أظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت أخيرا في كل من الصين وأميركا، بأن كلا من الشعبين الصيني والأميركي ليس لديه انطباع إيجابي عن الآخر. ومع ذلك، فإن الغالبية الساحقة ممن أدلوا برأيهم في الاستطلاعين من البلدين رأوا أن الحفاظ على الروابط الصينية الأميركية يعد أمرا في غاية الأهمية. ومع الأخذ في الاعتبار قوة الرأي العام، فإن هناك أملاً بأن تترك استطلاعات الرأي تلك تأثيرات إيجابية على الروابط الثنائية، وأن تساعد صانعي القرار في إحكام قبضتهم بشكل أفضل على دينامية العلاقات الصينية الأميركية. وبلا شك، فإن التعاون الصيني الأميركي أصبح أكثر اتساعا وعمقاً في السنوات الأخيرة. فالمبادلات انتعشت بين الشعبين، والاقتصادان لم يكونا أكثر تداخلا كما هما اليوم. ويدرك البلدان أن تعاونهما يذهب أبعد من حدود الروابط الثنائية، وانه قد أصبح لهذا التعاون أهمية دولية. لكن، لا زالت هناك قضايا شائكة تنبع من عدم احترام أميركي متصور لمصالح الصين الأساسية ومصادر قلقها الرئيسية. وهذه تشكل مطبات من حين إلى آخر، وتثير مشاعر صينية غير مرغوب بها تجاه أميركا. وواشنطن من جهتها تستمر في الضرب بعرض الحائط بمخاوف الصين ومصالحها من خلال مبيعات أسلحة إلى تايوان ولقاءات يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما، والاختلاف حول معدلات صرف العملات. والشعب على ضفتي المحيط الهادي يقر بأهمية الاستمرار في الحفاظ على العلاقات الصينية الأميركية، والطريقة الوحيدة لضمان استمرار هذه العلاقات بصورة سلسة هي ان تتوقف أميركا عن إزعاج شريكها الصيني.