التغيير بحمل السلاح يكلف الوطن الكثير فإذا كان التغيير السلمي تكلفته عظيمة انظروا الي الشقيقة مصر.. فكيف بتغير يستنزف الوطن بأكمله.. والقاتل والمقتول مهما اختلفا فهم أخوان في وطن واحد والأخوان ينفقون أموال طائلة في السلاح في الموت كان يمكن لهذه الثروة أن تكون خيراً يشعر به الشعب كله.. ظهر البترول ولم نشعر به الحرب أوقفت مشاريع التنمية والحياة فلا للحرب وألف لا للذين يحملون السلاح أن لم تعظم الوطنية لدينا لن نخرج أبداً الي نور الوطن العظيم هكذا كان وما زال السودان منذ الاستقلال من حرب الي حرب ومن موت الي موت. وشكسبير مؤلف مسرحية (مكبث) وهي قصة قائد حوله طموحه الي آلة فتاكة للقتل وسفك الدماء.. وفي كتاب آخر يكتب أن أكثر أسباب الفتن والحروب في عصره وفي كل عصر هو الطموح السياسي, فالطموح حين لا تحده الأخلاق يتسبب في سفك الدماء وخراب المدن. وقد يتحول الطموح الي أداة دمار ويصبح (طموحاً مرضياً) طموح الغاية تبرر الوسيلة لا يعترف بقيم أخلاقية ولا يتقيد بأصول من الحق والكفاءة .. طموحاً يدوس علي الناس ولا يبالي ما دام يصل الي ما يريد. وأكثر ما يحيرني في هذه الحياة هذا الإنسان هو تغلبه وتغيره في هذه الدنيا.. ويمكن للإنسان ان يتحول من مصالح الي طالح والعكس.. خليل تخرج طبيب من جامعة الجزيرة.. سافر الي السعودية حضر الي السودان مسانداً للحكم الإسلامي وبدأ انطلاقة من مستشفي امدرمان.. عين وزيراً للصحة بولاية دارفور الكبري وتلقد عدة مناصب بعد المفاصلة اختار جناح الترابي.. ولكن سلم الصعود الي اعلي اقل من طموح.. خان أخوانه وخلسة وصل الي فرنسا ومن هناك أعلن حركته. دول كثيرة كان ضيفاً ثقيلاً عليها يرهقها بإقامة طويلة هو ومجموعته طلباته في أي اتفاقية كانت تعجيزية ومستحيلة عصية لا يمكن ان تنفذ بالرغم ان الحركة قامت بأعتبار ان إقليمهم عاني من التهميش الا انه كان ديكتاتوراً وعنصرياً.. وكانت سياسة إقصاء القيادات التي معه اغلبها لأشياء شخصية. ظهرت عنصريته عندما هجمت قياداته علي أبناء الميدوب (مجزرة الميدوب) متهما إياهم بالتمرد عليه.. حينما طالبه أبناء الميدوب والبرتي والمساليت بالعدالة في الرتب العسكرية وكذلك بدا واضحاً ذلك الاختلاف عند هجومه علي امدرمان فأغلبية القيادات كانت ضد الهجوم علي أمدرمان. لكن طموحه وتعجله كان يسبقه كان تهوره في مثل هذه المواقف وغيرها من المواقف.. خليل ابراهيم في المؤتمر العام لحركة العدل والمساواة الذي يعرف بالأراضي المحررة يعد إتباعه بنصر قريب واقسم مغلظاً باستلام الحكومة وغزو الخرطوم.. ثم قاد جيشه عساكره وقوته من الأطفال كان هدفه واضح دخول القصر واستلام السلطة.. في سبيل أهدافه لا يهمه كم الذين يميتون هو يقودهم الي التهلكة . وامدرمان الآمنة تروع لأول مرة في التاريخ الحديث تنتشر قواته كالجراد وحرب في المدينة في سويعات قليلة ينتصر الآمن عليه ويسيطر علي الأوضاع والحصيلة كمية من القتلي وكمية من الاسري.. ويهرب تاركاً كل قياداته في الأسر كان ذلك شئ لا يصدق والحكومة والخرطوم ليست بهذه السهوله ولكن كثيراً ما الطموح والتعجل والغباء يصور ويبسط لك الأشياء. فيصبح في نظرك الفيل فأراً.. والبحر جدول صغير من الماء بعدما فلت وهرب بأعجوبة وتم القضاء علي معظم قواته وتم القبض علي كثير منهم في الدوحة كان في المفاوضات متمرداً عليها شروط تعجيزية تسبقه غيابه عن المفاوضات وكثيراً ما أحرج الوسطاء. فقد حلفائه وأعوانه فرنسا رفضت إعطائه تأشيرة وتشاد ظل عالقاً بمطارها ساعات لم يسمح له بالدخول لم يكن لديه خيار سوي الرجوع الي ليبيا.. من ليبيا اتخذ فنادقها مقراً له وبعد الثورة في ليبيا لم يجد بداً من الهروب كان دخوله الي الأراضي السودانية شاقاً مرهقاً وخصوصاً ان الجيش السوداني صار يعد أنفاس المتمرد خليل.. ويعد دقات قلب الحركات المسلحة. المتمرد لم تعجبه تلك المناطق الآمنة التي ليس بها شرطة او جيش او دفاع شعبي.. أرسل رجاله وعرض علي أبناء المنطقة التجنيد مقابل 0002 جنية في الشهر.. قتل الكثير واسر الكثير لتجنيدهم معه. الجيش السوداني كان يراقب المتمرد بدقة وصبر انتظروا كثيراً ليخرج الي ساحات القتال.. خليل جمع كل قواته وفي عدة محركات الجنوب.. أطبق الجيش عليه أصيب المتمرد.. ظل ينزف سويعات.. لفظ أنفاسه الأخيرة.. ود بندة كانت مقبرة له.. وأرضها التي وطئها.. ضمته في داخلها . نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 29/12/2011م