كما توقعنا تماماً انسلخ عبد الشافع من مسيرة السلام وأعلن إنسلاخ حركته (تأمل الإسم) حركة تحرير السودان وحدة جوبا من حركة التحرير والعدالة وذلك قبل ثلاثة أيام فقط من تدشين عمل السلطة الانتقالية في الفاشر بحضور كل الوسطاء الدوليين ولا أعتقد ان مراقباً حصيفاً فوجئ بهذا الانسلاخ الجديد من رجل تربي برعاية أمريكا وفي أحضان جون قرنق وعلينا ان نتذكر دائماً انه هرع الي أمريكا (صديقة قطر) وبقي هناك منذ توقيع الاتفاق وهذا يعني ان النية كانت سلفاً مبيتة لهذا التصرف والتأمر المكشوف ونلاحظ انه لم يتقدم بأي انتقادات جوهرية لاتفاق الدوحة الذي لبي معظم المطالب الدارفورية وكان من أجود الاتفاقات السياسية الأخيرة لحسن الإعداد والتوسع في معالجة كافة القضايا المطروحة.عبد الشافع قال في مبرراته انه لا معني لسلام دارفور ما دامت هناك مشاكل في أنحاء أخري من السودان وهذا يذكرنا بجون قرنق الذي حاول ان يلبس العباءة القومية وسمي حركته حركة تحرير السودان والصق بها صفة الشعبية حتى يوحي بان الشعب معه ورأينا بأم أعيننا كيف أن الأمر كان أكبر أكذوبة فما وجد الجنوبيون الفرصة حتى استقلوا بدولتهم وراحت دعاوي السودان الجديد إدراج الرياح وتكشف أن المخطط يهدف بالأساس الي تمزيق وحدة السودان وتقسيمه الي دول بغية محو الثقافتين الإسلامية والعربية والاستئثار بخيراته بعد العصف بسكانه وجعلهم أثنيات متصارعة وهذا هو الهدف الذي جعل أعداء السودان ومنذ زمن بعيد يحتضنون عبد الشافع ويربونه فيهم وليد وغسل دماغه حتي لا يفكر إلا في مصالحهم وهاهو يقدم الدليل علي ذلك ويؤكد أن قضية بعض المتمردين في دارفور لم تكن هموم دارفور في حد ذاتها ولكنها وسيلة لشغل المركز حتى إذا إقتربت القضية من الحل طلعوا علينا بأجندة جديدة لم تكن في الحسبان أبداً ولا تخدم المصالح الوطنية في شيء بقدر ما تخدم المخططات المعادية التي يتبناها الغرب ضد بلادنا. إن تعنت عبد الشافع ومن قبل عبد الواحد يعني أن للرجلين أطاع شخصية واهمة تتعدي حجم قوتهما الحقيقية علي الأرض فعبد الواحد الذي إرتمي في أحضان الصهيونية ظناً منه أنها ناصرته ومنصبته قائداً علي السودان كله أما عبد الشافع فنظرة الي سيرته الذاتية كافية للتأكد أنه تم إعداده بصورة جيدة ليخدم أهداف الكنيسة الغربية والمشروع الصهيوني مستغلاً قضية دارفور ولكن أبناء دارفور الشرفاء سحبوا البساط من تحت رجليه ولما لم يجد منصباً يستطيع به أن ينفذ أجندته الخاصة اثر الذهاب الي أولياء نعمته في الغرب ومن هناك اصدر بيانه في هذا التوقيت الذي ربما أحرج الوسطاء قليلاً ولكن ثقتنا أن سلام دارفور وبإذن الله سيمضي في مسيرته القاصدة صوب الاستقرار والتنمية وصون وحدة البلاد وتحقيق الرخاء المأمول بإذن الله. إننا علي ثقة بأن عبد الشافع لن يؤثر علي السودان بشيء فهو لا يملك قوات علي الأرض وهو غريب عن عقيدة دارفور وتقاليدها وسماحة أهلها ولأنه يعمل بكل قوته ضد تلك المعتقدات وثقتي كبيرة أن أهل دارفور لن يتبعوا رجلاً تربي في أحضان جون قرنق المعروف بكراهيته الشديدة لرجال دارفور الذين كانوا شرفاً باذخاً للجندية السودانية عبر تاريخ الجيش السوداني المليء بالبطولات الناصعة والمشرفة والتي أرهبت كل أعداء السودان ووقفت سداً منيعاً تجاه أطماعهم التي لا تنتهي وتامرهم المستمر منذ إستقلال السودان. نحن ننتظر من حركة التحرير والعدالة ووفق مواقفها الوطنية المشرفة أن تدافع عن إتفاق السلام وتعري مواقف عبد الشافع الذي ما ان تحققت مطالب أهل دارفور حتى هرع ليخلق حلقة جديدة من الصراع والتآمر ولكن مكر أولئك هو يبور بإذن الله. نقلا عن صحيفة الرائد 7/2/2012