حددت هيلاري كلينتون 4 أهداف أمام السياسة الأمريكية و"الإسرائيلية" للتعامل مع الشرق الأوسط الجديد وذلك في كلمة لها امام جمع من الساسة الأمريكيين - و"الإسرائيليين" حضروا افتتاح المنتدي التاسع لمركز حاييم صبان لدراسات الشرق الاوسط بواشنطن والذي يستمر لثلاثة أيام تحت عنوان تحديات العلاقة الأمريكية - “الإسرائيلية" أمام المتغيرات الحادثة في الشرق الأوسط . وتصدرت الأهداف الأربعة منع إيران من الحصول على سلاح نووي ثم العمل مع الشركاء بالمنطقة للتأكد من هدوء مستدام في غزة والرابع العمل على إحداث سلام شامل . وكانت كلينتون بعد مقدمة طويلة اعادت خلالها التأكيد على استمرار الولاياتالمتحدة في دعم “إسرائيل" وحمايتها بكافة الطرق والسبل دولياً واقتصادياً وتجارياً وقالت إنه حتى الولاياتالمتحدة تمر بأزمة اقتصادية فإن المساندة الأمريكية المالية ل “إسرائيل" سجلت أعلى مستوياتها تاريخياً ومشيرة الي اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين وكيف رفعت الولاياتالمتحدة مؤخراً من 5 مليارات إلى 35 ملياراً معظمها تجارة موجهة، وأضافت بأنه من اجل الحفاظ على رخاء “إسرائيل" فينبغي المحافظة على مستقبلها “كدولة يهودية آمنة" . وعندئذ صفق الحضور كثيراً لهيلاري بمن فيهم إيهود باراك ودان شابيرو السفير الأمريكي لدى “إسرائيل" ودان ميدور نائب رئيس الوزراء “الإسرائيلي" والعديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي منهم جون كيري أحد المرشحين لخلافتها في مقعد الخارجية وجوزيف ليبرمان . ثم خاضت في تفاصيل الأهداف التي ستسعى الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" لتحقيقها خلال الفترة المقبلة في شرق أوسط جديد يشهد تغييرات سياسية، فحددت أولا الهدف الأول وهو إيران قائلة إن منع إيران من الحصول على سلاح نووي هو التزام يتمسك به الرئيس الأمريكي باراك أوباما “لأننا نعرف أن النظام الإيراني يصدر الإرهاب ليس فقط إلى “إسرائيل" ولكن حول العالم"، وأضافت “هدفنا أن نغير حسابات القيادة الإيرانية" . وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية “الهدف الثاني هو العمل مع شركائنا في المنطقة لتحويل وقف اطلاق النار في غزة إلى هدوء مستدام، حفاظاً على أمن “إسرائيل" وكذلك تحسين وضع الفلسطينيين في غزة فنصف سكانها من دون سن الثامنة عشرة"، وأكدت ضرورة استمرار العمل مع مصر وكذلك استمرار عمل “إسرائيل" مع مصر بنشاط لتطبيق وقف اطلاق النار وحيث يمكن استخدام علاقات مصر المتميزة مع حماس ومع أطراف أخرى في غزة لتبلغهم بوضوح انها ضد تصعيد للعنف على حدودها، وأن واشنطن تنتظر من مصر زيادة وتقوية جهودها في مواجهة تهريب السلاح من السودان وليبيا إلى غزة، حيث تعتقد واشنطن أن هناك صواريخ سمح لها بالدخول إلى غزة عبر الأنفاق- على الحدود المصرية . وأكدت كلينتون على دور قطر وتركيا في ابلاغ حماس بحسم عدم “رغبتنا" - حسب كلينتون - في رؤية مواجهات عنيفة مرة أخرى، وشددت على أن الولاياتالمتحدة اظهرت استعدادها للتعامل مع الاسلاميين الذين يرفضون العنف ويسعون لديمقراطية حقيقية، واضافت “لكننا لن نعمل مع “إرهابيين" أما الهدف الثالث الذي حددته هيلاري فكان احداث سلام شامل - تماما كما توقعت تصريحات مصدر امريكي للخليج أول أمس - فقالت: “لايوجد حل أمامنا سوى السلام وإلا ستكون “إسرائيل" مضطرة دوما لبناء المزيد من الدفاعات القوية، و دون هذه الدفاعات فإن الحسابات الديمغرافية سترغم “إسرائيل" على الاختيار بين المحافظة على الديمقراطية وعلى كونهم “وطنا لليهود" وبين تقوية وضعهم العسكري، ولكن علي المدي البعيد لا يوجد دفاع كامل ومن ثم فإن أمن “إسرائيل" وبقاءها كدولة يهودية يعتمد على سلام شامل . الهدف الرابع والأخير الذي حددته كلينتون كان التحولات الديمقراطية في المنطقة، فقالت كلينتون ان العالم العربي الآن يعاود انتاج ذاته وأنه على كل من “إسرائيل" والولاياتالمتحدة العمل معا للتأكد من أن التحولات الديمقراطية هذه ستقرب المنطقة للسلام والأمن ولا يبعدها عنه، وقالت: “بينما نشهد التحولات في مصر وليبيا وتونس واليمن فإن موقفنا واضح في ضرورة أن تتواكب الحقوق والحريات مع المسؤوليات، وينبغي أن يحاربوا الإرهاب والتطرف ويحترموا التزاماتهم الدولية، وأكدت هيلاري أن تصريحات مصر الأخيرة -تقصد الإعلان الدستوري للرئيس المصري محمد مرسي وقرار التصويت على دستور رغم عدم الاستقرار الاجتماعي وانعدام التوافق الشامل لمختلف الأطياف السياسية حوله . يثير قلق الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي، وقالت: “مصر في حاجة لدستور يحمي حقوق الجميع ويخلق مؤسسات قوية ويعكس عملية شاملة تضم الجميع"، وخاطبت النظام في مصر قائلة: “علاقتنا وشراكتنا ستكون في أقوى وضعية لو كانت مصر ديمقراطية ومتحدة ومتفقة حول معنى الديمقراطية وتحترم حقوق الأقليات وذات إعلام حر ومستقل وقضاء مستقل، الديمقراطية تبدأ بالانتخابات لكن لا تنتهي معها" . المصدر: الخليج الإماراتية 2/12/2012م