ليس غريباً ولا عيباً ان يكون السودان واحداً من قلائل الدول التي تطلق العنان لحرية الممارسة السياسية بصورة حضارية خاصة في الآونة الأخيرة وخصص مجلس الأحزاب لمسائل التسجيل بعد إكمال اللوائح المناطة بذلك فوصل عدد الأحزاب السياسية قبيل الانتخابات الأخيرة الي 63 حزباً وتنقسم بحسب واقعها الي فاعلة جداً وفاعلة وغير فاعلة واغلبها بحسب المراقبين (تمومة جرتق) أرادت أن تخوض دون مجادف ظهرت لفترة وجيزة وتلاشت في ظل حمي التنافس أو الصراع المرن للأحزاب السياسية بل أن الغريب أن تظهر أعداد كبيرة من المبادرات بمختلف المسميات هدفها واحد وهو ما يسمي (الوفاق الوطني) بعض الأحزاب تدل أنها جديرة بقيادة المبادرات الوفاقية ولكن بحسب رؤيتها وتحليلها للحالة السياسية وقد لا تأبه كثيراً لتلقي أو سماع مبادرات مماثلة من جهات أخري كما أن انحصر مكان انطلاق المبادرات الوفاقية طيلة الفترة السياسية الماضية في المركز بينما لأول مرة تنطلق مبادرة وفاقية من ولاية البحر الأحمر الولاية التي تعد نفسها من الولايات التي حققت نمواً كبيراً في بنيتها التحتية وسجلت خطوات متقدمة في التوافق السياسي تحت قيادة واليها الدكتور محمد طاهر إيلا. صالون الراحل سيد احمد خليفة شهد استعراضاً من دكتور اونور سيدي محمد أحد مؤسسي المبادرة حيث قال أن المبادرة نبعت من خلال انعقاد ندوة سياسية كبري بمدينة بورتسودان أطلقتها القوي السياسية عقب مناقشتها للوضع السياسي والاقتصادي الراهن كما تري المبادرة أن البحث عن أمصال دوائية أو روشتة توصيفية للعلاج لا يتم إلا عقب خلق أرضية مشتركة تعزز الوفاق الوطني بين أبناء الشعب الواحد. وتأتي هذه المبادرة بسبب مقدميها في وقت تخطط فيه جهات خارجية لاستهداف وحدة وسلامة الأرض والشعب السوداني. رئيس وفد المبادرة دكتور معتصم عزالدين بدورة تحدث عن أهداف المبادرة التي جاءت تبرئة للذمة بحسب اونور سيدي محمد لمجابهة الأخطار المحدقة بالبلاد موضحاً اختلافها عن مثيلاتها من المبادرات كونها نبعت بصورة شعبية وعفوية ووقع عليها عمد ومشائخ الشرق الي جانب القوي السياسية الأخرى علي رأس أهدافها الفرصة متاحة لكل من يري في نفسه الكفاءة لتولي السلطة ولم تكتف المبادرة بتوضيح رؤيتها لإيجاد الحلول الممكنة في إطار الأحزاب السياسية فقط، بل أن هناك مساع من أصحاب المبادرة للوصول الي حملة السلاح وإثنائهم عن التخلي من لغة التصادم ودعتهم الي أعمال لغة الحوار وتعزيز الوحدة في إطار التنوع الثقافي في السودان. مبادرة أبناء الشرق تسجل حضوراً قوياً في العملية السياسية السودانية وتنفي ما يردد بأن أبناء الشرق لا يتفاعلون مع قضاياهم الوطنية.. دون الحديث عن أدوارهم، الشاهد في المبادرة هل ستكون كمثيلاتها من المبادرات الفائتة أن لم تؤت أكلها أو الأقل إن لم تر النور علي طاولة مناقشات الحلول المقدمة للراهن السياسي والاقتصادي؟ محللون يرون أن الشرق لم يعد ذاك الشرق البعيد عن الأحداث وبفضل الوعي المتزايد بات يأخذ ومنذ فترة وضعه الطبيعي في ظل الحراك السياسي الاقتصادي الثقافي السوداني الموحد. نقلا عن صحيفة آخر لحظة15/7/2012