تشهد ولاية جنوب كردفان هذه الأيام حراكاً سياسياً مكثفاً تشارك فيه أحزاب وتيارات سياسية عديدة، بالإضافة للجهد الذي تقوم به الحكومة المركزية مع الآلية الإفريقية للدفع بعملية السلام في المنطقة للأمام، حتى يمكن الوصول لسلام واستقرار دائم تنعم به جنوب كردفان التي لم يفارقها التوتر منذ سنوات، على الرغم من التوقيع على اتفاقية نيفاشا التي جاءت ببروتكول خاص بالمنطقة. وفي ظل هذه الأجواء وفي الحراك السياسي والأضواء المكثفة على المنطقة، تطل من جديد بوادر أزمة كالمعتاد يقودها بعض أبناء الولاية ضد الجهود التي يبذلها الوالي مولانا أحمد هارون.. وللحقيقة فإن ولاية جنوب كردفان ولاية ذات وضع خاص ومعلوم للجميع ليس بالضرورة الخوض فيه أو مراجعته، لأن الأوضاع الموجودة على الأرض في المنطقة والجهد المطلوب من الحكومة المركزية ومن قيادات المنطقة على وجه التحديد في المساهمة في تغيير الواقع في جنوب كردفان، بائنة كالشمس للجميع، غير أن هذه الأوضاع يحاول البعض توظيفها لخدمة مصالح شخصية لا علاقة لها بالهم العام المتعلق بإنسان الولاية. وإذا ما نظرنا للسجل السابق في العمل الرسمي الخاص بولاية جنوب كردفان الذي بذله مولانا هارون والتضحيات الجسام التي تحملها من أجل خلق شراكة قوية ومتينة مع الحركة الشعبية ومع بقية الأحزاب الأخرى، نجد أن محاولات الافتراء على هذه الجهود غير مبررة، بالقدر الذي يجعل أي من المهتمين بالشأن العام وشأن جنوب كردفان أن يصغي لها.. فواحد من الأشياء المشهودة لمولانا هارون أنه صاحب رؤية في كيفية إدارة التفاوض المتعلق بسلام جنوب كردفان، فهو يركز على الإطار العام للقضايا التي يجري حولها التفاوض. ومولانا هارون من أكثر الرجال الذين يعتبرون مراجع في شأن جنوب كردفان على وجه التحديد، لأنه صاحب خبرة طويلة في هذا الملف منذ أن كان يخدم ضمن فريق الوالي حبيب مختوم مسؤولاً عن إدارة السلام، مروراً بسنوات طويلة قضاها في معالجة هذا الملف المعقد والشائك. وهنا نحن لا نمدحه إنما نحاول استرجاع جزء من ذاكرة الأحداث السياسية التي شهدنا عليها، ونرى أن التذكير بها في الوقت الراهن يحفز على تقييم رؤية أمثال مولانا هارون في استكمال جهود السلام في المنطقة، ونعتقد أن واحدة من المحطات الأساسية في إنهاء الصراع السياسي ومحاولات الابتزاز السياسي التي دائماً ما يتعرض لها الولاة من بعض العناصر السياسية في الولايات وليس جنوب كردفان استثناءً هنا، قد حسمتها الانتخابات الأخيرة التي جاءت بمولانا هارون والياً. وما يضعف بعض الحجج الأخيرة التي تقلل من جهود الوالي هارون أن الذين يثيرونها كانوا يوماً ما جزءاً من طاقم مولانا هارون.. فما الذي استجد؟ إن مثل هذه الصراعات المفتعلة تفتح شهية حاملي السلام للتمدد أكثر، مستغلين مثل هذه المحاولات لخلق أجواء سالبة حول أداء الحكومة.. صحيح من حق أبناء جنوب كردفان أن يطالبوا بإشراكهم في التفاوض على اعتبار أنهم أهل مصلحة وأن هنالك بروتكولاً خاصاً يعتبر إطاراً أساسياً للحوار حول قضايا المنطقة «بروتكول جنوب كردفان 2005م». وحسبما يرى الباشمهندس رمضان شاويش أحد قيادات جنوب كردفان فإن الواجب يقتضي أن يستثمر أبناء جنوب كردفان فرصة وجود مولانا هارون في السلطة باعتباره شخصية ملمة بتقاطعات الصراع في جنوب كردفان، وشخصية متوازنة في تحقيق المطالب السياسية لأهالي جنوب كردفان الذين ظلوا لسنوات طويلة يسددون فواتير حروبات السياسيين التي لا تسمن ولا تغني من جوع. نقلا عن صحيفة الانتباهة13/9/2012