يبدو ان بداخل حكومة الجنوب والحركة الشعبية تياراً متنفذاً وربما هو الحاكم فعلا بخلاف سلفاكير الرئيس والرهط القريب منه يريد هذا التيار كل مرة ان يرد الأمور في مسار العلاقة مع السودان الي نقطة العلوق الدائم والتوقف في خانة يبقي لحين السداد ومشكلة هذا الجناح في حكومة الجنوب انه يوميا يقلص من فرص نمو تيار في السودان قد يقبل بان الجنوب بلد محترم وله رؤية وهذ خلاف الأضرار بالخرطوم وفيما نري فيبدو ان المهتدلين من السودانيين في التعامل مع جارهم الوليد بحاجة الآن الي التسليم بأنهم خطا وان الجنوب حقا وفعلا رجس من عمل الشيطان وصنيعه إنما أوجدت لجر بلادنا الي محرقة هائلة تعد لها الآن بعض الأطراف. ورغم عن تفاؤلي شخصيا وقولي في أكثر من منبر ان التواصل مع الجنوبيين ممكن وان السلام معهم خيار استراتيجي ومحصلة مفيدة لصالح البلاد الا ان ما يجري أو جري بالا مس في أديس أبابا صار يلقي بظلال قاتمة علي تلك الفرضية بقدر اخشي معه الاعتراف بان الطيب مصطفي ومن يمثلهم يلامسون الحقيقة ولا مندوحة من الاعتراف الجهير هذا طالما ان جوبا تحرص كل مرة علي إحراج من يرون أنها جار طيب وشريك محتمل. في أديس أبابا ما جري ان حكومة الجنوب تنصلت عن التزاماتها التي صادقت عليها في اتفاق التعاون الأخير في شأن ملفات الحدود والترتيبات الأمنية ومن ذاك ملف منطقة 41 ميل حيث يحدد النص المتفق عليه مساحة محددة وضعت لها ترتيبات خاصة بالتوافق بين الجانبين إلا ان الجانب الجنوبي قال انه بعد المراجعة وجد ان مساحة يجب ان تكون بشكل آخر غير ما هو موجود في النص الأمر الذي اعتبره وزير الدفاع عقبة تقف أمام التنفيذ والقول لوزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين رئيس اللجنة السياسية الأمنية للمفاوضات! ويمضي ( عبد الرحيم مفصلا بشأن أبيي التي برز فيها من جانب الجنوب اشتراط جديد "لنج" في مسألة تشكيل المجلس التشريعي للإدارية و شكل التمثيل من البلدين فبينما يري السودان اقتساد المقاعد العشرين مناصفة يري الجانب الجنوبي اخذ 21 مقابل 8 ويضع شروط علي ال8 الخاصة بالسودان وتمضي الالغام ليكشف وزير الدفاع عن خلاف في مسألة الحدود حيث يريد الجانب الجنوبي ان تبدا العملية بالنظر في المناطق المدعاة حيث ان الاتفاق ينص علي ترسيم ما هو متفق عليه أولا والذي يقارب نسبة ال8 من الحدود ثم النظر في مناطق النزاع وهي أربعة زائداً واحدة وأخيراً المناطق المدعاة. المحصلة النهائية لإفادات الوفد الحكومي الذي عاد بالأمس ان الأمر كله انتهي كما يقول المعلقين في نقل مباريات كرة القدم الي (اوت سايد) لعبة قون في انتظار تنظيم بداية تمريرات وجمل تكتيكية بين الجانبين علها تسفر عن هدف لصالح الشعبين وفيما أراه فمن الواضح ان الجنوب أصلا لا يريد إلا انتهاء الزمن الرسمي والمستقطع في انتظار الحسم بضربات مجلس الأمن ولم أكن اصدق هذا التحليل ولكنني الآن أميل للأيمان به. نقلا عن صحيفة الوفاق 20/1/2013