أماني الطويل الباحثة المصرية واحد الفلول الإعلامية لنظام مبارك لديها مشكلة مع السودان بقدر ما قرأت ما كتبته من رسائل موجهة للسودان وللرئيس عمر البشير لم افهم دوافعها الحقيقية، ولكن بعد بحث مطول وجدت لها مقالاً كتبته عن الإخوان بعنوان ... الثورة المصرية والإخوان.. أي مستقبل ؟! فالأستاذة أماني اقرب لمدرسة(اللادينية السياسية) وهي اعلي درجات العلمانية التي ترفض مجرد الإشارة للدين في الدستور وان لديها مشكلة متجذرة مع الطرح الإسلامي في مصر وخارج مصر بالذات هذا (البعبع السوداني)... والرئيس السوداني الشجاع الذي تحطمت علي صخرته عشرات المخططات العلمانية وآخرها (الجنائية)...! قالت: (كما يبدو أن المطلوب من الإخوان المسلمين تأكيد مبدأ التوافق في صوغ دستور مصري لدولة حديثة تستطيع ان تلحق بالتقديم العالمي عبر تفعيل فقه حرية الفكر والاعتقاد لجميع البشر لا تقييده، ولذلك في مقابل السلوك الراهن الذي ينتج صيغاً انقسامية في شأن المادة الثانية من الدستور الحالي التي تقول ان الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع والتي كان وضعها السادات لأغراض سياسية مثل محاربة اليسار والناصريين،وهذه المادة تتجاهل عمداً النسيج الاجتماعي المصري الذي يشكل فيه الأقباط نحو 10% من السكان وهي مصدر قلق لهم لا يجوز التعامل معه بمنهج الاستقواء بالوزن النسبي للمسلمين). طبعاً مقالها هذا قبل فوز الرئيس محمد مرسي ولكن حتي بعد وصوله للرئاسة يبدو ان الفلول وحلفاءهم من اللبراليين والعلمانيين يرون ان الموضوع لم يحسم بعد وان مرسي رئيس سياسي لا يستطيع تغيير مكونات الدولة المصرية العلمانية خاصة وان الإخوان (والعهدة علي أماني الطويل) لم يكن لديهم دور رئيسي في الثورة ووزنهم في التغيير الديمقراطي كان هامشياً! وتقول أماني:( لكن هذا الأداء السياسي للإخوان لم يقنع النواة الصلبة للدولة المصرية في مؤسساتها المختلفة بوزنهم الهامشي في تصعيد الأحداث)... هذه النواة العلمانية الصلبة والتي تريد أماني من اجلها ان تحذف المادة الإسلامية الوحيدة من الدستور المصري قلقة جداً إزاء أي تقارب بين الحكومة المصرية الجديدة والإنقاذ في السودان وبرنامجهم هو دعم التغيير في السودان والاعتماد علي ما يسمي بالبديل الديمقراطي (تجمع الأحزاب) بالإضافة للاحتجاجات مع حرفها للمسار الجهوي (حسب النظرة الأمريكية) وذلك لان إخوان مصر والسودان وبقية دول الربيع العربي لو تقوت ببعضها انتهت أسطورة (النواة العلمانية الصلبة) في مصر وغيرها... وربما تدخل تركيا علي الخط خاصة وان إسلاميي تركيا اكتسبوا أراض شبابية جديدة في الجيش العلماني العجوز. لا أريد أن أسهب في انتقاد أماني باعتبار أنها فاقت فجأة من إغماءتها الشمولية عندما كانت احد )(خبراء نظام مبارك وواجهاته الاستخبارية مثل مركز الأهرام ) لتصبح احد ركائز الديمقراطية في مصر وتحدد وزن الإخوان في الثورة ولتصبح أيضاً في غفلة من الزمان من المشفقين علي مستقبل الديمقراطية في السودان ... دعونا نتعرف أكثر علي الأسباب...! أماني تري أيضاً ان التقارب الجنوب سوداني- الإسرائيلي مبرر إذا ازداد التقارب بين إخوان مصر والسودان وكتبت في ذلك ما نرويه غدا...! نقلا عن صحيفة السوداني1/8/2012