وفقا للإحكام وميثاق الإعلان العالمي للحقوق الإنسان وضعت اتفاقية جنيف لحقوق الطفل لعام 1924م, ووفق لمادة 38 الفقرة ج فانه تتعهد الدول الإطراف بان تحترم قواعد القانون الإنساني الدولي وتمتنع الدول الإطراف عن التجنيد أي شخص لم تبلغ سنه الخمسة عشرة سنة في قواتها أو بناءً عليه صدقت ووقعت حكومة السودان علي هذا الميثاق في 1997م ودخل حيز التنفيذ 2004م. إلا أن هنالك انتهاك صريح وجري يجري سابقاً في كل من جنوب السودان ودارفور لكل المواثيق الدولية من بعض الحركات المسلحة خاصة في دارفور لتجنيد الأطفال قسراً ورغم عن أنوف أبائهم , وسوف نسلط الضوء في هذه القضية لواحدة من أهم القضايا التي لم تنل حيز من الاهتمام الداخلي والخارجي بقدر كافي لحجمها وعظم مردودها علي المجتمع أو الدولة معاً كما تذكر بعض التقارير التي سوف نوردها ضمن سردنا للقضية. نظرة اولى من خلال منظار بعض الخبراء الذين يفسرون ظاهرة التجنيد للقسري بان لها مسببات وهي ثلاثة مسببات رئيسية (اجتماعية, اقتصادية, أو سياسية), الاجتماعي منها هو أن الانتماء العشائري والقبلي يلعبوا دوراً أساس وضمان تقديم الولاء للقبيلة. أيضاً أحساس بالفوارق الاجتماعية وانتشار مسألة الثار في ثقافة المجتمع الدارفوري مرورا بانتشار الأمية ودور المعلمين وكوادر الجهوية التى تنشط في مجال تجنيد الأطفال قسراً وما تتداخل تلك العوامل مع العوامل الاقتصادية وبمسببات الرئيسية كالتفاوت في الثروات بين القبائل الرعوية فالزراعة (أساس مشكلة دارفور الأولي) أيضاً هيمنة عناصر القبيلة علي مفاتيح اقتصادية وانتشار تجارة الأسلحة وسهولة الحصول عليها كما أن هنالك المسببات السياسية ليست بالبعيدة وتلعبه دوراً بارزاً في التجنيد القسري للأطفال تتمثل في ظهور الحركات الجهوية والتي نحن بصدد تسليط الضوء عليها أيضاً الدور المتعاظم للمنظمات الأجنبية في تزكية الصراع, وانتشار العمل ألاستخباري عبر هذه المنظمات وقلة القناعة باطروحات الحركات المتمردة مما يؤدي للانعدام الكادر البشري المقاتل الأمر الذي يؤدي الي اللجؤ الي اختيار الأطفال كجنود .كما ان ضعف الوازع الأخلاقي للحركات المسلحة وعدم تقييدها بقواعد القانون الدولي والإنساني وأخلاقيات القتال وصعوبة ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الأطفال والطفولة في وضع امني شائك وعدم فاعلية التدابير القانونية في حسم ظاهرة التجنيد القسري للأطفال كل ذلك ادي الى بروز هذة القضية. نظرة دولية :- ضمن تقارير وتصريحات رئيس صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة "اليونسيف " في السودان من ان نحو ستة الالاف من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11عاما الي 15عاما "انتهاك واضح من خلال المرحلة العمرية " تم تجنيدهم من جانب متمردين الحركات المسلحة الدارفورية وتدور يومياً عمليات خطف للأطفال من معسكرات النازحين واللاجئين . وكعادة المنظمات ذات الأهداف تتكلم وتشجب ولا تأخذ موقفا واضحاً.ومنذ تاريخ 28 مايو 2008م إبان أحداث أم درمان الشهيرة التي قامت بها حركة العدل والمساواة كبري حركات دارفور بخرق واضح عند استخدامهم للأطفال كجنود ودروع رغم علمها " الحركات"بحرمات القانون الدولي الذي يحرم الفعل وامتناع عن الفعل قسرا للاطفال" أقرت رديكا سومي الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة المعينة بالأطفال وفي ختام جولة زارت فيها جنوب البلاد ودارفور ان الأطفال توقف استخدامهم من الجانب الحكومي ،إلا أنهم موجودون بالفعل في قواعد حركات التمرد موضحة ان حركات العدل والمساواة لازالت تجند بعض الأطفال بالفعل في الحرب الملاحظ ومنذ تاريخه حتى اللحظة لم تكن هنالك خطوط واضحة لتجريم "فعل التجنيد القسري "لقيادات العدل والمساواة للاطفال. أرقام :- تنشر بعض التقارير ان جيش الرب الأوغندي الذي ينشط في الأقاليم الاستوائية من شمال وجنوب وسط افريقيا هو يرتكز بالأساس علي 80% من جنوده علي الأطفال في المرتبة الأولي افريقيا يأتي بعده في الترتيب مباشرة حركة العدل والمساواة وهي كبري للفصائل المستغلة للأطفال في الحرب "حركات دارفورية "حيث تستغل بحسب التقرير نسبة مالا يقل عن 55% من جنودها من الأطفال وذكر التقرير أيضا بعض الحركات الناشطة في الإقليم الغربية لدولة السودان مثل " حركة التحرير "بقيادة عبد الواحد محمد نور وبالاستمرار في سرد الارقام أفادت بعض المصادر "خاصة بسودان سفاري "ان حركة العدل والمساواة تنفذ يوميا عمليات اختطاف وتجنيد لعدد من الأطفال في المنطقة الشمالية لجبل مره وذلك للاعتماد عليهم في تنفيذ مخططاتها العسكرية خلال المرحلة القادمة؛ خاصة بعد ان فقدت عدد ليس بالقليل من رجالها في الحروب "الليبية " ضمن مناصره ودعم لقوات الرئيس المقتول "معمر القذافي " وضمن عمليات انقسامات طالت الحركة في الآونة الأخيرة ،وأبانت المصادر أيضا بولاية جنوب دارفور ان هؤلاء الأطفال الذين لم يتجاوز الثالثة والخامسة عشر من العمر تم اختطافهم من مناطق "سروه ،وقولو ،وارسين ،وطره " وأودعوا داخل معسكرات للتجنيد القسري التي انشاتها الحركات بمناطق "دياو, وكرو" غرب وشمال محلية دريبات ،وفي ذات السياق كشفت المصادر من ازدياد عدد الفتيات المختطفات من قبل أيضا"حركة عبد الواحد " بمناطق "فرنجلو وقولوا وبترونج "ونام وترف تاورا " الواقعة جنوب وغرب جبل مره موضحا ان أعداد الفتيات المختطفات من قبل الحركات المسلحة خاصة فصيل عبد الواحد قد تضاعف خلال الثلاث سنوات الأخيرة ". ومن خلال ما سبق سرده يظهر جليا ومن خلال منظار الرؤية ان الحركات أصبحت تخصص في تجنيد الأطفال "حركة العدل والمساواة " أطفال ذكور أما حركة عبد الواحد تخصص في اختطاف الفتيات إناث من خلال منظار للرؤية ترسل رسالة واضحاً انه لابد من وضع سياسية واضحة من قبل المختصين لتوضيح قانون ووضع حد لمثل تلك الانتهاكات الواضحة لحق الطفل القانوني الذي كفلته له جميع القوانين الدولية والمصادق عليها محليا ولابد لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات المحليةالإقليمية والدولية من وضع يدها علي هذه القضية المهمة وتكثيف الجهود لضمان حق طفل في دارفور فى المعيش مثل اقرانه.