطي الانتخابات نكهة خاصة وتؤكد المداولة الحقيقية للسلطة السلمية المطلوبة في المرحلة المقبلة، وأعتقد أنه حزب لا يُستهان به ومؤثر وهو إضافة حقيقية بكل المقاييسو وحول إمكان أن تؤدي هذه الخطوة إلى استقطاب قوى جديدة إلى الساحة وفاعلة قال إن الباب مازال مفتوحاً لكل الأحزاب ذات التوجه الوطني أن تشارك إلا إذا كان هناك حزب لديه أجندة خارجية وانتقامية وعدائية، أما الآن فإن الباب مشرع لكل حزب وطني يتفق مع الناس في الثوابت، أما في الوقت الراهن فلا أتوقع مشاركة أخرى وإن كان هناك أمل فإنه ضئيل جداً وفي حزب الأمة لأنه مازال يقطع خطوتين للأمام وخطوة للخلف وموقفه متذبذب وهو يحتاج لإعادة بناء وهيكلة نفسه وخلق شورى حقيقية في وسطه حتى ينطلق للأمام. هناك أحزاب تراهن أن الإنقاذ «مركب غرقان» «أعتقد أن مشاركة الاتحادي إن شاء الله ستكون إيجابية لأن هناك أحزابًا تراهن على أن الإنقاذ مركب غرقان وبالتالي السلامة في عدم الركوب ولما يركب شيخنا الميرغني معنا فإن هذا الكلام مهم ويمكن للناس أن يصلوا إلى وفاق لخدمة الثوابت وإنقاذ البلاد من المهددات».. هذا ما ابتدر به الشيخ الكاروري القيادي الفعّال في المؤتمر الوطني قوله، وقال إن المهددات الداخلية والخارجية كثيرة ومحتاجة لتضافر القوى بدل البحث عن انتفاضة جديدة مثلما جاء في عبارات المؤتمر فإن الماعون واسع والفرصة متاحة للجميع، إذن مشاركة الميرغني ستكون إيجابية وأثرها بإذن الله سيكون أيضاً عظيمًا.. وأؤكد أن ارتباط تاريخ الاتحادي بمصر التي بها متغيرات الآن سيمكننا من بناء تأريخ جديد لوادي النيل إن شاء الله يمكِّننا بفضل الله من الوقوف أمام الإغاثة، ونتحدى بعد ذلك المجتمعات المتربصة بنا، ونتوقع لحكومة بها الاتحادي والمؤتمر الوطني مع التغيير في مصر تعويض خسارة الجنوب في الشمال. أما بشأن أن تؤدي هذه الخطوة إلى استقطاب قوى جديدة وفاعلة للمشاركة فإنه استبعد ذلك، وقال إن الصادق المهدي في حزب الأمة مشاركته جاءت بواسطة ابنه وهذا ذكره الصادق بنفسه، أما القوى الأخرى فهي أصلاً مشتركة كما هو الدقير مشارك الآن. مشاركة الاتحادي تجد ترحيباً دولياً أما عبد القادر محمد زين القيادي بالوطني فإنه افتتح حديثه بقوله إن المرحلة القادمة حرجة ومهمة جداً ويُشار لها في عملية التعبئة التي بدأها المؤتمر الوطني الآن بإعلان السيد رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني ضرورة توسيع قاعدة الأحزاب وتوسيع نسبة المشاركة وأشار لها الأخ د. نافع بأنهم فتحوا الباب واسعاً أمام الآخرين للمشاركة كأحزاب أو كبعد قومي.. الآن موافقة الحزب الاتحادي تجد ترحيباً عالياً جداً داخل حزب المؤتمر الوطني ولكن بالنسبة لي فهي تجد ترحيبًا من السودان كله لأن الجميع يتحدثون الآن عن التوافق في إطار المرحلة القادمة التي يمكن أن تكون فيها صعوبات اقتصادية وسياسية محتاجة بالفعل لتضافر الجهود، وفي تقديري فإن هناك أبعاداً لدخول الاتحادي للمشاركة في السلطة مثل: إنه بالفعل أن تكون قاعدة توسيع المشاركة في الحكم قد كبرت، حزب الاتحادي حزب راسخ ولديه تاريخ وقيادات وقدرات في وسطه سيكون إضافة حقيقية للمؤتمر الوطني أو الحكومة لاستيعاب المرحلة القادمة، وإن كان هناك من إشكال فإن الاتحادي ابتعد عن الحكم لفترة طويلة وكان في المعارضة فلا بد من انسجامه الآن لأنه ليس معارضاً بل أصبح جزءاً من الحكومة وإذا هو عزم وتوكل فليتوكل على الله، ويفترض أن يعمل كل أعضائه وجميع قاعدته في إطار المشروع الحضاري الذي اتفقنا عليه سواء كان مشروعًا سياسيًا أو تنفيذيًا متفقًا عليه، لذلك أنا متفائل لأن كل من يقدم لتقلد منصب من الاتحادي فهو مكتمل الوعي وإنهم مستوعبون دورهم، وواجبهم وأن يقوموا بواجبات إضافية وذلك لأن المرحلة القادمة تحتاج لتضافر جهود.. وقال إن هذه الخطوة ستؤدي إلى ارتياح وانسجام جماهيري وسوف تؤثر في الذين رفضوا الدخول في الحكومة بدرجات من الحسرة ومن الصعب أن يفتح باب المشاركة للأحزاب بعد تشكيل الحكومة الجديدة لكن يمكن أن تتاح فرصة لمرحلة جديدة بتغييرات قادمة في المستقبل لاستيعاب أوسع. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 27/11/2011م