من المرجح ان يدفع الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي بتقرير الى مجلس الامن الدولي يوضح فيه مدى التزام الخرطوموجوبا بخارطة طريق الاتحاد الافريقي الاربعاء المقبل، بينما توقعت وزارة الخارجية ان تكون بداية جلسات التفاوض غدا لترتيب أجندة وزمن التفاوض، واستبعدت ان تكون بداية للمفاوضات المباشرة، وجددت شروطها بحسم الملف الامني اولا قائلة انه حال التطرق للقضايا الاخرى قبل الملف فسيكون حينها «لكل حدث حديث». وكان تحالف قوى الاجماع الوطني قد دفع بطلب للوسيط الافريقي ثابو امبيكي عبر سفير دولة جنوب افريقيا بالخرطوم لاشراكه في المفاوضات التي ستستأنف غدا باديس ابابا. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العبيد المروح للصحفيين ان بداية المباحثات ستكون غدا بين فريقي التفاوض لمناقشة جدولة اجندة التفاوض وتوقيتاته، لافتا الى ان السودان تلقى رسالة من امبيكي للنظر في خطوات تطبيق القرار الاممي 2045، وأضاف «بحلول يوم 29 مايو يكون قرار مجلس الأمن مضي عليه شهر»، واضاف ان الوفدين سيجلسان لمعرفة التزامات الدولتين وعقب ذلك سيرفع امبيكي تقريرا لمجلس الامن يورد فيه ان كان الطرفان ملتزمين ام لا، وتابع «لسنا قلقين ونعتقد ان موقفنا في تنفيذ الخارطة الاممية الافريقية متقدم جدا على جوبا». واشار الى ان الحكومة تلقت رسالة من امبيكي تؤكد تقديم الملف الامني على كافة القضايا المتبقية، وذكر ان الوسيط سينظر في كيفية سير التفاوض عبر مسارين او مسار واحد، ولفت الى تضمين فريق من الآلية الامنية المشتركة الى فريق التفاوض. من جانبه اعتبر زعيم تحالف المعارضة، فاروق ابوعيسى، في تصريح ل»الصحافة» عدم قبول الحزب الحاكم دعوة المعارضة بأنه استمرار لعملية اقصاء الآخر والانفراد بالقرارات المصيرية، وزاد «وافقت جوبا على دعوتنا ولكن المؤتمر الوطني رفض اشراكنا بحجة ان المحادثات شأن خاص بالحكومة ولا يخص الاحزاب السياسية». وقال ابوعيسى ان التحالف تلمس رغبة قوية من المجتمع الدولي بضرورة اشراكه ولو بشكل غير مباشر في محادثات اديس ابابا، واضاف «لدينا اتصالات مع ممثلي الاتحاد الاوروبي ونقلنا لهم استعدادنا لايجاد مخرج للازمة، كما ان هناك دولا مؤثرة تؤيد ذلك». وتوقع ابوعيسى، ردا ايجابيا من الوسيط الافريقي ثابو امبيكي بعد ان تسلم طلب المعارضة، واضاف «من المهم ان يعي امبيكي انه اذا اراد تحقيق اختراق في جولات التفاوض عليه ان يوسع قاعدة المشاركة والرأي حتى لا يقرر مصير السودانيين حزب واحد». وقال ان المؤتمر الوطني تخوف من اشراك المعارضة في المحادثات ظنا منه ان التحالف سيكون مشاركا في المحادثات المباشرة بين فريقي التفاوض، وزاد «نريد ان نجلس مع الوسطاء وننقل لهم رأينا وصياغة مذكرات ومن ثم تناقش آراؤنا بين الجانبين». من جانبه، لفت نائب المتحدث باسم المؤتمر الوطني، ياسر يوسف، الى ان مطالب القوى السياسية المعارضة بإشراكها في التفاوض، وقال ان المفاوضات استكمال لقضايا ظلت عالقة بين السودان وجنوب السودان منذ اتفاقية السلام، والتي كان فيها الحوار بين الحكومة والحركة الشعبية، وزاد «اذا كان للقوى السياسية اي مقترح عليها ان تقدمه لوفد التفاوض مع دولة الجنوب». إلى ذلك قال الرئيس الامريكي الاسبق وعضو لجنة الحكماء جيمي كارتر، انه تلقى وعدا من الرئيس عمر البشير بتنفيذ الانسحاب من منطقة ابيي خلال فترة وجيزة. وطالب كارتر في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم عقب لقائه الرئيس عمر البشير مساء امس، القيادة السودانية بالتحلي بروح القيادة التي تميزت بها ابان تسهيلها لعملية الاستفتاء، مؤكدا انه لا خيار للدولتين سوى التعاون والجوار الآمن وزاد «انعدام الثقة على الشريط الحدودي عزز من تفاقم الازمة». وانتقد كارتر العقوبات المفروضة على الدول النامية وقال انها دائما ما تخطئ الهدف ويتضرر منها المواطنون البسطاء، وقال انه التقى البشير وتحدث معه عن القضايا السودانية كما استمع لملاحظاته الجديرة بالاهتمام واضاف ان لجنة الحكماء تشجع استئناف المفاوضات على كافة الاصعدة بعد ان عبرت عن قلقها من التوتر القائم بين البلدين. وذكر كارتر ان زيارته للخرطوم تأتي ضمن جولة تشمل جوبا خلال الاسابيع المقبلة لتشجيعها ايضا على المضي قدما في العملية السلمية. نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 28/5/2102م