يقول تقرير نشره موقع أوول آفركان دوت كوم بعنوان مستقبل مظلم ينتظر « جمهورية الموز» التي يديرها كير بجنوب السودان وهي تحتفل بعيدها الأول إن دولة جنوب السودان تسير على نفق الدول الإفريقية الفاسدة وهي تستقبل عيدها الأول، وبينما تتعافى بعض الدول الإفريقية من أمراض سوء الحكم والفقر المدقع تسجل الحركة الشعبية اسم الجنوب على سجل أسوأ بلدان العالم فسادًا وذلك أنه خلافًا لكثير من بلدان العالم التي نالت استقلالها لتبدأ من الصفر فإن الجنوب قد بدأ بخزينة محشوة بالدولارات الأمريكية والتي شغلت قادتها بالنهب فضلاً عن إدارة شؤون الحكم الرشيد.. ويقول كير في منتدى للمحافظين في جوبا إن نهب الثروات من قبل فئة قليلة يولد مواطنًا جائعًا وغاضبًا وبالرغم من وجود القوانين التي تحارب الفساد فإن أيدينا مكبَّلة عن حربه الأمر الذي جعلنا نخون التزامنا بخدمة شعبنا الذي عانى الكثير» الا ان هذا الاعتذار لن يعفي كير من مسؤولية ما فعله بالجنوب خاصة وانه وخلافًا لدول مثل الكنغو والتى نالت استقلالها وبها مهندس واحد فإن الجنوب يمتلك امكانات بشرية هائلة من التكنوقراط والأساتذة والموظفين الحكوميين وخبراء الأممالمتحدة قادرة على تسيير دولاب الحكم بدلاً من عصابة الجيش وزعماء القبائل الأميين من الرجال والنساء فى حكومة كير والذين سرَّعوا وتيرة وصول الدولة الى حالة جمهوريات الموز التى تعتمد اعتمادًا كليًا على مورد واحد للدخل «النفط» والذى تنهب عائداته عصابة فاسدة ويضيف التقرير قائلاً عندما ينظر مواطن الجنوب إلى الوراء ليرى ما تحقق خلال العام الأول من عمر دولته تغيب البهجة عن عينيه بمناسبة الاحتفال الأجوف الذى لم يستحق التضحية التى قدمها صانعوه ليذكر التاريخ كير كأول زعيم للأمة الجديدة وزعيم عصابة الحركة الشعبية صانعة الفساد من القمة حتى القاع، والتى فشل برلمانها فى تمرير تشريعات تعتقل «75» مسؤولاً او تسترد «4» مليارات منهوبة خوفًا وتسترًا على كير وعصابته كما عجزت القوة الأمنية والجيش والشرطة عن الحد من الاقتتال بين القبائل والعشائر والذى تطور فى حالات كثيرة الى ابادة جماعية كما هو الحال بين النوير والدينكا، وهى تستهلك اكثر من نصف الميزانية والأمرّ من ذلك كله أن الحركة الشعبية قد حولت العدوانية الى ثقافة معاصرة تتوارثها الأجيال ولعل تسربها وسط طلاب الجامعات كما حدث فى جامعة جوبا والتى تحولت الى مجتمع قبليجنوبي مصغر اكبر دليل على ذلك هذا فضلاً عن انتشار الحركات المسلحة المتمردة فى ولايات الوحدة وجونقلى بعد سبع سنوات من توقيع اتفاقية السلام الشامل التى تعهدت فيها الحركة الشعبية بدمج الحركات المسلحة داخل كتائب الجيش الشعبى اضافة الى الغموض الذى يكتنف صناعة النفط فى ظل صراعات جوبا، والخرطوم الغامضة الملامح ومحاولة جوبا الفاشلة لبناء خط انابيب جديد يمر عبر أي من كينيا واثيوبيا او جيبوتى اضافة الى سيطرة التجار الأجانب على الاقتصاد من خلال الاستيلاء على العقودات بطريقة غير شرعية من خلال مساعدة المسؤولين الفاسدين. ان الازمات المتفجرة بالجنوب الآن تجعل الإنسان يتساءل كيف سيكون فى السنة الثانية من الانفصال بعد ان اعلنت منظمة مراسلون بلا حدود تقريرًا مفصلاً بعنوان «حرية الإعلام فى دولة الجنوب وهى تحتفل بعيدها الاول» حيث كشف التقرير عن الأوضاع المزرية التى يتعرض لها الاعلام والاعلاميون والضغوط المتزايدة التى تفرضها قوات الامن على الصحف والصحفيين الذين اتجهوا الى فرض رقابة على انفسهم خلال الحرب الإعلامية التى تشنها جوبا ضد الخرطوم إثر الطلاق المعلق بين الدولتين، وشدد التقرير على ضرورة وضع قوانين تحمى الصحفيين وتنظم عملهم، ويقول التقرير ان حرية الإعلام بالجنوب الآن على مفترق طرق اذ يقع الصحفيون فريسة لمضايقات منسقة ومنتظمة من الحركة الشعبية ووجود تراكمات مثيرة للقلق من الحوادث المتعلقة بالقمع والتخويف، وطالب التقرير قوات الجيش الشعبى وقوات الأمن بوضع حد للأعمال الوحشية التى يمارسونها ضد الصحفيين والتوقف عن استخدام ذريعة الأمن الوطنى لتقييد حرية الإعلام والإعلاميين كما حثت الصحفيين في جنوب السودان على الالتزام بأخلاقيات المهنة ومقاومة الضغوظ الرامية لفرض رقابة ذاتية على أنفسهم. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 17/7/2012م