رغم ان عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية لم يتوقع ان يصل الفاشر عبر مطار الابيض بشمال كردفان التي قضى فيها ليلته اضطراراً بعد تعذر هبوط طائرته الخاصة في مطار الخرطوم مساء امس الاول لأسباب فنية بالمطار وهو قادم من جنوب وغرب دارفورعلى رأس وفد من الامانة العامة للجامعة العربية، الا ان حرارة الاستقبال والحفاوة التي وجدها في فاشر السلطان امس ازالت كثيراً من آثار الخبر الذي سارعت الفضائيات بنقله في الحال، وصاحب ذلك أخطاء في وصف ما حدث، فذكرت بعضها ان السبب عطل في الطائرة في الوقت الذي اكد فيه محمد منصف ممثل الجامعة العربية في الجنوب ان السبب يعود الى عطل فني في مطار الخرطوم، وهذا ما لم ينفه او يؤكده تماماً الناطق الرسمي باسم الطيران المدني الاستاذ عبد الحافظ عبد الرحيم الذى قلل ل«الرأي العام» من الامر وقال انه تم تجاوزه واغلق الامر تماماً. لكن المهمة التي زار من أجلها موسى الاقليم كانت أكبر من الوقوف عند هذه الهنات العابرة وفي هذه المرحلة المهمة التي يعيشها السودان عموما ودارفور على وجه الخصوص، فانعقاد الاجتماع الدوري لمجلس الجامعة العرية الذي وصفه بعض المراقبين بالتاريخى بقاعة الشهيد مجذوب الخليفة بمدينة الفاشر بشمال دارفور له دلالات مهمة الآن ومؤشرات محددة تتزامن مع جهود الحل السلمي عبر مفاوضات الدوحة حيث رافق موسى وفد رفيع المستوى من الجامعة الى جانب كبير مساعدي رئيس الجمهورية رئيس السلطة الانتقالية لولايات دارفور مني اركو مناوي وحسبو عبد الرحمن مفوض عام العون الانساني بحضور عدد من القيادات الدارفورية في موكب كبير بخمس طائرات طافت على الولايات الثلاثة بدأتها بغرب دارفور وختمتها بالفاشر قبل ان تهبط في مطار الخرطوم. من اهم دلالات الزيارة تجديد الدعم لرئيس الجمهورية من الفاشر في مواجهة الجنائية واكدت الجامعة في ختام اجتماعها غير المسبوق بشمال دارفور على (الملحمة التاريخية بين مكونات اهل دارفور والدعم الكامل لجهود المصالحات الاهلية في اطار اتفاق السلام الموقع في ابوجا العام 2006 والتفاهمات الاخرى الموقعة في هذا الاطار بما يعزز من جهود التنمية)، وعبر الاعلان الصادر عن الاجتماع الذي حمل اسم الفاشر عن ارتياحه لتصاعد الوجود العربي الانمائي المباشر في دارفور وطلب الاعلان من الآلية المشتركة مواصلة عملها في تقييم الاحتياجات اللازمة لعودة الطوعية، وكان وفد الجامعة العربية قام امس الاول بافتتاح عدد من القرى والمرافق الخدمية في ولايتي غرب دارفور في منطقة هبيلة كناري ومنطقة مرايا جانقي بجنوب دارفور، وتبنيت الجامعة العربية انشاء «95» قرية نموذجية اخرى في اطار مساعيها لإعادة إعمار المنطقة. وتعتبر الزيارة تدشيناً مسبقاً للمؤتمر الذي تعد له الجامعة العربية بمشاركة منظمة المؤتمر الاسلامي وبالتنسيق مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وصندوق إعمار دارفور بشرم الشيخ مارس المقبل، الذي يتوقع له الجميع ان يسهم بصورة كبيرة في تمويل عدد كبير من المشروعات التنموية في دارفور ليعضد الدور الذي ترغب في لعبه الجامعة العربية في الفترة القادمة، وهي تعمل على تجاوز انتقادات سابقة بتأخرها في المشاركة في حل ازمة دارفور خاصة في مجال التنمية وتقديم الخدمات للمتضريين من الحرب بشكل عام، ولاحظ المراقبون ان عمرو موسى ركز في تصريحاته في دارفور على تحسن الوضع الامني، واشار الى أنباء تفيد بتقدم في مفاوضات الدوحة و ختم بأن إستقرار السودان من اولويات الجامعة العربية، موضحاً ان الدعم العربي لدارفور زاد من «10%» الى «33%» الى «50%». نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 15/2/2010م