أعادت الإدارة الأمريكية تجديد العقوبات على السودان قبيل إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي اكتسحها المرشح الديمقراطي باراك أوباما بفارق ضئيل عن مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني. لكن لماذا بادرت ادارة أوباما بإعادة تجديد العقوبات على السودان لمدة عام ولم تترك أي بارقة أمل للحكومة في إمكانية إعادة الحوار على ملف العلاقات الثنائية وترفيع التمثيل الدبلوماسي بتطبيع العلاقات بين البلدين لان تجديد العقوبات يشير لرغبة واشنطن في ان لا تغادر العلاقات مع حكومة السودان مربع العقوبات التي فرضت على البلاد منذ العام 98 يري مراقبون إن أوباما جدد العقوبات على الخرطوم لكسب أصوات الناخبين واللوبيات اليهودية التي تنشط في ملف دارفور فضلاً عن مجاراة اليمين المتطرف وتوجهاته المعادية لحكومة السودان. المهم إن علاقات السودان بواشنطن للأربعة سنوات القادمة لن تشهد تغييرات جوهرية لان السياسية الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية ثابتة وتقوم على مبدأ حماية المصالح الأمريكية بالوسائل التي تراها الإدارة أكثر جدوى وفاعلية في تحقيق حماية المصالح حول العالم. سيناريوهات المستقبل تتجه بالعلاقات مع الإدارة الأمريكية لمزيد من التدهور لان المطلوبات الأمريكية تتجه باستمرار لفرض الحصار ورفض أي تقارب مع الخرطوم برغم ان الحكومة رفدت الإدارة بمعلومات مخابراتية ذات قيمة عالية باعتراف عناصر قيادية في جهاز المخابرات الأمريكية ال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ في إطار تعاون ثاني في مكافحة الإرهاب. إدارة ابوباما بعد عادة انتخابها ستكون أكثر تشدداً في التعامل مع ملف السودان ولن تتردد في اتخاذ أي خطوة تضر بالبلاد تحت ضغط اللوبيات في واشنطن سيما ان الأوضاع في السودان خاصة العلاقات بين شمال دولة الجنوب ما زالت تراوح مكانها برغم توقيع اتفاق تعاون بين البلدين إلا أن عودة الاستقرار والسلام ستكون ذات كلفة عالية وإرادة سياسية لا تتوفر للاعبين على ملف القضايا العالقة بين السودان والجنوب ستكون واشنطن بالطبع أللاعب الأكثر أهمية فيما يتعلق بالحوار حول القضايا العالقة وحسب القائم بالأعمال الأمريكي جوزيف استافورد فإن الإدارة ستساند موقف الوساطة وآلية أمبيكي في مقترحاتها بشأن أبيي وهي مقترحات تقوم على إجراء استفتاء في المنطقة. في مقابل إعلان الحكومة رفضها للمقترح وافقت حكومة جنوب السودان عليه. المقترح الذي يضمن فيه حال تراجع الخرطوم وقبولها ذهاب منطقة أبيي بالكامل لدولة الجنوب . لكن ربما كان ملف أبيي سبباً لعودة البلدين لمربع الحرب وهو احتمال ترجحه دوائر الإدارة الأمريكية لارتباط الملف بأجندات الصراع على النفط وحقوق الرعي واستخدام الأراضي بين القبائل العربية المقيمة في المنطقة والقبائل الزنجية التي تنتمي للجنوب. المهم إن موقف واشنطن فيما يتعلق بمنطقة أبيي سيكون أكثر حسماً وخطورة كلما أقترب السودان وجنوب السودان نحو مقاربة حقيقية لتجاوز الملف الأكثر تعقيداً الذي يمكن أن يقود في أي مرحلة لحرب شاملة في المنطقة. تداعيات الملف النووي الإيراني ومحاولة إسرائيل تصفية حساباتها مع إيران على الأراضي السودانية بضرب الصناعات العسكرية في البلاد سيكون ضمن أولويات الحكومة في حال دخول واشنطن في حوارات مع الحكومة بعد التجديد لاوباما ولكن السيناريو الأكثر توقعاً بحسب مراقبين هو تمسك الحكومة بعلاقاتها مع إيران ولكن بدرجة اقل وتراجع علاقاتها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لكسب مزيد من التقارب مع واشنطن. بالطبع سيكون امن إسرائيل مقدماً على أي أجندة للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط وفي سياق المواجهة المحتملة بين الغرب وإيران سيكون السودان ساحة للحرب في حال استمرار التعاون العسكري بينه وجمهورية إيران الإسلامية. ستكون المنشآت العسكرية في البلاد عرضة للضربات الإسرائيلية كلما اضطربت العلاقات واقتربت لمرحلة المواجهات العسكرية الشاملة بين إسرائيل وإيران والغرب من جهة أخري. ماذا سيحدث إذا انطلقت الصواريخ الإسرائيلية تجاه المدن الإيرانية وردت إيران على الضربات العسكرية. ستكون سيناريوهات المواجهة العسكرية في حالة اندلاعها أكثر كارثية وستقود لاصطفاف القوى الإقليمية في المنطقة لمعسكرين هما واشنطون والغرب وحلفائهم في المنطقة وإيران وحلفائها. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 11/11/2012م