تقاطعت التصريحات الرسمية وسط قيادات الحكومة السودانية تجاه العلاقة مع جنوب السودان في إطار اتفاق أديس أبابا الأخير، وسط أنباء عن حشود عسكرية تنذر بحرب بين الدولتين في خضم اتهامات متبادلة باختراقات حدودية، في حين أعلن عن زيارة رسمية لوفد جنوبي للخرطوم يوم غد (الخميس)، لدعوة الرئيس عمر البشير لحضور القمة الرئاسية في جوبا المزمع انعقادها في الأسبوع الأول من إبريل/نيسان المقبل . ويترأس وزير السلام وكبير مفاوضي حكومة دولة الجنوب باقان أموم، الوفد الجنوبي المرتقب، في زيارة هي الأولى من نوعها عقب انفصال جنوب السودان، يسلم دعوة رسمية للبشير لزيارة جوبا لمناقشة الملفات العالقة وما توصل إليه الطرفان في جولة أديس أبابا . ويقود باقان وفداً عالي المستوى مكوناً من وزير الخارجية نيال دينق نيال وأربعة وزراء آخرين . في الأثناء، هدد وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين بإلغاء اتفاق الحريات الأربع مع دولة جنوب السودان، واتخاذ التدابير اللازمة حال عدم التزامها بالترتيبات الأمنية . وقال “إن من أولى أولويات اتفاقية الحريات الأربع القضية الأمنية، وتوقف الجنوب عن الهجوم على الشمال عبر جيشه الشعبى" . وأضاف “إذا تم أي هجوم فهذا إلغاء عملي للاتفاقية ولن تقف الحكومة موقف المتفرج حياله"، وأشار إلى أن الحريات الأربع، وقعت بالأحرف الأولى وتحتاج إلى الجلوس والترتيب والتنظيم وليس هناك أي تضارب رسمي حولها . وأعلن السودان إكمال استعداداته لخوض ما وصفها بمعركة فاصلة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب كردفان، وذلك بالتزامن مع ذكرى الاحتفال بمرور 15 عاماً على معركة الميل أربعين، أشهر المعارك بين الشمال والجنوب قبل توقيع اتفاقية السلام بين الجانبين عام 2005 . وفيما طالبت قوات الدفاع الشعبي البشير بإعلان الجهاد، قال الفريق عبدالمنعم سعد -ممثل وزير الدفاع - إن بلاده تعمل على “تجهيز وإعداد المجاهدين للمعركة الكبرى الفاصلة، نريد أن نصلي صلاة الشكر في كاودا (منطقة بإقليم كردفان)" . بيد أن وزير الإعلام عبدالله مسار، أكد الاستمرار في جميع التفاهمات التي أقرها الاتفاق الإطاري بين الدولتين في أديس أبابا أخيراً . وقال مسار، إن الاتفاق ماض وصولاً إلى عقد القمة الرئاسية والتى تناقش بقية الملفات العالقة . وأضاف “الاتفاق لم يلغ والحوار مستمر وقضايا الدول لا يمكن حسمها بالحرب لأنها مضرة وجربناها 50 عاماً وفى النهاية لجأنا للسلم" . من جانبه، قال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع “نحن مستعدون لمقاتلة من يهاجم السودان حتى يعلم أنه لن يستطيع أن يأتينا من باب الحرب، ومن يريد أن يتحادث يجد فينا الرغبة الأكيدة للوصول إلى حل . وأضاف لا نربط رغبتنا في علاقات استراتيجية بأي حدث طارئ . وبرز تعبير “اتفاق نوايا" بين تصريحات المسؤولين، واستخدمه الوزير لوصف الاتفاق الإطاري الأخير الذي وقع في أديس أبابا . وقال “يمكن التنصل منه خلال شهرين بنص الاتفاق نفسه"، وقطع بأن الجنوب تضرر من إيقاف إنتاج النفط أكثر من الشمال وفقد 2،5 مليار دولار، وأفاد بأن قرار استئناف ضخ البترول ستحدده في هذه المرة الخرطوم . ونفى عضو الوفد الحكومي للمفاوضات، وزير الدولة بوزارة رئاسة مجلس الوزراء محمد مختار، أن تكون الحكومة وقعت على الاتفاق مقابل التنازل عن نصيبها في عبور النفط، واعتبر ما أثير من حديث ورفض للاتفاق بأنه مجاف للحقائق . وقال مختار “ما تم التوقيع تم على اتفاقية إطارية مبدئية، حول حريات الإقامة، التنقل، النشاط الاقتصادي، والتملك، أي “اتفاق نوايا" وليس ملزماً لأي طرف . في المقابل، أعلنت دولة جنوب السودان أن الجيش الشعبي على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تجاوز قد يحدث خلال المعركة المحتملة بين السودان والحركات المسلحة على الحدود . وبحسب تقارير، فإن الجيش الشعبي أعلن التعبئة القصوى . لكن المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب أقوير، قال إنه لا توجد خطط للهجوم على أية مناطق بالسودان . ونفى وجود حشود على الحدود . وأضاف أن الجيش الشعبى لم يساند أي قوة في دارفور أو جنوب كردفان . نقلا دار الخليج 21/3/2012