حديثي رئيس الجمهورية عمر البشير في افتتاح مستشفي إبراهيم مالك كان واضحا وصريحاً بالحرص علي تنفيذ ما اتفق عليه بين الرئيسين في أديس أبابا وقال بعبارة واضحة انه والرئيس سلفاكير وقعا علي الاتفاق ومعني ذلك ان الأمر قد تجاوز كل المراحل حتي وصل للرئيسين وتنتهي بذلك كل المراحل وهذا بلا شك أمر طبيعي فقد يعطي الرئيسان القيادات الأخرى فرصة قيادة التفاوض في مراحله الأولية وقدموا للرئيسين خلاصة جهدهم الذي بني عليه الرئيسان التوقيع علي الاتفاق. بالنسبة لحكومة السودان التي تعتمد علي نظام الدولة التي تحكمها المؤسسات وأعلاها مؤسسة رئاسة الجمهورية وبعد توقيع رئيس الجمهورية لا يبقي ال التنفيذ من تاريخ التوقيع علي القرار أو الاتفاق وهذا ما التزمت به كل مؤسسات الدولة في السودان إلا أن حكومة الجنوب التي اتضح أنها لا تعتمد علي نظام دولة حسب أعراف الدولة الحديثة في كل أنحاء العالم فإن بعض قيادات جيش الحركة الشعبية يمكن أن تعارض قرارات أو ما وقع عليه رئيس الجمهورية وهو كما يقال انه رئيس منتخب تم تفويضه من الشعب ولا سلطة لجنرالات الجيش الشعبي عليه لكننا لابد ان نتذكر ان الجيش الشعبي نفسه عبارة عن مليشيات قبلية لا يستطيع رئيس الجمهورية السيطرة عليها وبالتالي يمكن ان يتخذ رئيس الجمهورية قراراً أو يوقع اتفاقا يكون غير قابل للتنفيذ مع صعوبة ان تتفق كل مليشيات الجيش الشعبي وكل قياداته أمر واحد. يبقي من الصعوبة ان يتم اتفاق قابل للتنفيذ مع حكومة الجنوب ولن تجدي معها كل الضغوط لان قادة المليشيات في الجيش الشعبي لا تعنيهم الموازنات الدولية ولا قرارات مجلس الأمن الذي يعلم ان القضية ليست قضية حكومة السودان التي تلتزم بكل الاتفاقيات ولكن بالرغم من ذلك لا يجرؤ مجلس الأمن ان يهدد حكومة الجنوب بالعقوبات بل يصر علي ضم اسم السودان للتهديد. حديث رئيس الجمهورية كان واضحا إلا مزيد من التنازلات ولابد من تنفيذ الاتفاقيات الموقعة من اعلي سلطة في البلدين وان هناك ما يستدعي مزيداً من التفاوض والاتفاقيات فلابد من تبدأ من حيث انتهي الاتفاق السابق والمنطق المعتدل يقول تنفيذ الاتفاق السابق والتأسيس عليه مدعاة لزيادة الثقة وتقريب وجهات النظر والتقدم للأمام في خلق علاقة لحسن الجوار بين البلدين يمكن ان تتطور كل يوم لمصلحة الشعبين. ومن البشريات التي أثلجت صدورنا وصدور أهل السودان ما قال به المؤتمر الوطني إلا تفاوض مع قطاع الشمال وأمريكا لا تستطيع ان تفرض علينا التفاوض مع هؤلاء الذين جعلوا من الخروج علي نظام الدولة مهنة لهم وهم لا يمثلون إلا أنفسهم والخيارات التي منحت لهم لا خيارات غيرها أما فك الارتباط مع الحركة الشعبية والعودة لأحضان وطنهم وأما البندقية والبلاد لا وقت لها تضيعه مع ثلاثة أشخاص (عقار وعرمان والحلو) لان جهدها تحتاجه الملايين. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم 12/2/2013