بقلم: عبد المحمود نور الدائم الكرنكي بالإعترافات والبيِّنات والوثائق، ثبت دور منظمة (العون الشعبي النرويجي NPA) في تهريب السلاح ونقل الجنود إلى جنوب السودان وجبال النوبة تحت غطاء تقديم الإغاثة الإنسانية. كما نشطت المنظمة في دارفور بداية من أبريل 3002م، بعد انفجار التمرد المسلح في فبراير 3002م. وها هي منظمة (العون الشعبي النرويجي NPA) تنشط اليوم في (هجليج). وهى منظمة محظورة مطرودة من السودان. تمّ القبض في مناطق العمليات في هجليج على أربعة خبراء عسكريين أجانب، جنسياتهم هى (نرويجي) و(بريطاني) و(جنوب أفر يقي) و(جنوب سوداني). بعد أن ألقى الجيش السوداني القبض في هجليج على الخبراء العسكريين الأربعة الأجانب، أعلن الناطق الرسمي باسم منظمة (العون الشعبيّ النرويجي NPA)، أن النرويجي الذي قبِض عليه في هجليج، تابع لمنظمة (العون الشعبي النرويجي). تجدر الإشارة إلى أن الخبير البريطاني الذي قبِض عليه في هجليج، كان ضابطاً بسلاح المهندسين البريطاني، قبل أن ينضم إلى شركة (ميكام) الجنوب أفريقية. وهي الشركة التي تزوِّد جيش جنوب أفريقيا بالتقنية العسكرية الميكانيكية والكيماوية. حتى الآن يتعامل السودان مع القبض على الخبراء العسكريين الأجانب من باب الديبلوماسية فقط. حيث اقتصر الأمر على لقاء سفراء الدول المعنية للتباحث بشأن المقبوض عليهم. حتى الآن لم ترشح معلومات من السودان، بشأن التحقيقات التي يجريها مع الخبراء العسكريين المقبوض عليهم. حتى الآن لم يعلن السودان أسماء الخبراء العسكريين الأجانب الأربعة، ولم يشر إلى جهة عملهم، أو اختصاصهم، أو سيرتهم الذاتية المهنيّة أو الأنشطة أو العمليات التي قاموا بها في مختلف مناطق العالم، بما فيها هجليج السودانية، حيث تمّ القبض عليهم. إعلان الناطق الرسمي لمنظمة (العون الشعبي النرويجي)، بأن النرويجي الذي قبض عليه الجيش السوداني في هجليج، تابع لمنظمة NPA (العون الشعبي النرويجي)، يكشف عن نشاط المنظمة في حدود السودان الجنوبية ومناطق السودان النفطية. ظهور ونشاط منظمة (العون الشعبي النرويجي) في هجليج، له دلالة عسكرية وأمنية كبيرة وخطيرة. في سلسلة من ست مقالات ستكشف (الإنتباهة) عن دور منظمة (العون الشعبي النرويجي) في السودان، وتميط اللثام عن أنشطتها التي تهدّد الجيش السوداني والأمن الوطني تهديداً خطيراً مباشراً. كما نشير إلى أن في أعقاب نشاط المجموعات المسلحة في دارفور في أبريل 3002، كان ظهور منظمة (العون الشعبي النرويجي) في مسرح الأحداث بدارفور. ظهور منظمة (العون الشعبي النرويجي)، في هجليج اليوم، كما كان ظهورها ونشاطها في جنوب السودان وجبال النوبة، له دلالة كبيرة وخطيرة، حيث ثبت بالوثائق والإعترافات، أن لتلك المنظمة نشاط ضخم في نقل الأسلحة إلى جنوب السودان، وجبال النوبة، في التسعينات خلال أعوام الحرب الأهليّة. وقد بث تلفزيون النرويج في أغسطس 9991م فيلماً وثائقياً تحت عنوان: (مهربو الأسلحة في جنوب السودان). حيث عرض الفيلم الوثائقي التعاون الوثيق بين منظمة العون النرويجي NPA (التابعة للحركة العمالية) والحركة الشعبية في جنوب السودان. وقد قامت منظمة NPA بدعوة الدكتور جون قرنق لحضور احتفالات المنظمة بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيسها في أغسطس 9991م. حيث قدم الدعوة السيد/ Halle Hansen السكرتير العام لمنظمة NPA. كان هدف الدعوة تأكيد حضور المنظمة في ساحة جنوب السودان، حيث يتصل نشاطها منذ عام 6891م. ذكر د. قرنق في ذلك البرنامج أن منظمة العون الشعبي النرويجي NPA كانت أهمّ منظمة