الخلايا النائمة هي عبارة عن مجموعات من الأفراد يجري إعدادها وتدريبها مسبقاً تدريباً خاصاً للقيام بتنفيذ مهام محددة في أوقات معينة وتتم تهيئتها للنيل من الخصم بهدف إرباك قدراته لمجابهة عمل واسع تسعى جهات ذات مصلحة خاصة لتحقيق مكاسب كبيرة منه على المستوى الإستراتيجي. وكشفت عملية الاعتداء الغاشم على هجليج بواسطة الحركة الشعبية «دولة الجنوب»، كشفت عن خلايا نائمة ذكرناها تتبع للحركة الشعبية تم إعدادها وتدريبها خلال الفترة الانتقالية.. وتناولت الصحف أخبار تلك الخلايا التي خطط لها التحرك وتنفيذ مهام محددة خلال مرحلة زمنية مصاحبة للعمليات العسكرية والاعتداءات التي تقوم بها قوات الحركة الشعبية تجاه دولة الشمال بهدف إسقاط النظام. وأسلوب الخلايا النائمة هو أسلوب عُرف عنه العمل بواسطة الحركات الثورية أو حركات التمرد ضد دولها، وكذلك عُرف تاريخياً خلال مراحل النضال الثوري ضد الاستعمار. ومن مهام الأجهزة الأمنية والأمن الداخلي كشف ومتابعة الخلايا النائمة قبل أن تستيقظ من نومها، وفي كثير من المواقف استطاعت الأجهزة الأمنية كشف مثل تلك العناصر. وخلال الفترة الانتقالية بعد توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا، وتحديداً في يوم 18/7/2007م في صحيفة «الإنتباهة» وفي يوم 22/7/2007 في «الوطن» كتب مواطن سوداني عن قصة تجنيده بواسطة السيدة إزدهار جمعة مع مجموعة من خريجي الجامعات والمدارس الثانوية وآخرين، وجميعهم يتبعون للولاية الشمالية، وأُرسلوا للتدريب العسكري في منطقة جلهاك بولاية أعالي النيل في معسكر يتبع للحركة الشعبية. وعرضت على هؤلاء الشباب مكاسب كبيرة ومخصصات ينالونها أثناء وبعد التدريب.. واشتمل التدريب على أعمال الأمن والاستخبارات كما ذكر المقدم تاج السر حمد محمد عثمان الذي كُلف بالقيادة والإشراف على تلك المجموعة. لقد تناولت مقالات تاج السر حمد التي كتبها ونشرتها صحيفتا «الإنتباهة - والوطن» خلال عام 2007م، تناولت تفاصيل عملية التجنيد والتدريب لشباب من الولاية الشمالية بمعسكر جلهاك التابع للحركة الشعبية، واليوم يجري الحديث عن الخلايا النائمة. { فهل تحققت الأجهزة الأمنية «استخبارات وأمن وطني» من واقعة تدريب تلك العناصر؟ { وإذا كانت الواقعة صحيحة فأين ذهب هؤلاء الشباب بعد التدريب؟ { وأمازالوا مرتبطين بالحركة الشعبية عن طريق الأستاذة إزدهار جمعة التي جندتهم، ومعروف عنها النشاط والولاء للحركة الشعبية وعداوتها لحكومة الشمال؟ { مجرد أسئلة نأمل أن تجد البحث والتحقيق. الجدير بالذكر أن إزدهار جمعة محامية من بنات مروي انضمت للحركة الشعبية، وكانت من العناصر النشطة جداً في تنظيم الحركة الشعبية قطاع الشمال، وكانت تشغل وظيفة الأمين العام للحركة الشعبية بالولاية الشمالية، وكانت أيضًا عضوًا في المكتب التنفيذي للحركة الشعبية، وتحضر بانتظام اجتماعات الحركة الشعبية التنظيم السياسي بجوبا. وأصبحت إزدهار جمعة وزيرة الحكم المحلي بالولاية الشمالية عن الحركة الشعبية. ومن خلال وظيفتها الدستورية هذه استطاعت أن تعين عدداً من الكوادر التي قامت بتدريبهم في جلهاك في وظائف مختلفة في داخل الولاية وربما خارجها. وبعد الانتخابات التي جرت خلال الفترة الانتقالية والتي بموجبها فقدت الحركة الشعبية معظم مناصبها الدستورية في حكومة الشمال، تم إعفاء السيدة ازدهار جمعة من منصبها وزيرةً في الحكم المحلي. وإزدهار جمعة معروفة بنشاطها المضاد للحكومة، وقد دخلت في عدد من الخلافات مع حكومتها «حكومة الولاية الشمالية»، خاصة نشاطها المحرِّض لسكان منطقة خزان مروي. الجدير بالذكر أن السيدة ازدهارجمعة متزوجة من ضابط بالقوات المسلحة في رتبة العقيد تقاعد إلى المعاش خلال الفترة الانتقالية، وقد عُرف عنه انضمامه للحركة الشعبية وهو في القوات المسلحة السودانية، وبعد تقاعده تتحدث المجالس عن أنه انضم للسفارة الأمريكية في وظيفة أمنية وربما مازال في تلك الوظيفة. إذن إذا كان هنالك حديث عن خلايا نائمة تتبع للحركة الشعبية قطاع الشمال وربما بمعرفة حكومة الجنوب، فأين مكان العناصر التي تم تدريبها بواسطة إزدهار جمعة؟ وإذا كان هنالك العشرات قد تم تجنيدهم من محلية واحدة بواسطة إزدهار جمعة فكم من الأعداد التي تم تجنيدها على امتداد السودان وفي العاصمة القومية؟ وإذا افترضنا أن بعضهم تخلى عن الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد فكم عدد الذين استمروا في ولائهم لها؟ وأين هم؟ وهل هم نائمون الآن؟ وما هي الأهداف التي حددت لهم؟ إن الأمر لجد عظيم كما أن كيدهنَّ عظيم. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 2/7/2012م