تعددت حالات الضبطيات للأسلحة والذخائر وتواصلت العملية وكان آخرها ضبط كميات كبيرة من الذخائر المهربة في عربة (دفار) بنقطة تفتيش أم ضوابان بمحلية شرق النيل كانت في طريقها إلي ولاية كسلا، وبحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني تمكن من إحباط عملية تهريب 40 علبة ذخيرة غرينوف ضمن شحنة تحتوي ثلاجات ومراوح متجهة الي كسلا، وبعد التحري اتضح أن الذخيرة سلمها أحد الأشخاص لسائق العربة علي أن تسلم لشخص آخر بمدينة كسلا. كلاكيت ثاني مرة لم تكن عملية ضبط الأسلحة والذخائر بمنطقة شرق النيل هي الوحيدة من نوعها، بل سبقتها أكثر من عملية ضبط في منطقة جبل الأولياء وأخري في مدينة أم درمان وكذلك تم ضبط كميات من الأسلحة في ولاية جنوب دارفور وغيرها من المدن والولايات مما يترك في الأذهان عدد من التساؤلات أولها عن الهدف من تهريب تلك الأسلحة سواء أكانت تلك الأسلحة الوافدة للخرطوم أو الموجهة للولايات؟ التجارة الرابحة يري بعض المراقبين أن الأمر برمته لا يخلو من كونه (تجارة) رابحة يمارسها البعض بهدف التكسب المادي لما فيها من أرباح طائلة، ويدعم هؤلاء رؤيتهم بالقول إن الممنوع مرغوب، ويؤكد المراقبون أن حالات الحرب التي تشهدها البلاد خاصة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ساعدت كثيراً علي انتشار السلاح في أيدي الأهالي مما أغري البعض بممارسة التجارة خاصة وسط رغبة الأهالي في الحصول علي قطعة سلاح يحتمي بها حال تعرضه وممتلكاته لأيما اعتداء. تسليح وتخريب الخبير الأمني والعسكري اللواء علي الغالي قال إن الهدف من الأسلحة المضبوطة هو التخطيط لأعمال تخريبية مستقبلاً من جماعات لم يحددها بعينها، لكنه كد ل(أخبار اليوم) أن الأمر لا يخرج من أمرين اثنين أولهما الترتيب لعمل يحدث في المستقبل وذلك بتوزيع أكبر قدر من الأسلحة في أيدي الأهالي وبالتالي عندما تحين ساعة الصغر يكون الدمار والخراب بصورة لا يمكن السيطرة عليها أما الأمر الثاني الذي يراه اللواء الغالي سبباً لنشر الأسلحة هو لتجارة التي قال إن الإقبال عليها شهد زيادة ملحوظة. لماذا الخرطوم وبسؤالنا للخبير الأمني اللواء علي الغالي عن الهدف من إدخال كميات كبيرة من الأسلحة لمدينة الخرطوم دون غيرها من مدن السودان، أجاب الغالي بالقول إن الخرطوم هي العاصمة التي بها كثافة سكانية عالية وأن أي حدث أمني تخريبي من شأنه أن يحدث دوياً إعلامياً كبيراً وزعزعة وانفراطاً في عقد الأمن الذي يقود الي فوضي عارمة لا يمكن السيطرة عليها، إلا أن الغالي أشار إلي قوة وحنكة الأجهزة الأمنية في الخرطوم بجانب الإمكانيات المادية والبشرية التي تتمتع بها أجهزة الأمن المختلفة بعكس الأمن في الولايات الذي قال إنه ضعيف من حيث الكادر البشري والمصادر والتأهيل. جمع الأسلحة عقبات في الطريق جهود كبيرة بذلتها الدولة للحد من انتشار الأسلحة ومساع بذلتها لجمع الأسلحة من الأهالي وابتدعت في ذلك بعض الأجهزة للمساعدة لجمع السلاح مثل مفوضية جمع السلاح وإعادة الدمج إلا أن هذه الأجهزة حتي الآن لم تصل للمستوي الذي يمكنها من انجاز مهامها وذلك بسبب الحروب الدائرة، واعتبر اللواء الغالي أن أي حديث عن مفوضية لجمع الأسلحة في التوقيت الحالي حديث ليس في محله وذلك لعدم استتباب الأوضاع الأمنية. واعتبر المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو تسجيل أي شخص يحمل سلاحاً ومنحه رخصة بذلك إلي حين استتباب الأوضاع الأمنية. ويضيف الغالي أن معظم الأهالي يمتلكون السلاح خوفاً من النهب والسلب وان الدولة لا يمكن أن توفر لهم الحماية بسبب الحروب خاصة في مناطق دارفور وجنوب كردفان. مشيراً إلي أنه حينما تنتهي الحرب يمكن للدولة أن تطلب من كل من يحمل سلاحاً مرخصاً ومسجلاً تسلميه للسلطات وبذلك لا يمكن لأي شخص التهرب وعدم التسليم. حنكة وقدرة أمنية وبالنظر لما يحدث الآن من انتشار للأسلحة بالصورة التي جعلت البعض يحمله في شحنات كبيرة من اجل مآرب أخري وما حققته الأجهزة الأمنية خلال الفترة الأخيرة يتضح جلياً قدرة الأجهزة الأمنية علي فك طلاسم أي أعمال تخريبية قبل بدايتها مما يمهد الطريق للجلوس والتحاور وحل جميع الإشكالات عبر مناضد المفاوضات والحوار الجاد سواء أكان مع معارضي الخارج أو الداخل أو أيما مجموعات أخري تهدف إلي زعزعة الأمن وخلق فوضي عارمة في الخرطوم أو غيرها من المدن. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 16/10/2012م