ظلت ولايات جنوب كردفان منذ أمد بعيد محل استهداف لقوي أجنبية سعت للتوسع أماماً بغية ضمها إمتداداً لجنوب السودان الذي كانت المحاولات جارية لفصله منذ الاستعمار، الواقع يقول ان الحرب في جنوب كردفان قامت علي وثائق تركها الاستعمار بأنها أول المناطق للمسلمين والواقع يقول أن حركة الانانيا "1" ومنذ تمردها الأول في 1968م استهدفت منطقة الليري وهي منطقة معروفة باعتناق سكانها للدين الإسلامي وحسب مؤرخين أنها بلدة الملك "كبانقوا" الذي رفض إنشاء كنيسة في العهد الانجليزي وتسلح بالجبال ليحارب الحكومة الانجليزية التي أرسلت لأول مرة فرقة من الكوماندوز قامت بالقبض عليه. وفي تمرد الانانيا استهدفت قرية"الدبتة" وقضي المتمردون علي جميع الأهالي ولم ينج منها سوي شخصين فقط وكذا كان الحال للتمرد الذي قاده "كاربينو كوانين" وجون قرنق في العام 1983 حيث تم ضرب منطقة أم ضهيب بالمنطقة نفسها ومناطق أخري بضواحي تلودي أثبتت الإحصاءات أن القتلي فيها يتجاوز عددهم ال"400" شخص. ويبدو الاستهداف لمنطقة الليري وتلودي غير عادي فإصرار المتمردين وحتي اليوم الذي تقود فيه الحركة الشعبية الحرب،. يدل علي سعي للحصول علي أراض ذات ثروات من الذهب ولكن خالية من السكان حسب ما أشارت الحروب السابقة والتي استهدف فيها المتمردون المواطن في نفسه وأبادوا قري كاملة إبادة جماعية. يقول عضو المجلس الاستشاري لمحلية الليري الكبري محمد الدود مريض: إن المنطقة تتعرض لاستهداف متواصل ومنذ التمرد الأول وحتي الأخير الذي قامت به الحركة الشعبية بالهجوم علي تلودي وهو استهداف قصد منه الاستيلاء علي المنطقة وإبادة مواطنيها تماماً وهذا يتضح من خلال محاولة الحركة الشعبية في هجومها الأخير بمحاصرة المنطقة بأكثر من ألفي مقاتل بكامل آلياتهم لكنها لم تدمر أي مشروع تنموي بما فيها مطار تلودي وهو مطار بمواصفات عالمية بجانب إنشاءات البترول وكان الهدف وأضحاً وهو إبادة مواطني تلك المنطقة. الدود كشف بأن المجلس الاستشاري ظل يرصد أطماع الحركة الشعبية التي لم تستطع دخول المنطقة ابان الحرب فاتجهت سريعاً بعد السلام الي انشاء وحدات إدارية داخل حدود ولاية جنوب كردفان وضايق عناصرها المواطنين قاصدين طردهم شمالاً واستولت تماماً علي منطقة "جمجمام" وهي منطقة زراعية ويعضد ذلك الهجوم علي تلودي في 5 يونيو الماضي أي قبل يوم واحد من إعلان انفصال الجنوب وذلك الهجوم استهدف 4 مناطق تمت فيها عمليات إبادة جماعية للمواطنين وهي مناطق"الدبكر" و"أم روال" و"مرن" و"القرود أم ردمي" وتلك المناطق يقطنها مواطنون يعملون في الزراعة وهي عبارة عن قري صغيرة لا علاقة لها بمعسكرات القوات النظامية فكان ان دمروا القري تماماً وان منطقة"ام روال" حاصروها بألفي مقاتل من الحركة علماً بأن قاطنيها معظمهم من النساء والأطفال وبقي يحارب في تلك المنطقة"35" شخصاً بأسلحة خفيفة استشهدوا جميعاً وأضاف الصحافي "جفال" من أبناء المنطقة نفسها بأن الاستهداف الذي تم لمنطقة "مورنج" كان مقصوداً لأن القرية لجأ إليها سكان القري الأخرى التي ضربها جيش الحركة الشعبية فلاحقوا النازحين وسكان المنطقة ليبعدوهم جميعاً موضحاً أن المجلس الإستشاري قام بجولة في المناطق المتأثرة بالحرب فوجد أن قري كاملة غير موجودة علي الأرض تمت إزالتها بقتل مواطنيها ونزوح البقية بجانب حرق منازلهم