غير حكومية ساعدت الحركة الشعبية SPLA، وذلك بعد تأسيسها بثلاثة أعوام. السيد/ Egil Hagen كان أول من بدأ عمل منظمة العون النرويجي في جنوب السودان. في عام 0991م تمكَّنت منظمة الصليب الأحمر من بناء باخرة بحرية بتكلفة خمسة ملايين كرونة. واستخدمت منظمة العون الشعبي النرويجي NPA تلك الباخرة، في تهريب الأسلحة في جنوب السودان، باعتبارها إغاثة إنسانية. حيث قامت NPA باستئجار الباخرة عام 1991م بمعدِّاتها وعمالها. ساهمت الباخرة بنشاطها العسكري في تهريب الأسلحة والجنود، في تمتين العلاقة بين NPA والحركة الشعبية SPLA. في البرنامج الذي بثه تلفزيون النرويج في أغسطس 9991م، ذكر Egil Hansen أن حكومة السودان منعت استخدام تلك الباخرة. أما Arne Orum مسئول برنامج السودان التابعة لمنظمة NPA فقد قال لو لم تستخدم NPA تلك الباخرة لظلت معطلة!. لكن في نفس البرنامج التلفزيوني، ماذا قال قبطان الباخرة التي حملت السلاح إلى الحركة الشعبية السيد Jan Kolaas؟. قال قبطان الباخرة السيد/Kolaas وهو يتحدث في البرنامج التلفزيوني إن(منظمة العون الشعبي النرويجيNPA لها تعاون وثيق مع حركة التمرد في جنوب السودان «الحركة الشعبية»، وقد استخدمت NPA الباخرة بدون الحصول على ترخيص من حكومة السودان باستخدامها). أبرز البرنامج التلفزيوني نسخة من (الفاكس)، الذي أرسلته منظمة NPA إلى د. قرنق بخصوص نقل جنوده عبر النيل. (الفاكس) يرجع تاريخه إلى عام 1991، وأوضح الفيلم الوثائقي تأكَّد استخدام الحركة الشعبية SPLA للباخرة في أغراض عسكرية. ولم ينف ذلك (إيقل هيجن) السكرتير العام لمنظمة NPA الذي كان يتحدث في البرنامج التلفزيوني بل أكَّد ذلك. مشيراً إلى أن منظمة العون الشعبي النرويجي NPA، ترفض التعاون مع OLS عملية شريان الحياة التي تنظمها الأممالمتحدة، وينضوي في العمل تحت مظلتها أربعون منظمة طوعية. حيث قال Egil Hagen السكرتير العام لمنظمة NPA: (لسنا بحاجة إلى دعمهم في تحركاتنا ولسنا بحاجة لحمايتهم حيث يمكننا القيام ب «العمل» وحدنا). وقال قبطان الباخرة (جان كولاس) وهو يتحدث في برنامج (نقاط ملتهبة) الذي بثه التلفزيون النرويجي في أغسطس 9991م (كان شعار الصليب الأحمر يوجد على الباخرة، وعندما استأجرتها NPA غيّرت اللون إلى رمادي. كنا لا نستعمل الباخرة في ساعات النهار. كنا نستعملها في الليل حتى لا تُرى). وذكر تلفزيون النرويج أن منظمة العون الشعبي النرويجي NPA كانت تقوم بتشغيل الباخرة، وأصبح لها مسئولية الإستعمال، وأن الحركة الشعبية SPLA كانت تستخدم الباخرة في (عملياتها الخاصة). كشف ذلك تقرير سرِّي لمنظمة NPA صدر في مايو 1991م. كما كشف التقرير أن الحركة الشعبية SPLA قامت في نفس الوقت بتركيب الصواريخ المضادة للطيران على ظهر الباخرة. أبرز تلفزيون النرويج تلك الحقائق. وكانت صحيفة صنداي تايمز Sunday Times قد حصلت على تلك المعلومات في نوفمبر 1991. حيث نشرت تقريراً يوضح أن الحركة الشعبية SPLA قد استخدمت الباخرة التي استأجرتها منظمة NPA لنقل مئات الجنود، غير أن منظمة NPA كانت ترفض تلك المعلومات زاعمة أنها من قبيل الشائعات. لكن شهادة الطيّار (Svein Kristansen) في البرنامج التلفزيوني، كشفت وجهاً جديداً للنشاط العسكري لمنظمة NPA، والذي تم تحت غطاء تقديم الإغاثة الإنسانية. منظمة الغوث الشعبي النرويجي التي نشطت في جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور في نقل الأسلحة والجنود وتقديم المعلومات الإستخبارية، تنشط اليوم في (هجليج). لاحقاً سنطَّلِع على شهادة الطيار (كرستانسن).