المنجمون الذين راهنوا علي فشل مباحثات أديس أبابا ما بين السودان وحكومة جنوب السودان صدموا بالنجاح الذي تحقق وفجعوا بالاتفاق الذي تم بعد أن تهيأوا تماماً للاحتفاء بالفشل وهم متاكدون بأن (الميل 14) معضلة لا يمكن تجاوزها في لقاء الرئيسين البشير وسلفاكير واتت الرياح بما لا تشتهي السفن وانتصرت إرادة الشعبين الشقيقين وتحقق المراد بعد أن اختار سلفاكير الغياب عن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والبقاء مع الرئيس البشير في أديس أبابا لخمسة أيام كاملات وصولاً الي ذلك الاتفاق الذي فتح الطريق تماماً لتعاون جديد في كافة المجالات ما بين الأشقاء في الشمال والجنوب، فالإنفاق المظلمة التي صورها أصحاب النفوس الضعيفة للقارئ السوداني في داخل السودان وخارجه قد ذهبت هباء منثوراً والادعاءات الكاذبة وأخبار الفشل المسطرة يومياً وتلك الطرق المسدودة المرسومة بدقة وحرفية عالية قد اصطدمت بقوة الإرادة الشعبية في رغبة الشعوب في الأمن والاستقرار والتعاون والسلام المستدام فلقد راهن الكثيرون في داخل السودان وخارجه عبر الصحف الإلكترونية علي حروب جديدة ما بين الشمال والجنوب وعلي تحريك بنود الفصل السابع في مجلس الأمن لمعاقبة دولة الشمال قبل الجنوب حول الفشل في معالجة كافة الملفات العالقة باعتبار أن الوصول الي اتفاق هو من المستحيلات الي أن فوجئوا بعكس الذي راهنوا عليه واعدوا العدة تماماً الي ما بعده في بث الكراهية والعنصرية بل تأجيج نيران الحرب وعدم الاستقرار في كلا الدولتين الشقيقتين في الشمال وفي الجنوب وتجاوز الرئيسان (الميل 14) واتفقا علي تجارة الحدود وتبادل المنافع ما بين القبائل الحدودية والتي تسهم كثيراً في تطوير العلاقات الإنسانية والترابط الاجتماعي الذي يحقق المصالح المشتركة والاستقرار الأمني والسلام المستدام بعد أن طويت كل ملفات الترتيبات الأمنية والتقسيم العادل لحصص النفط الذي سيعود متدفقاً عبر الشمال كما كان تحقيقاً لمصالح الشعبين الشقيقين الذين هم في أمس الحاجة الي علاقات مستقرة وإنعاش عاجل للاقتصاد الذي تأذي بسبب الخلافات والصراعات التي لا تخدم إلا مصالح الدول العدوانية كإسرائيل وأيضا أصحاب النفوس الضعيفة من الصقور الجارحة في جنوب السودان وشماله ولتي تري مصالحها الشخصية الذاتية في الاحتراب والقطيعة الأبدية. بحمد الله تجاوزنا مرحلة الصراع والاقتتال مع أشقائنا في جنوب السودان عبر ذلك الاتفاق الرائع الذي أعاد الثقة في التعاون ما بين الدولتين مما يجعل مسؤولية الحفاظ علي الذي تحقق هو مسؤولية وطنية تتحملها الدولة وكل القوي السياسية السودانية حكومة ومعارضة بل يجب أن نعمل جميعنا علي تطوير الاتفاق بتبادل الزيارات ما بين جوبا والخرطوم حتي تتذلل عقبة (أبيي) في قريب عاجل ونفتح الحدود ما بين البلدين بعد الاتفاق علي الحريات الأربع. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم 30/9/2012