خرج عبد الشافع عن المألوف بإبتكار جديد وفعل فريد حينما أقدم على الانسلاخ من حركة التحرير والعدالة وإعلن عن تكوينه لتيار أو حركة تحرير السودان (وحدة جوبا). هذا الفعل يشير الى كثير من الإشارات وينبئ أن التحول فى قضية دارفور أضحى عصي على التعامل معه من قبل شخصيات وقيادات الحراكات والتى هى فى الأساس لا تبحث إلاّ عن مصالحها الشخصية. عبد الشافع نسي أو تناسي أن( جوبا )عاصمة دولة قائمة بشخصيتها الاعتبارية والدولية فاخطأ أولي أخطأه عندما زيل إسم حركته (بوحدة جوبا) وبذلك يدخل الرجل نفسه في متأهة سوف يكون أسير لها لا يمكنه الفكاك منها. هذه الفعلة ربما تدخله فى دائرة الخيانة ويندرج تحت طائلة (الخيانة العظمي) بعد ان غسل ثيابه السياسية بمياه الدوحة (تناقض) ، إذ ليس عليه أن يعلق مصالح دولته بركاب دولة جارة أو دولة أخري. وعبد الشافع علل انسلاخه بأنه ليس إعتراضاً على حركة التحرير والعدالة(خلافات حو ل توليه منصب دستورى) ولا أنه وليد خلافاته مع قيادات الحركة وإنما هو خرج من اجل رؤيته الخاصة فى أن حكومة الخرطوم لا تعجبه . هذا القول ينم عن عدم نضج سياسي وطيش ومراهقة سياسية ليس إلا إذا أنه ربما نسي او تناسى عمدا انه كان قد جلس فى طاولة واحدة مع تلك الحكومة من أجل مطالب حقيقة ولكن بخروجه نسف كل ماعلق عليه من طموحات عن أبناء دارفور وجاءمترئسا وفد المقدمة لحركة التحرير والعدالة الرجل لم يعي حجم جرمه إلاّ بعد أن تأتيه العواقب محمولة ببعض السحب حيث أنه نسف آمال عراض علقها أبناء دارفور فى قيادات التحرير والعدالة، التوقيت الذى اختاره نفسه إذ أن هذه الأيام سوف تبدأ احتفالات دارفور بتدشين عمل السلطة الانتقالية التى وبسبب فعلته فاته حتى شرف المحاولة وأن يكون مع الخيارات التى اختارها شعب دارفور . عبد الشافع يحمل بذور التمرد منذ كان طالباً فى جامعة جوبا ولعله شخصية الفتي وطبيعته الحادبة دائماً على التمرد جعلته يختلف مع عبد الواحد (اولى) وبعد ذلك تمرد على التحرير والعدالة(ثانية) عبد الشافع ربما لا يجد من يقف خلفه أو يسير معه من الاصحاب له وزنه السياسي والميداني حتى يسانده الرجل أغره البحث عن المعادن والألق على حساب البقية من أهل دارفور. هذا القول يعضده ما ذهب إليه أحد قيادات التحرير والعدالة الذى اللتقته (سودان سفاري) حيث ذكر أن عبد الشافع خرج لوحده وقلة مأخوذة بشخصه إذ أن الرجل ربما أيقن أن وزنه الحقيقي لا يمكنه من المسير الند بالند مع قيادات مثل (نيام والسيسي وابو قردة ) من جهة أخري ذهب البعض ربما قصد الرجل بفعلته (متوهما )تلك لإرضاء أبناء جون قرنق فى الحركة الشعبية الذى أثرته كاريزمه قرنق وأصبح يسير مدفوعاً بخطا أباه الروحي . غير ملتفت الى مصير جون قرنق الذى انتهي إليه وربما أدركه عمي منتصف الطريق، حيث أنه وبعد أن ذهب الي واشنطن للمشاركة فى ندوة دارفور التى كانت تناقش تطور الأوضاع فى دارفور إذا الرجل رجع بعض أن تبدلت أفكاره وربما إقناعه أصدقاء قرنق القدماء خاصة وأنهم لمسوا فيه السحر الذى تركه فيه قرنق وأصبح مسلوب الإرادة . وأخيراً هل على جوبا ان تتحمل تكلفة مزيد من النزلاء فى خندقها وهل بإمكانها أن تتحمل كلفة الضيف الخفيف الثقيل خفيف وزناً فى السياسة وواقع الميدان وثقيل من حيث الذكرى (جون قرنق)وهل سوف يقدر له صنيعه ؟