حين تأتي التسريبات التي نقلتها شبكة سي إن إن من مصادر في واشنطن بأن الجيش الأميركي أعد خلال الأيام الماضية خطة لتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية، فإن ذلك يشير إلى أن الأزمة السورية في طريقها للنهاية. لكن توقيت التسريبات يثير التساؤلات من أكثر من ناحية. فالثوار في سورية اقتربوا من معاقل النظام السوري العسكرية والإدارية والحيوية، والمعارك صارت داخل العاصمة دمشق وحواليها وقرب مطار دمشق الدولي، مما يعني أن النظام يترنح حاليا فهو غير قادر على السيطرة على منافذ العاصمة وارتباكه يشير إلى أن الثوار بات لهم ثقل على الأرض. إلى ذلك، ظهرت مؤشرات عن ليونة بسيطة في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، جراء تصاعد الحديث عن نية النظام السوري استخدام أسلحة كيماوية وغازات سامة، مع وضع احتمال أو وصول تلك الأسلحة والغازات إلى بعض التنظيمات والجماعات، فيمكن أن يندرج - برغم أنه وارد - ضمن خانة مبررات الهجوم العسكري على النظام السوري. ما يدفع إلى التساؤل عن توقع القوى الكبرى بأن الحل اقترب والشعب السوري سوف يزيح النظام ويسقطه، ولذلك فإنها تحاول وضع رجل لها في سورية قبل أن تفقد كل شيء إذا سقط النظام من غير مساعدتها. وتبقى التخوفات لو حدثت ضربة متفق عليها بين القوى الكبرى لسورية أن تؤدي إلى مزيد من الدمار في المدن السورية وهذا ما لم يعد يحتمله الشعب السوري، والأفضل في حال حدوث تدخل خارجي أن يكون هدفه واضحا وسريعا، وهو إزالة النظام بأي طريقة، والأفضل ألا تكون بالقصف والتدمير بل بالضغط السياسي والاتفاق الدولي، ليتمكن الشعب السوري من إعادة ترتيب الوضع الداخلي بما يتناسب مع تطلعاته. و قررت الدول الكبرى ووضعت إنهاء الأزمة هدفا سريعا لها، فهي قادرة على تحقيقه خلال أيام، ويكفي أن ترفع روسيا يدها عن حماية النظام السوري ليقع في مأزق كبير. لذا فإن الحل الأكثر أمانا للشعب السوري هو الحل السلمي على الرغم من كل ما فعله النظام بشعبه، وبعد سقوطه تبدأ المحاسبة، وتدور عجلة إعادة البناء. لمصدر: الوطن السعودية 9/12/2012م