ما زال ما يسمي الحركة الشعبية قطاع الشمال يشن هجومه على (الأبرياء) بجنوب كردفان بينما المجتمع الدولي يمارس التجاهل لهذه الاعتداءات إلا من تحذيرات خجولة وتقديم بعض النصائح بالابتعاد عن العمل العسكري كما جاء في الأخبار (إن أمريكا قدمت نصائح لقطاع الشمال بالابتعاد عن العمل العسكري والرجوع إلى العمل السياسي) بينما إذا حدث هذا من جانب السودان لكانت هذه الدول أقامت الدنيا وما أقعدتها. وكان المنظور والمتوقع من هذه الدول التي تدعي إنها ترعي السلام في السودان إن تسعي إلى إصدار أقسي العقوبات على الحركة الشعبية وهي تدعم الحرب في السودان. تجاهل المجتمع الدولي لاختراقات قطاع الشمال كان واضحاً .. فهي ما فتئ ينحاز للجنوب وان خرق اتفاق السلام عبر مساعديه وحلفائه (قطاع الشمال) ولكن المدهش حقاً صمت الحكومة السودانية تجاه ما يفعله المتمردون بجنوب كردفان، لماذا اقتصر موقف القوات المسلحة على الدفاع فقد ومطاردة القوات المعتدية بعد إن تنفذ هجوماً على مناطق كانت آمنة وهي داخل قلب ولاية كردفان؟ ولماذا تنتظر المتمردين يشنون الهجمات ثم من بعد تصدهم وتطاردهم .. لماذا قواتنا تكون دائماً في موقف الدفاع .. لماذا لا يحدث العكس وقد عودتنا ومنذ إن تسلمت الإنقاذ مقاليد الحكم إن تكون هي الأقوى لا تخشي ولا تتراجع عن ما يمس أمن وسلامة الوطن. قواتنا (الباسلة) ظلت تبلي بلاء حسناً وتقاتل بشراسة وضراوة في أحراش الجنوب حتى استردت كل شر انتزعته يد التمرد من حضن الوطن، ساعدتها في ذلك قوات الدفاع الشعبي والقوات النظامية الأخرى، واستطاعت هذه القوات كذلك أن تحقق انتصاراً تلو الآخر في أشرس واعتقد المعارك التي كان مسرحها مناطق بجنوب كردفان محاطة بالجبال والأشجار يتسلل خلالها المتمردون لضرب المناطق الآمنة والمواطنين الأبرياء دون رحمة، ولكن قواتنا تلك استطاعت إن تهزمهم شر هزيمة حتى أيقن زعماء التمرد ان لا مناص من الاستسلام والقبول بالتفاوض والإذعان لخيار السلام، خيار السلام الذي كان مبلغ وهدف الإنقاذ منذ تسلمها للسلطة، ويذكر الجميع ان أول المؤتمرات التي عقدتها هو مؤتمر الحوار حول قضايا السلام. إذن لماذا التراجع؟؟ فذات المناطق التي حررتها قواتنا ببسالة يحتلها المتمردون الآن .. ويتخذونها قاعدة عسكرية يشنون هجومهم منها على المناطق الأخرى؟ لماذا تصمت الحكومة السودانية على هذا الأمر؟ لماذا التراخي والاستكانة والاستسلام؟ هل هي ضغوط المجتمع الدولي أم هي مطلوبات وضريبة السلام مع الجنوب؟؟، إذن لا فائدة من أفاق يحقق سلاماً جزئياً، ويتجاهل حرباً مشتعلة بجزء آخر من البلد، ولماذا تقبل حكومة السودان بذلك وقد ضحت بالكثير لأجل إن يتحقق سلام شامل بالسودان.. الحكومة الآن مطالبة بأن تنظر بدقة لمآلات ما يحدث الآن وما يقوم به ما يسمي قطاع الشمال، فهو لن يتوقف عن الهجوم على مناطق ولاية جنوب كردفان، بل سيتمدد إلى خارج الولاية وهو الآن يدعم الحركات المسلحة بدارفور التي هي الأخرى مستمرة في هجومها وحربها على الأبرياء بدارفور، ينبغي على الحكومة ان تترك صمتها هذا وتستعيد (قوتها) على أيام سنواتها الأولي التي سلبتها عنها اتفاقيات لم نجن منها غير الاستسلام لما يرغب فيه الغرب! ينبغي ان تستعيد قواتنا المسلحة كل المناطق التي انتزعتها يد الغدر والخيانة، يد التمرد التي يمارس عمالة لأجل إنفاذ خطط الدول الغربية والصهيونية، وطالما إن ما (يعرف) بقطاع الشمال صار الآن لا تربطه أية علاقة بالحركة الشعبية بالجنوب وفقاً لاتفاق التعاون المشترك فهو الآن أصبح جزءاً من السودان وبحسب القانون إن من يحمل السلاح ينبغي على الحكومة إن تنفذ فيه القانون وان تدحر قواتهم في معاقلها وتدك جيشه، فواجب القوات المسلحة أن تحرر منطقة كاودا الآن قبل الغذ ولا تتهاون في ذلك ولا تستجيب لنداءات أو حتى تحذيرات المجتمع الدولي لأنه يمارس صمتاً (مطبقاً) تجاه اعتداءات قطاع الشمال. صمت المجتمع الدولي ولم يحرك ساكناً تجاه ما يقوم به قطاع الشمال وهجومه على مناطق جنوب كردفان بينما يعقد السودان مؤتمراً لتعزيز السلام بالمنطقة، هذا الصمت متوقع إن يتبعه قرار آخر من مجلس الأمن يلزم حكومة السودان بالجلوس والتفاوض مع قطاع الشمال، وهو لا يزال (حركة مسلحة) تحمل السلاح وتروع المواطنين، وقد ألمحت إلى ذلك هيلدا جونسون ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بدولة الجنوب حيث قالت ربما يتبع قرار مجلس الأمن 2046 قرار آخر يدفع حكومة السودان للتفاوض مع قطاع الشمال، وهذا يعني إن القرار (جاهز) وقد يصدر قريباً!! لذا ينبغي على حكومة السودان إن تستبق صدور القرار وتحقق انتصاراً على الصعيد العسكري وهي قادرة على ذلك كما انتصرت (سابقاً) وهي لا تملك إلا الإرادة السياسية القوية وسلاح بقدرات متواضعة، والآن تطورت قدراتها (الحربية) وامتلكت احدث الأسلحة ولكن تحجمها (القوى الغربية) .. ويمكنها أن تستعيد قوتها من جديد وتمضي في طريق الاستبسال في المعارك كما كانت تفعل سابقاً ولا تأبه بتهديدات الغرب وحينها تحقق هدفها باستعادة الأراضي المسلوبة، سيأتي التمرد طائعاً منكسراً ويتيقن الغرب أن السودان لا يزال يملك قوة لا يستهان بها، وسيرضي التمرد بما يقرره السودان بشأنه!! فصمت حكومة السودان لا يفيد ولا يجدي فتيلاً تجاه بربرية قطاع الشمال، فمثل هؤلاء لا ينفع معهم أسلوب الاستكانة بل الضرب بيد من حديد، أما المجتمع الدولي فلن يرضي عن السودان طالما إن على سدة الحكم إسلاميون فن يهدأ لهم بال إلا بإزاحتهم ليأتي ما ينفذ لهم مخططاتهم العلمانية وتقسيم السودان إرباً! نقلاً عن صحيفة الرأي العام 17/10/2012م