جاءت ردود الأفعال علي استيلاء حكومة الجنوب علي منطقة هجليج سريعا ومباغتا لحكومة الجنوب التي تستهدف أولا فرض أمر واقع علي حكم صادر من محكمة العدل الدولية بلاهاي يقضي بأن تكون حدود دولتي السودان هي ذات حدود السودان الموحد عام استقلال السودان. في عام1956 ويثبت إن هجليج البترولية مع منطقة أبيي التي يجري التصارع حولها هي ضمن حدود السودان. وثانيا زعزعة استقرار حكومة السودان ضمن مخطط جنوب السودان لإلهاء الحكومة الشمالية عن معارك تقودها الحركة الشعبية لشمال السودان في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بجانب استهداف حقول هجليج لمحاولة محاصرة حكومة السودان اقتصاديا. نقول جاءت ردود الأفعال الإقليمية والدولية مدينة للاعتداء وداعية للانسحاب الفوري لجيش جنوب السودان من المنطقة. وفيما بادر مجلس الأمن الدولي بإدانة العدوان الجنوبي علي هجليج دعا للانسحاب الفوري من الحدود السودانية كما فعلت الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي كما أدانت الخارجية الأمريكية وامرت بالانسحاب الفوري لقوات جنوب السودان. الغريب في الأمر ان حكومة جنوب السودان اختارت الإعلان عن احتلال هجليج وكان أمامها ان تفعل ذات ما تفعله في كل هجوم منها علي الحدود الجنوبية للسودان وهو الإنكار الكامل لمشاركتها في هذه الانتهاكات وإتهام الحركات المتمردة ضد الحكومة وهي الجبهة الثورية التي تضم الحركات المسلحة الدار فورية, غير الموقعة علي اتفاقيات السلام مع الحكومة, بجانب الحركة الشعبية لشمال السودان بالقيام بتلك الهجمات علي حدود السودان. فقد أعلن القائد بالجيش الشعبي وهو جيش الحكومة أن قواته دخلت هجليج وتقدمت بحوالي30 كيلومترا شمالها.وقال مفوض مقاطعة ابيمنوم الجنوبية اجانج جدي تبريرا للهجوم إن طائرة انتينوف تابعة للجيش السوداني القت ست قنابل علي منطقة بانكويل وأصابت أربعة أشخاص. يجري ذلك في وقت تلتقي فيه لجنة مشتركة بين البلدين في مدينة ابيي الحدودية لمناقشة إدارة المنطقة من الجانبين وكان من المقرر ان ينعقد هذا الاجتماع في أديس ابا با غير ان السودان طالب بعقده في ابيي ووافقت الحكومة الجنوبية, لكن هذه التطورات المتلاحقة جعلت رئيس الجمهورية المشير البشير يأمر بوقف أي تفاوض مع حكومة جوبا قبل اقرار وضع امني في ملف الترتيبات الأمنية والسياسية بين البلدين. وأعلن البرلمان السوداني التعبئة العامة لمواجهة الحرب علي الحدود. ورغم استهداف الجنوب لحقل هجليج البترولي فقد أعلن وزير الطاقة أن كل المشتقات البترولية ستسير علي وتيرتها ولن يتأثر السودان باستيلاء الجنوب علي حقل نفط هجليج كما اعلن وزير المالية ان الشأن المالي والاقتصادي لن يتأثر بما يجري في الجنوب. جاء توقيت هذا الهجوم متزامنا مع رصد الحكومة لحشد إثيوبيا جيشها علي الحدود الشرقية بعد حادث اعتداء علي والي القضارف تم خلاله قتل عنصر واحد واسر12 آخرين طالبت اثيوبيا بإعادتهم. كما يتزامن مع تصعيد المعارك بين السودان والمتمردين في ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق من الحركة الشعبية لشمال السودان ومتمردي دارفور. المصدر: الاهرام الامصرية 15/4/2012م