دعا الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، العاملين في مجال الإعلام ليكونوا على مستوى الكفاءة والمهنية التي تمكنهم من استخدام التقنيات الحديثة في أداء العمل الإعلامي على الوجه الأكمل. وقال طه لدى مخاطبته ختام فعاليات ملتقى الفاشر لقضايا الإعلام بشمال دارفور أمس: علينا أن نجود أدواتنا الإعلامية في تخصصاتها المختلفة لتكون في قمة مستوى التحدي، وأضاف أن على الإعلام أن تحرص على أن تحافظ مواده المقدمة لأهل السودان على وحدتهم وجمع صفوفهم. وأكد طه، أن رسائل الإعلام تأخذ بُعداً آخر في كيفية إصلاح ما هو معوج، وقال إننا مطالبون بأن نتصل بالعالم، وأن نعالج صورتنا أمامه التي شوّهها الإعلام الجائر عن طريق الأجهزة التي لم تتحر الصدق والدقة لأغراض دولية أخرى، وأضاف أنه لابد للإعلام أن ينضبط بأخلاقياته المهنية، وتابع: مهما بلغت بنا الخصومة مع البعض أو مع بعضنا لا ينبغي أن نتجاوز تلك القيم والمبادئ المنهجية، وقال إن على الإعلام تجنب الفتن والأحقاد والقطيعة، ووصف ذلك بأنه (خطوط حمراء)، وأكد أنه إذا التزمنا بالقيم الأساسية فإننا لن نحتاج إلى قانون يقيد حرية الصحافة والإعلام، وأضاف أن الحكومة سترفع كل قيد متعلق بحرية الإعلام، لأننا لسنا ممن يرفض النصيحة، وقال: (إن سيوفنا مشرعة للقضاء على أي فساد يظهر)، وتابع: إننا في حاجة إلى إعادة النظر في الأدوات الإعلامية، وأشار إلى أن مرحلة الحكومة الجديدة والتحديات التي يواجهها السودان تحتاج إلى إعلام منهجي وموضوعي يقوم على مراعاة أخلاق المهنة، ليكون مشاركاً في القرار، وأكد أن الإعلام الملتزم هو السلطة الأولى لأنه يقود مسيرة البلاد إلى الأمام، وينبه لما يقع من خلف الحكومة من أحداث، وزاد: إن التقدم الحقيقي للمهنة يجعل إعلامنا يحتل المرتبة التي نريدها له جميعاً. وفي السياق، أعلن طه انطلاقة أعمال حكومة القاعدة العريضة الجديدة من مدينة الفاشر، وأكد لدى مخاطبته لقاءً جماهيرياً بميدان القوات المسلحة في الفاشر أمس، أنّ من أهم أولويات الحكومة الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع الحركات المسلحة وتوفير الأمن وبسط العدل وتوفير متطلبات الحياة الكريمة لكل أهل السودان، ووصف طه مشروع التمويل الأصغر بأنه واحدٌ من أدوات تجسيد الاقتصاد الإسلامي الذي يتيح المال لكل الناس دون حجر على أحد، ودعا للتوسع فيه، بجانب إحداث ثورة في النظام المصرفي وفي المفاهيم والشرائع والصيغ التي تتم بها العقود والمبايعات والشروع في التمويل وفقاً للصيغ الموافقة للشريعة الإسلامية. وحيّا طه مُجاهدات القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ونفى أن تكون سياسة التلويح بالعقوبات من قبل الدول المعادية للسودان سبباً في إرهاب الحكومة، وإنما دافع لها لتنفيذ المزيد من مشروعات التنمية. وشدّد طه على أن التنمية التي تحققت في دارفور إبان ثورة الانقاذ الوطني كفيلة بإسكات الدعاوى التي ينادي بها المتمردون، وأكد التزام الحكومة بدعم حكومة شمال دارفور حتى تضطلع بدورها، وأبان أن تقلد أبناء دارفور لمناصب قيادية في الحكومة الحالية نتاج لكفاءاتهم. وفي الصدد، أشاد بالدكتور التجاني سيسي وأعضاء حركة التحرير والعدالة الذين لبّوا نداء السلام، ووجه نداءً لكل أبناء دارفور لنبذ الجهوية والفرقة والشتات والإلتزام بوحدة الصف والعمل على مبدأ السلام والشرعية والعمل للخروج من التمرد. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 13/12/2011م