أكثر من أربعين عاماً وقواتنا المسلحة تواصل الصمود دون ان تفتر همتها تقاتل في كل الجبهات ظلت عصية علي الاختراق ووفية لشعبها وحينما تعجز القيادة السياسية عن القيام بواجباتها تتقدم لاستلام السلطة حدث هذا في نوفمبر 1958م وفي مايو 1969م وفي يونيو 1989م ولكنها سرعان ما تتراجع لأداء مهمتها الأساسية. وكلما هدأت جبهة من الجبهات فتحوا لها جبهة جديدة وحينما بدأت بشارات السلام تهل من نيفاشا بدأ تمرد دارفور وحينما هدأت جبهة دارفور بدأو في إشعال التمرد في النيل الأزرق وجنوب كردفان وفي كل المعارك التي خاضتها كانت تقاتل بشرف بدليل ان أعداءها كانوا ينزحون شمالاً. لم تشتكي ولم تئن وحينما تعرضت للإهمال في سنوات حكومات الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة فان الرسالة كانت تصل للقيادة لتقول خنادقنا مقابرنا قاتلوا دون ان تتوفر لهم الذخيرة والبوت قاتلوا والصقور طعامهم حتي تقدم نفر كريم منهم واستلموا السلطة في الثلاثين من يونيو 1989م . لتبدأ مرحلة جديدة من التلاحم وشكلت قوات الدفاع الشعبي سنداً وعضداً لقواتنا المسلحة في كل المعارك التي خاضتها في الجنوب كان أخوان الشهيد علي عبد الفتاح جنباً الي جنب مع أخوة الشهيد ابراهيم شمس الدين شكلوا صفاً وحداً حتي انكسرت شوكة التمرد في الجنوب قاتلوا في الأحراش والأوحال. وفي كل هذه الظروف كانت القيادة مدركة لتحديات البناء والتحديث ومن تحت ركام الحرب ينهض جيل جديد يؤسس ويبني من صناعة الكلاش الي صناعة الطائرة بدون طيار وكل هذا يتم بأقل التكاليف الممكنة والمسيرة تمضي تأهيلاً لبيئة العمل والفرد والتسليح. وإعلان الرئيس البشير القائد الاعلي للقوات المسلحة فتح معسكرات الدفاع الشعبي في كل ولايات السودان في هذا الوقت يعني أن الظهر محمي وان ذات الشباب الذين تركوا مقاعد الدراسة وسندوا ظهر قواتهم المسلحة بداية التسعينات سيمضوا في ذات الطريق لأن القضية عندهم اكبر من كل الأشياء. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 7/3/2012م