رجال الإنقاذ الذين ملأوا الساحة وشغلوا الناس كثيرون وهم أفذاذ في ما طلبوا إليه من أدوات الفعل الراشد والعقل الرشيد خصوصاً ذلك الرعيل الذي ظل ممسكاً بجمر القضية منذ ان عرف الناس ثورة الإنقاذ الوطني وميلادها في عام 89 حيث جاءت بعدد من الرجال استطاعوا بعد فترة قليلة من الزمان أن يكونوا حديث الناس والمجالس وبعضهم لا يزال حديثها الذي لم ينقطع حتى الآن. ولعلي أسوق أمثلة قليلة علي رجال الإنقاذ الذين ما زالوا كثيرون جداً عند الفزع قليلون جداً عند الطمع.. ومن أمثلة هؤلاء الشهيد محمد احمد عمر وهو أكاديمي التخصص كان بارعاً في أكاديمياته حريصاً عليها كما عهدناه في جامعة الخرطوم علي أيام الطب ولما جاءت الإنقاذ كان من أوائل الأسماء التي دفعت بها القيادة السياسية الشابة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس. مولانا علي عثمان محمد طه والي جانبه الرئيس لبشير (أبناء الخرطوم الثانوية القديمة) فتولي د. محمد احمد عمر وزارة الصناعة وكانت حكومة الإنقاذ وقتها تجود بفقه العزيمة الذي برع فيه رجل الإنقاذ المثالي عوض الجاز والذي ما يزال علي شيبة تمكنت منه يأتي في مجال النفط بما لم تستطع الأوائل، المهم أن الدكتور محمد احمد عمر حينما نادي منادي الجهاد ترك الوظيفة والوزارة الي سوح الفداء وظل هناك الي أن لقي ربه شهيداً. والدكتور محمود محمد شريف المهندس الذي لم يقبل في حياته التي لم تطل أي حل وسط بل ظل مقاتلاً من الدرجة الأولي الي أن لقي ربه شهيداً كان محمود شريف قد ورث الهندسة والكهرباء خصوصاً عن والده محمد شريف الذي يكاد يكون المؤسس الأغلي لكهرباء مدينة عطبرة وهناك تلقي أبناؤه وخصوصاً محمود واحمد العلم في مدارس عطبرة الوسطي والثانوية وهناك انضم للحركة الإسلامية مجاهداً منذ انضمامه لا يقبل الحلول الوسط. وهكذا رجال الإنقاذ الذين حملوا همها في البواكير والي ان تم ميلادها وحتي أصبحت بكراً راشداً تجتاز بعون الله وتوفيقه السدود والمؤامرات وتمضي بهذا الشعب الطيب الي غايات لا تدرك إلا عبر ثورة الإنقاذ ورجالها من أصحاب البواكير والريادة. ومن هؤلاء كان المهندس عبد الوهاب محمد عثمان الذي جاء ضمن نداء العودة الباكر يحمل هم الثورة وبناءها مدعوماً بعلم كنا أول من شهد عبقريته حينما جاء إلينا في وقت كانت فيه القادسية تكاد تكون منارة تجمع القادمين واذكر علي رأسهم شرف الدين علي مختار- محمد عبد الرحمن – محمد الخير (منظمة الدعوة) عيسي موسي(انعام) – إبراهيم علي- عبد الخالق الترابي وفي الجانب المقابل كان الزبير احمد الحسن ثم حسن أبو عاشة، جاء عبد الوهاب وسرعان ما بدأ في تأسيس مربع 10 ( المعروف الآن بحلة كوكو) وبدأ هو بالتشييد فبني بيتاً من طابقين دون ان يكون هناك طابق من فوقه طابق.. وما يزال البيت علامة من علامات مربع(10) الذي امتلأ بالقادمين من رجالات الإنقاذ. ومن ثم انخرط مع شرف الدين بانقا في تأسيس وزارة التخطيط العمراني (اسمها الحالي) ويكاد يكون أول من أسس للسكن الاقتصادي المعروف بالسكن الشعبي وهم مجموعة من المهندسين الذين كانوا حول شرف الدين وأسسوا هذا النوع من السكن القومي جداً والرخيص جداً مثل جودة الله عثمان والقاضي وعبد الوهاب عثمان الذي أصبح خليفة لبانقا فسار علي الدرب يبني ويعمر ويرسم ويشيد السكن الشعبي والطرق والكباري والجسور حتى رأت مجموعة من المواطنين إطلاق اسمه علي شارع كبري المنشية ولكنه جاء فأزال اللافتة ومضي الكبري يصنع معجزة تحويل الجريف وتوابعها الي واحدة من دنياوات العصر الحديث حيث تطاول فيها البنيان والعمارة واسألوا المهندس عبد الوهاب محمد عثمان ولهذا لم استغرب هذا الرفض لاستقلته من قبل الرئيس... لأنه من رجال الإنقاذ.. ثورة الإنقاذ التي لا تزال تقود السودان الي بر الأمان. نقلا عن صحيفة الوفاق 8/4/2012