وهي من المواد المحلية موضحاً بأنهم وجدوا المتمردين قد قضوا حاجاتهم في مساجد القري وأحرقوا المصاحف وبعضهم قد إستخدم أوراق المصحف "للف" الحشيش. "جفال" انحي باللائمة علي المجتمع الدولي الذي لا ينظر الي تلك الممارسات علي أنها عمليات إبادة جماعية تقوم بها الحركة الشعبية التي هدفت للحصول علي أراض ومشروعات تنموية دون سكان المنطقة الأصليين واعتبر أن الإعلام السوداني قد غفل تماماً عن توضيح تلك الحقائق. وبحسب معطيات الأحداث فإن الخطة التي تدير بها الحركة الشعبية حربها في جنوب كردفان خاصة في محليات تلودي والليري وقدير استوعبت كيفية الخروج من تلك الاتهامات وسرعت بإلصاق التهم بالجانب الحكومي وذلك ما كشفته التحقيقات في خلية التجسس التي يدير نشاطها الأمريكي "ريان بيوتي" الذي تسلل الي المنطقة قبل "5" سنوات عبر منظمة تبشيرية وتزوج احدي بنات المنطقة وسمي نفسه ب"كوكو" فاستغل موقعه لإبعاد الاتهام عن الحركة الشعبية وكان دوره جزءاً من مخطط استخباراتي تشارك فيه عدة دول علي رأسها ألمانيا وبريطانيا ضمن خطة قاد فيها "دميان لويس" حملة الدعاية المضادة للسودان ويعد "لويس" من القيادات الإعلامية البارزة في منظمة التضامن المسيحي وهو مخرج تلفزيوني قام بتهريب "زينب ناظر" واعد لها فيلماً وثائقياً يحكي عن تجارة الرق في السودان والاعتداء علي الفتيات وقد صدر الفيلم باللغة الألمانية أولاً ثم الانجليزية ثم الي "24" لغة عالمية. وكانت الحركة الشعبية وبعد توقيعها للسلام في نيفاشا قد فتحت الأجواء لشبكات التجسس لتسريح وتمرح في جنوب كردفان وقد كشفت ذلك المحكمة العليا في بريطانيا في قرارها ضد منظمة التضامن المسيحي التي كانت تعمل تحت مظلة الحركة الشعبية وحمايتها. عضو المجلس الاستشاري لمنطقة تلودي الكبري مضي في توضيح أهداف الحركة الشعبية بأن الجيش الشعبي هاجم المنطقة "7" مرات بقصد الاستيلاء عليها وإبادة شعبها لتعلن بعدها إنها عاصمة لدولتها وان دولة الجنوب كانت ستعترف بها سريعاً قائلاً إن الجيش الشعبي حالياً ينتشر في حدود المنطقة في ميرن وكاودا وهو شريط يقع امتداد "220" كيلو متراً متاخماً لدولة الجنوب، موضحاً أن الهدف من إسقاط تلودي بغير ذلك يعود للثروات من الذهب والأراضي الزراعية وان الحركة إذا استولت عل يتلك المنطقة لن تحتاج لتمويل أو دعم من أية جهات خارجية وفي سبيل ذلك سعوا الي إبادة المواطنين وإجبار بعضهم علي النزوح شمالاً. أخر الإحصاءات التي قام بها المجلس تشير الي نزوح "580" أسرة الي الخرطوم والآلاف الي محليات قدير وأبو جبيهة والليري- بعضهم وصل الي مدينة الأبيض وحالياً الحركة الشعبية تصطاد الرعاة في الشريط الحدودي مع دولة الجنوب قبل الانفصال كان الرعاة معتادين علي التحرك جنوباً وقد منعوا حالياً ويتم قتل الرعاة وهناك نحو "300" رأس من الأبقار هلكت بفعل العطش وهي في طريق العودة ونحو"15" راعياً قتلوا مؤخراً. عضو المجلس الاستشاري المهندس إسماعيل حمد النور يضيف أن استهداف الحركة الشعبية لمدينة تلودي لم يأت من فراغ بل لأن المنطقة كانت تمثل في السابق مديرية كردفان الكبري لذا أصبحت هدفاً للحركة كون الاستيلاء علي تلودي يعني سقوط الولاية بأكملها وفي سبيل تحقيق ذلك يم القضاء علي سكان المنطقة بحسب معتقدهم بأنهم يمثلون المؤتمر الوطني. نقلا عن صحيفة الاهرام8/5/2012